رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

الحلقة الثالثة من تلخيص "كيف ترد الشبهات بالحوار العقلي"؟

  • وسيم الزاهد
  • الأحد 22 نوفمبر 2020, 03:09 صباحا
  • 522
الكتاب الجاري تلخيصه

الكتاب الجاري تلخيصه

إعداد وتلخيص_وسيم الزاهد 

هل تشرذم المسلمون ألف قطعة كما حدث مع الأديان السابقة ؟

قال الكاتب :

كلا , ليس هذا صحيحا بالمعنى الذى خطر ببالك , أى نعم حدثت الفرقة والاختلاف بين المسلمين , ولكن هناك فوارق ضخمة بين أمة الإسلام والأمم السابقة , فالنبي عليه الصلاة و السلام أخبر أن أمة اليهود تفرقت فرقا وواحدة منها فى الجنة والباقي فى النار , وهكذا أمة النصاري , وكذلك انقسمت أمة الإسلام  ,

لكن الفارق الرئيسي بيننا وبين السابقين , أن الفرقة الناجية فى الإسلام وهى أمة أهل السنة تمثل الغالبية العظمى من المسلمين فى كل عصر , بينما كافة الفرق المنشقة عنها مجتمعة لا تكاد تصل إلى نسبة 20 % من مجموع المسلمين , وهذا ما لا يوجد فى الأمم السابقة حيث تشرذمت أممهم لعدة فرق متساوية تقريبا , واقتصر وجود الفرق الناجية على جيل الأنبياء وحدهم أو ما يتبعه بقليل ولحق بهم بعد ذلك من ورث بشارة محمد عليه السلام واتبعه.

والفارق الثانى ..

إن أول الفرق ظهورا فى الإسلام ظهر بعد أربعين عاما تقريبا من وفاة النبي عليه الصلاة و السلام , وظلت الأمة السنية متماسكة وتمثل الأكثرية حتى اليوم وكتابها وسنة نبيها عليه الصلاة والسلام محفوظون , بينما فى الأمم السابقة انشق اليهود إلى فرقتين فى عهد وحياة موسي عليه السلام نفسه ورفض بعضهم تنفيذ أوامره بفتح القدس , فعاقبهم الله تعالى بالتيه أربعين سنة , ثم انشقوا إلى فرق مختلفة حتى اليوم وتم تزوير التوراة وتحريفها.

والنصاري انشقوا بعد رفع عيسي عليه السلام بفترة وجيزة , وتم تحريف الإنجيل إلى عدة أناجيل وانقسم النصاري إلى فرق شبه متساوية حتى اليوم ولكل منها عقائد مختلفة.

وكان أول انشقاق فى تاريخ المسلمين بفرقة , هو انشقاق الخوارج الذين خرجوا على الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه , ثم تبعتهم فرقة الشيعة , ثم الجهمية والمعتزلة , ثم تتابعت الفرق وكل منها يفسر القرآن بالهوى وحسب الأمزجة الشخصية , ولهذا رفضوا جميعا العمل بالسنة النبوية المروية عن طريق الصحابة , وحاربوها وحاربوا أهلها لأن السنة النبوية هى التى وقفت عائقا أمام أهوائهم وقراءتهم الخاطئة لتفسير القرآن , فاختار المعتزلة العمل بالعقل المجرد كمصدر رئيسي للتشريع يحاكم النصوص ولا تحكمه , واختارت باقي الفرق ســُـــنة أخرى مروية عن طريق كبار هذه الفرق ومؤسسيها ورفضوا ما سواها , وخرجت معظم هذه الفرق خروجا مسلحا على دولة الخلافة الأموية والعباسية , إلا أنهم لم يستطيعوا هدم الخلافة أو تكوين دولة لهم إلا بعد انهيار الخلافة العباسية وتضعضع الحكم.

وحتى بعد انهيار الخلافة التى جمعت المسلمين تحت رايتها ظل أهل السنة والجماعة هم الغالبية من عوام المسلمين تحت حكم أمراء الدول , ثم الخلافة العثمانية , ثم جاء عهد الاحتلال الأجنبي لتختفي الفرق القديمة ويبدأ الاحتلال فى إعادة استغلال أفكار هذه الفرق على يد أفكار متناحرة ومذاهب متضادة تطبيقا لسياسته الشهيرة ( فــرّق تسد ).

                                                          يتبع حلقات أخرى إن شاء الله  

تعليقات