الإعلان عن وظائف للأئمة في الأوقاف يناير المقبل
- الخميس 21 نوفمبر 2024
حسام عقل وغادة البشاري أثناء توقيع التوأمة الثقافية
رئيس
"متون" الثقافية الليبية:
المؤسسة
انطلقت في ظرف صعب ودورنا إخراج الإبداع الليبي لكل العرب
مسؤولية
المثقف استبدال الجمال بالقبح وانتشال الناس من "القديم"
نطمح أن تحقق "التوأمة" مع ملتقى السرد أهدافنا الثقافية
نعيش
في "زمن الرواية" لكني أجد نفسي في الشعر
فوز
جوخة الحارثي بـ"البوكر" انتصار لكل مثقف عربي وليس المرأة فقط
ولرافضي
قصيدة النثر: نؤمن بالتعددية في كل شيء فلماذا ننكرها في الشعر؟
"جداريات"
التقت غادة البشاري على هامش الزيارة، وكان لنا معها هذا الحوار حول الأدب والمرأة
والمشهد الثقافي العربي، وأمور أخرى...
لنبدأ بالحديث عن المرأة.. كيف ترى غادة البشاري وضع المرأة العربية عمومًا والمثقفة والمبدعة على وجه الخصوص؟
المرأة العربية أخذت حقوقها وزيادة، ولولا ذلك لما كنت موجودة هنا الآن، وأنا عندي نظرة تصالحية جداً مع الرجل، وليس عندي الصراع الموجود لدى بعض المثقفات مع الجهة الأخرى "الرجل"، و"لو تدنى وجودي فأنا السبب، إذا لم أثبت وجودي فالسبب في ذلك أنا وليس الرجل. القصة ليست المجتمع، وإنما الذات نفسها".
على مستوى الأدب لا أحب أبداً أن أذكر تقسيم الأدب النسوي والذكوري، الأدب إبداع، والإبداع هو الإبداع سواء امرأة أو رجل، ودور المثقف واحد سواء كان رجلا أو امرأة.
على
ذكر أدب المرأة.. كيف استقبلتِ فوز الكاتبة العمانية جوخة الحارثي بجائزة البوكر
عن روايتها "سيدات القمر"؟
فوز جوخة
الحارثي بالبوكر العالمية كأول رواية عربية هو انتصار للمثقف العربي "رجلا
وامرأة" وليس للمرأة العربية فقط، فالمرأة أثبتت نفسها في كل المجالات، وهذا
الفوز المستحق دليل على ما أقول، وأنا سعيدة به جداً.
لماذا
اخترتِ الشعر؟
لأنني وُلدت شاعرة، ولا أذكر متى بدأت بالضبط، أشعر أنه مخلوق معي، شيء داخلي موجود، لكن لا أعلم كيف ولا متى ولا أين.
ومن أهم
الذين تأثرت بهم "غادة البشاري"؟
لا أحب أن يقال إني تأثرت بشخص معين، صنعت شخصيتي الأدبية بنفسي، لا يمكن أن أقول إني أتبع نمطا معينا، فأنا متنوعة أكتب في كل الأجناس الأدبية بطريقتي الخاصة، هذا لا يحملني لإنكار كل ما فات، بالعكس، فكله أثر في طبيعتي، لكن خُلقت شخصية غادة الأدبية منفردة، أيضاً هذا نوع من التمرد، فلا أحب أن أمشي على خط واحد، لا أحب الاستنساخ، لأنه سيتركنا في نفس الدائرة، فنحن نأخذ إرث الماضي حملاً علينا، ولا نستطيع تغييره.
البعض
يرى أننا في زمن الرواية وليس الشعر!
هذا صحيح، لعدة أسباب:
هروب الشباب من السيطرة السياسية والحروب، فيهرب إلى الرواية، لأن الرواية "حبالها
طويلة"، هذا رأيي كمتلقية، أما ككاتبة، فأنا- حالياً- أكتب في رواية أيضا، ولا
أعلم متى تكتمل بالضبط، كذلك كتبت عددا من القصص القصيرة، لكن ما أجد نفسي فيه، ويمثل
كينونتي، هو الشعر.
في
رأيك.. ما هو الدور المنوط بالمثقف العربي؟
للمثقف دور كبير جداً، الحالة الثقافية هي التي تُبني عليها المجتمعات، الحياة السياسية والاقتصادية، الثقافة هي أساس الحياة، للمثقف دور كبير في تغيير مفهوم المجتمع، في نشر الفن والجمال.. إماطة الأذى النفسي.. استبدال الجمال بالقبح. هذا من ناحية فنية وجمالية. أما من ناحية أخرى، فالمثقف عليه توعية الشعب ليس تحريضاً، إنما توعية بمعنى انتشاله من الإرث القديم، وتعميق أفكار الشباب، من ضحالة الموقف الآن إلى أبعد حد.
إذا
نتقلنا إلى تقييم المؤسسات الثقافية العربية.. هل نجحت في أداء أدوارها؟
هناك مؤسسات قائمة
تؤدي دورها على أكمل وجه، وتنحت في الصخر لتخرج المبدع من دائرة التعتيم وتعطيه هوية
أدبية أو فنان تشكيلي، لكن- للأسف- هناك مؤسسات هي اسم فقط، ليس لها أي بصمة حقيقية
في المجال الأدبي الثقافي.
نحن في مؤسسة متون
خرجنا في ظرف صعب جداً، في ظرف حرب، لكننا نعمل بكل طاقتنا لأننا نشعر أن المبدع الليبي
لم يأخذ حقه تماماً تماماً عربياً ومحلياً، ودورنا أن نخرج الإبداع الليبي لكل العرب،
أقمنا عدة أنشطة، وأرسلنا العديد من الوفود إلى الخارج في مصر وغيرها، مثل الوفد الذي
زار شرم الشيخ في مهرجان شرم الشيخ. لا أنكر دور وزارة الثقافة في بدايتنا، لكنهم الآن
تحت ظرف مادي صعب، ونحن نحاول أن نصنع شيء بأقل تكلفة، نحن في تعاوننا مع ملتقى السرد
العربي أتمنى أن يكون خطوة رائدة في تطبيق أهدافنا ومسارنا الثقافي.
على ذكر
ملتقى السرد لماذا وقع اختيار "متون" عليه لتوقيع توأمة معه؟
سمعت الكثير عن ملتقى
السرد العربي، وأنشطة الملتقى موجودة بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد جذبني
اسمه ملتقى السرد "العربي"، أي أنه يتسع لجميع العرب ونحن عرب! لذلك يهمني
أن نكون على تواصل معه، وقد قدم لنا عروضاً قوية جداً وأنشطة مستمرة، كذلك مناصرته
للأديب الليبي هي نقطة تحسب له.
إذا
طلبنا عقد مقارنة للمشهد الثقافي في مرحلة ما بعد القذافي وما قبلها.. ماذا
تقولين؟
نشرت ديواني الأول
قبل الثورة، أعترف أنه كان هناك تقييد، لكنه تقييد مفيد، أي شيء ينزل للشارع يجب أن
يكون مدروسا، أما الآن فقد أصبح الموضوع ماديا دون ضمير إبداعي، حيث نعيش انفتاحا غير
مقنن فلا توجد مواكبة بين الحركة النقدية والسيولة الإبداعية الركيكة جداً، لكن قبل
ذلك، كانت توجد رقابة جيدة، وكانت دار النشر الليبية التابعة للدولة تقوم بدعم الإبداعات
الليبية سواء بالنشر أو بالدعم المادي. كل مرحلة لها إيجابياتها وسلبياتها، لكني أميل
لمرحلة ما قبل الثورة.
ما
زال البعض يرى أن القصيدة غير العمودية ليست شعرا في حين يرى البعض الوزن والقافية
قيدين على الإبداع.. فماذا ترى غادة
البشاري؟
الشعر العمودي شعر
مقفى وموزون وجميل جداً منذ أيام العصر الجاهلي إلى عصر الرسول والخلفاء والعصر الأموي
والعباسي. لكن هناك تطوير لكل شيء، يجب أن يكون هناك تعدد في المذاهب الأدبية، حسب
البيئة الزمنية والمكانية، كل شيء يختلف. هل نحن نعيش كما يعيش الخليل بن أحمد؟ لماذا
الحجر على الإبداع؟
عندما بدأ شعر التفعيلة
على يد نازك الملائكة، كان هناك هجوم عنيف عليه. واعتبروهم من المرتدين، ومن كفار الشعر،
لكن الآن نراه ثابتا ومنتشرا، وأصبح مذهبا مستقلا.
نحن نؤمن بالتعددية
في كل شيء، فلماذا ننكرها في الشعر؟! وأنا
لدي نوع من التمرد الخاص بي، فأنا أخلط كل أنواع الشعر في قصيدة واحدة، أكتب ما يحضرني،
دون أن يحجر عليَّ أحد.