"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
خرافة البشعة.. عادات تقليدية ليس لها علاقة بالطب ولا بالشرع، يحاول البعض إلصاقها بالواقع والحقيقة، منها خرافة البشعة، التي يقومون من خلالها بكشف الشرقة على حد زعمهم.
وفي حكم جديداليوم ، قضت محكمة جنح مستأنف القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار كمال مسعود، بحبس 4 أشخاص شهر مع الشغل، حيث أجبروا عاملين على استخدام "البِشّعَة" طريقة لكشف الكذب، لبيان حقيقة سرقتهما هواتف محمول، ما أدى لإصابتهما بحروق في الفم، حيث صدر الحكم بعضوية المستشارين عبد الرحيم الخطارى ومحمد رضا، وأمانة سر أسامى فتحى وعمرو فتحى.
وتعود أحداث الواقعة، عندما اكتشف صاحب شركة اختفاء هواتف محمول من مقر الشركة بمدينة بدر، فاشتبه في عاملين بالشركة، وبمواجهتهما أنكرا صلتهما بالواقعة، فاتفق صاحب الشركة معهما على التوجه إلى مكان يقوم باختبار بيان كذبهما أو صدقهما، وهو ما يعرف بـ "البِشّعَة" قطعة معدنية أشبه بـ"الملعقة" الضخمة تم وضعها على نار ملتهبة حتى يصبح لونها مثل الجمر، ووضعت على لسان المجنى عليهما، ما أدى لإصابتهما بحروق في اللسان.
تم نقل المجنى عليهما إلى المستشفى، وحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة بإحالة المتهمين للمحاكمة أمام محكمة الجنح التي أصدرت حكمها المتقدم.
من جانبه يقول الدكتور، سعيد عامر مدير عام الدعوة بالازهر وامين لجنة الفتوى السابق، لقد وضع الاسلام الطريق الصحيح لاثبات الحقوق بين الناس عن طريق البينة والشهود والاعتراف ، ففى الحديث (لو ترك الناس ودعواهم لادعى قوم دماء قوم وأموالهم ، ولكن البينة على من ادعى واليمين على من انكر ) .
وأضاف عامر، عند عدم الاعتراف والإقرار من المدعى عليه يثبت الحق بالبينة والشهود فى الدعوى ، وفى حالة عدم إمكان المدعى اثبات حقه بالبينة والشهود فليس له قبل المدعى عليه الا حلف اليمين ، فإذا ما حلف المدعى عليه انقطعت الخصومة بين الطرفين ..كما فى الحديث البينة على من ادعى واليمين على من انكر . أما الذهاب الى البشعة وهى عرض الانسان نفسه على النار او وضع شئ من النار على وجهه او لسانه فليست طريقا شرعيا لاثبات الحقوق بين الناس ، وعمل لايقره الشرع ولا القانون .
وتابع، من يقوم بهذا العمل يعرض نفسه للخطر والهلاك وقد نهى الله تعالى عن ذلك حين قال (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ) البقرة 195 ، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله (لا ضرر ولا ضرار ) .
وأوضح، من المعلوم من الدين بالضرورة انه لا يعذب بالنار الا رب النار ، وعليه لم يرد فى القران والسنة مايبيح ذلك الفعل ، ولم يفعله احد من الصحابة او التابعين لم يستحسنة المسلمون .
واختتم، ننصح فى مثل هذا ان نحتكم الى شريعة الله تعالى وتعاليم الدين الحنيف بغية الوصول الى اثبات الحقوق المتنازع عليها عملا بقول الله تعالى (فإن تنازعتم فىشئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) .
وفي نفس الصدد، نشرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”، حكم الشرع فى البشعة، قائلا: “والبشعة ليس لها أصلٌ فى الشرع فى إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ، وإنَّمَا يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التي سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضي أو التقاضي، مُستَهْدِينَ بنحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني”.
وأضافت دار الإفتاء :”البشعة، وَصِفَتُها أنهم عندما يُتَّهم أحدهم بتهمة ما فإنهم يذهبون به إلى شخص يسمونه المُبَشِّع، ويقوم هذا الشخص بتسخين قطعة حديد مستديرة -طاسة- حتى تصل إلى درجة الاحمرار، ويطلب من المتهم لعقها فإن لم تصبه بأذًى فهو بريءٌ، وإن أصابته، أو أبى أن يتعرض لها فهو مُدانٌ”.
جدير بالذكر، أن الدكتور حسام عقل، رئيس ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، أفرد للحديث عن خرافة البِشعة حلقة كاملة، استمرت قرابة الساعة، على شاشة الصحة والجمال.