حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الإعلامي محمود أبو حبيب
حالة الدهشة التي أثارها "محمد رمضان" منذ ظهوره على الساحة، والتي تثيرها دومًا تصرفاته و ردود الأفعال عليها، تحولت إلى حالة من الغضب والانتقاد عندما ظهرت صورته مع المغني الصهيوني " عومير آدم"، والتي تستوجب منا جميعًا حالة من الرفض، لكن ليست المشكلة في "محمد رمضان" أو ما وصل إليه، المشكلة فينا نحن " نعيب زماننا والعيب فينا !"، فكلما ازدادت المتابعات والمشاهدات لما يقدمه "محمد رمضان" ازداد رصيده حتى استطاع أن يكون صاحب الرصيد الأكبر منها، فأصيب بصدمة الغرور تارة، وضربته نوبة العظمة تارة أخرى، وأخذ ينادي في الناس أنا "نمبر وان".
لا غرو أن تكون هذه هي تصرفات شاب يعد انعكاسًا لسنوات وعقود ساد فيها الجهل المجتمعي وتجرفت فيها الشخصية المصرية من إرثها الثقافي والحضاري، وأصبح الحكم على الأشياء باللامنطق والغير مقبول، فصرنا نهمش الفن الهادف ونركض وراء أشكال مبتذلة لا تستحق أن توصف بأنها فن، وأقل ما توصف به أنها مرض سرطاني ينهش في جسد الفن السامي الذي يُفترض به أن يربي أجيالًا ويشكل وعي الأمم، ويعمل على بناء حضارات ويحافظ على الثقافات، الصورة التي ظهر فيها " محمد رمضان" معانقًا للمغني الصهيوني، يجب على الفور أن يعتذر عنها، ودون أن يسوق المبررات على حسن نواياه، لأن النوايا وحدها لا تكفي فأحيانا ما تكون النوايا مجرد آمال وطموحات، ويبقي لنا العمل، وعلينا أن نقيمه و لنا الحق في أن نقبله أو نرفضه.
التصرف الذي أقدم عليه "محمد رمضان" هي جريمة غير مقبولة من شخص وصل للمجد بثقة جمهوره، ومن حقهم أن يثورا عليه و يغضبوا منه ومن واجبه أن يعتذر إلى كل هولاء ومن قبلهم "فلسطين" وليتها تقبل، ولا يعني ذلك ألا يدفع نتيجة خطأه، على "رمضان" أن يعتذر بالطريقة التي يعرفها والتي يعرفه بها جمهوره ومتابعوه، آن الأوان أن يٌظهر موهبته الحقيقية في عمل يبرهن على صدق نواياه المزعومة، ويستخدم الموهبة التي استطاع أن يٌظهر بها الشخص المنبوذ في المجتمع على أنه قدوة للشباب، وصور البلطجي على أنه فارس مغوار، في عمل من أجل فلسطين، لقد جاء الوقت يا "رمضان" أن تقدم شيئًا لهذه الأرض التي عانقت بيدك يدًا امتدت يد أسلافها بالغدر، وكما قولت سابقًا ليتها تقبل الاعتذار ولعل جمهورك يعفو ويصفح.