السيد نجم يوضح كيف نواجه الصورة النمطية للمثقف في الذهنية العامة؟

  • حاتم السروي
  • الثلاثاء 23 يوليو 2019, 4:24 مساءً
  • 1688
الكاتب السيد نجم من رواد أدب المقاومة والخيال العلمي

الكاتب السيد نجم من رواد أدب المقاومة والخيال العلمي

"جداريات" موقع إلكتروني يهتم بالشأن الثقافي ولقد كان السؤال الذي يؤرقنا ونحاول أن نبحث له عن حل هو: كيف نواجه الصورة النمطية القاتمة التي رسمها المخيال العام عن المثقف؛ حيث هو في ذهن الغالبية أشعث أغبر كثير الكلام ومدخن شره وعباراته عادةً تعاني أو يعاني من يسمعها من الغموض، من أجل ذلك عملنا على محاورة مجموعة من المثقفين في محاولة لفهم هذا اللغز ومواجهة تلك الأكذوبة الشائعة، وكان ممن توجهنا لهم بالسؤال الكاتب السيد نجم مقرر شعبة الخيال العلمي باتحاد الكتاب والمعروف لدى الوسط الأدبي باهتمامه الخاص والقديم المتجدد بأدب المقاومة، ومعه كان هذا الحوار المصغر.


- باعتبارك أحد المخضرمين في الوسط الأدبي هل لنا أن نسألك بصراحة لماذا يبدو المثقف في الذهنية العامة ثقيلاً  وثرثاراً ومتحذلقاً ومدخناً شرهاً وربما ملحداً؟

للإجابة على هذا السؤال أقول: ارتبطت صورة المثقف بملامح المتأمل والمفكر عن حق أو باطل، بحيث يبدو هكذا مشعثاً أغبرا ، مع الشراهة في التدخين والثرثرة، وهي صورة قديمة منذ قبل ثورة يوليو 52 ، وأظن ان الأدباء والمثقفين انفسهم هم من روجوا لتلك الصورة التي تجلت في كتابات توفيق الحكيم والعقاد، بل وبدت متجسدة في العقاد مثلاً كمظهرٍ خاص بالكوفية والحكيم بارتداء البيريه وهكذا، حتى جاء جيل ادريس ونجيب محفوظ وقد خرج الكاتب من قوقعته وجلس على المقهى وشارك في النشاط العام بعيدا عن برجه، والحقيقة أنه بدا بعيد من حيث الظاهر فقد اتسم هذا الجيل برسم ملامح الخصوصية أكثر، بل ويمكن القول بأنه جيل نرجسى.

أما جيل الستينيات فهو الجيل القريب من مجمل الصفات السابقة مع رواج مظاهر التشرد والهيام والضياع والتحليق في السماء، بينما النوازع الاجتماعية والهم العام، هى التى تتجلى في أعمالهم، وأظن ان السبب المباشر هو أزمة افراد هذا الجيل الاقتصادية؛ فهم أبناء العمال والفلاحين ولم تحقق لهم الدولة ترف العيش والعمل المناسب الذى يكفيهم والقليل منهم عمل في الصحافة التى أغنته بعض الشىء.

أما جيل السبعينيات فقد تعلم من الدرس وانكفأ على وجهه فكتب دواخله وافكاره وأماله، منهم من شارك في معارك 73 وهى ما اعطته خصوصية مضافة.. ومنهم من اكتفى بالنشر غير المنتظم هنا او هناك.. واغلبهم ضاق به المقام في مصر وسافر خارج البلاد لاكتساب لقمة العيش، وليس هناك طرف التشخص في صفات الهائم الشارد.

ما بعد جيل السبعينيات هى اجيال تبحث من جديد عن ذواتها، بدأت بالتفاعل مع الذات الداخلية من المحرمات والمكبوت، ومنهم من نظر إلى الخارج واستخدم المفردات الأجنبية بحروفها اللاتينية ومنهم من تعلق بشكل جديد يرجو الرواج له في الرواية والقصة .. كل ما سبق وغيره، ولم تعد الملامح التقليدية ملاصقه لأفراده.. وذلك لسبب بسيط جدا، أن العامة فقدت الاهتمام بالخاصة من الادباء والكتاب والمفكرين!

- لكن كيف نواجه تلك الصورة كيف نعيد إلى الأذهان صورة المثقف الواعي الحكيم المستنير؟

سوف أجيبك باختصار وبكل بساطة، مواجهة ذلك التوجه القديم الذى رسم الاديب والمفكر بتلك الملامح الشاذة لا نجهد أنفسنا فيها؛ لأن رجل الشارع الذى كان لا يفطر ولا يهمه الطعام قبل مغادرة المنزل بل يهرع إلى بائع الصحف ويسير والجريدة الصباحية تحت إبطه وقد اشتراها لحرصه على قراءة قصيدة طويلة لشاعر ذو أهمية تم نشرها في الصفحة الأولى.. هذا القارىء التقليدى وهو الزبون الوحيد للادب والفن.. اختفى! فلا نجهد أنفسنا بوسيلة المواجهة، قدر البحث عن سبل البحث عن زبون للأدب والفن الراقي المطلوب.


- وأخيراً أحب أن أتعرف على رأيك في اتحاد الكتاب من حيث أهم إيجابياته وأبرز سلبياته وكيف يقوم بدوره الحقيقي؟

فيما يتعلق باتحاد الكتاب، أقول هو مؤسسة ثقافية لا يمكن تجاهلها، ولي معها وفي داخلها بعض النشاطات مثل كونى مقرراً لشعبة الخيال العلمي، ودعنى أقولها صريحةً إن النتائج منوطة بالعمل، وكلما كان العمل خالصا لوجه الله والوطن فلا تقلق، وقد خبَّرتني الايام أن (الإنجاز) وحده هو معيار قياس الحكم على أية مؤسسة ثقافية أو غير ثقافية، وللحقيقة فان المتابع لنشاط الاتحاد الان يشعر بجدية العمل داخله مع حسن النوايا.

تعليقات