د. محمد جاد الزغبي يكتب: "المادة المظلمة" أساس الكون.. وأساس الإيمان أيضا!

  • أحمد عبد الله
  • الأحد 22 نوفمبر 2020, 06:38 صباحا
  • 1054
د. محمد جاد الزغبي

د. محمد جاد الزغبي

* (المادة المظلمة) أساس الكون .. وأساس الإيمان أيضا !

الفلسفة فى جوهرها ــ رغم كونها فكرا محضا ـــ إلا أنها مستقاه فى معظمها من الظواهر الكونية والفيزياء .. حتى أن مدرسة ( عالم المُـثُـل ) التى أسسها سقراط وشرحها تلميذاه أفلاطون وأرسطو استمدت من الظواهر الكونية نظرية المعرفة والقانون ..

وكل من لديه الشغف بعالم الفلك سيعرف أن العلماء منذ عام 2004 وهم فى دوامة حائرة من ظاهرة ( المادة المظلمة ) , والتى اتضح أنها تشغل مساحة 95 % من الكون المنظور !

مادة بهذا الحجم الرهيب ولا يتمكن العلم من معرفة شئ عنها , والأدهى والأمر أنها القوة العظمى فى الكون وتتكون من أبجديات مواد تختلف تماما عن مكونات المجرات والكواكب والنجوم !

فهى مادة مظلمة مجهولة قوتها ضارية لو تمت مقارنتها بالقوة المعروفة فى النجوم والمجرات الهائلة فى الكون لأصبحت إلى جوار المادة المظلمة مجرد قوة هامشية !

المادة المظلمة تم اكتشاف وجودها عندما أثبت العلماء أن سرعة دوران المجرات حول نفسها لابد أن ينتج عنها تطاير النجوم فى الفضاء لأنها سرعة رهيبة مضادة لقوة جذب المجرات حتما

لكن النجوم تظل قابعة متماسكة !

والسبب هو وجود المادة المظلمة فى قلب المجرات وفى فضاء الكون وهى طاقة صافية من الجاذبية الغير المتصورة تستطيع إمساك نسيج السماء فى مكانه بحيث لا تتفلت النجوم من مجراتها مهما كانت سرعة دوران المجرة

أى أن تلك المادة المظلمة التى لا تشع في السماء ولا يعرفها أحد ولا تنتج أى ضوء يعلن عن قوتها اكتفت بالقيام بدورها دون إعلان ,

وتركت البشر على الأرض ينبهرون بالشموس والنجوم العملاقة وطاقتها الرهيبة وإشعاعها الذى يقطع ملايين السنوات الضوئية ولا يتبدد , بينما هناك مادة أخرى أكبر بمراحل وأقوى من ذلك الإشعاع بفداحة , لكنها لم تضيع وقتها فى الظهور بل أمسكت بأعمدة السماء وبنظام الكون دون أن تبالى بإعلان قوتها أو دورها ..

 

هذه المادة المظلمة بعينها , تشبه تماما أولئك العلماء والمفكرين الذين اعتزلوا , وانعزلوا , بكل ما يحملوه من علم متدفق وعقيدة سليمة , وفكر عملاق , اعتزلوا ليستقلوا عن كافة ما يدور فى عالم الشاشات والإعلام ,

ذلك الإعلام الذى صنع نجوما من كربون محترق ومنحها الإشعاع , وأتى بعلماء آخر الزمان وجرفهم في تيار العنصرية والتحزبات , ولم يأت بأى عالم أو مفكر مستقل قط

ذلك بأن المستقلين بعلومهم وفكرهم اليوم أصبحوا مادة مرهقة وساحقة تكشف وتفضح كل ما يجرى لهذا رفضوهم

واستجاب المستقلون لذلك فى الواقع واكتفوا بالقيام بجذب كل تلاميذهم ومن يتابعهم وتحصينهم وإمساكهم بعيدا عن دوائر صراع الديكة , وعلموهم العلم الصحيح والفكر الصحيح وأوصوهم بالإستقلال عن كل شئ إلا عن دائرة القرآن والسنة والوطنية الصحيحة لا وطنية الإعلام

اعتزل هؤلاء المستقلون فى شرنقة كل منهم ومحرابه , كى يكتب ويسجل ويعلم ويعطى من حوله ثم يترك ما كتبه لزمان قادم , هو زمان قادم حتما تحدث عنه د. مصطفي محمود وتنبأ فيه بزمن اليقظة ,

لهذا قال الرجل أنه ما كتب لجيله ولا لأجيالنا , بل يكتب لجيل قادم سيدرك أن معادلة صراعات اليوم هى معادلة صفرية وينتبه بنفسه ويصلح شأنه.

جيل يبنى من جديد , وقد كتب لهذا الجيل متمنيا من الله أن تكون كتاباته مجرد علامة إرشادية لهم على الطريق.

 

 

تعليقات