رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

اختراق «شفرة الماضي» وتدعيم الآثار كعلم اجتماعي في كتاب لخالد عزب

  • أحمد حمدي
  • الأحد 22 نوفمبر 2020, 00:22 صباحا
  • 736
خالد عزب

خالد عزب

يتناول الدكتور خالد عزب، في كتابه "الآثار شفرة الماضي بين اللغز والحل"، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، أهمية دراسة الآثار كعلم اجتماعي بوصفه الوسيلة الأبرز لمعرفة حقيقة الانسان على كوكب الأرض.

ويأخذنا الكتاب في جولة تمهد للقارئ استيعاب الحيز المعرفي الذي تدور فيه دراسات "الآثار" مقتربة بالدراسات التراثية والتاريخية.

ويشير في مقدمة الكتاب إلى أن علم الآثار يهدف إلى الحفاظ على المكتشفات التي تعود للماضي السحيق، وكذلك الماضى القريب بالكشف عنها وحفظها، لكن حدوده لا تقف عند ذلك، بل تتجاوز ذلك إلى محاولة فهم الإنسان وتطور المعرفة الإنسانية، فالمواد التي يعثر عليها علماء الآثار لا تخبرنا بمفردها بكل شيء فعالم الآثار يضع افتراضات وتساؤلات ليصل إلى رؤية لما تم الكشف عنه.

ويتضمن الكتاب 6 فصول، تتنوع بين البحث في علم الآثار وتطور المجتمعات، و فك طلاسم الماضى وسرد تطور الكتابة وفك شفرات اللغات القديمة كالمصرية القديمة، لافتا إلى محاولة العرب وما قدموه من خطوات مهمة في فهم هذه اللغة وطبيعتها سواء عبر ذو النون المصري أو ابن وحشية، متطرقا إلى خطوات فك الكتابات السومرية وكيف تم فك شفرتها، وكتابات المايا.

ويتطرق الكتاب إلى رؤية علماء العرب لعلم الآثار، فقد جعل العرب والمسلمين النظر في الماضي للعظة والعبرة، من هنا نستطيع أن نفهم كتاب المقريزي المؤرخ المصري في العصر المملوكي حين عنون كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، الذي يذكر فيه آثار القاهرة وما طرأ عليها من تحولات عبر الزمن.

كما يتناول الكتاب إلى اهتمام علم الآثار بجوانب الطعام المادية التي كانت سائدة منذ العصور الحجرية، متتبعا أصول الغذاء وتطوره وانتشاره.

ويلفت إلى أصل أكلة طبق الفول المصرية، عرفت منذ عصر الأسرات الأولى الفرعونية، وعثر على بذوره في أحد قبور الأسرة الثانية عشر الفرعونية وفي العديد من الأماكن.

ويشرح المؤلف أن كلمة فول مدمس تعني بالمصرية القديمة "الفول المدفون" وأصلها تمس بالعربية إلى مدمس، كما أعد المصري من نبات الفول الفلافل، التي ظهرت في أحد المشاهد المصرية القديمة، كما صنع من الفول البصارة التي كانت تعرف بـ "بسى أورو" أي فول مطبوخ.

وكشف المؤلف عن مهنة الطباخ في القصر الملكي في العراق القديم كانت لها مكانة خاصة، ووصلنا رقم طينية تعود إلى ما قبل 1700 قبل الميلاد بها وصفات وطقوس الطبخ في القصر، تحتوي على 25 وصفة، 21 منها عن اللحم المسلوق بالماء، وأربع منها تشمل اللحم المطبوخ بالخضراوات.

ويحذر الكتاب من أن سرقة الآثار من موقعها من قبل اللصوص تفقد القطعة الأثرية جزءا كبيرا من قيمتها، فالسياق الذي يجرى فيه الكشف عن القطعة الأثري تحليله يساعد علماء الآثار على فهم المجتمعات القديمة وطبيعة النشاط البشري.

وحصل الدكتور خالد عزب على درجة الدكتوراه في الآثار الإسلامية من جامعة القاهرة في "التحوّلات السياسيّة وأثرها في العمارة في مدينة القاهرة منذ العصر الأيّوبي وحتى عصر الخديوي إسماعيل".

وهو عضو في عدد من المؤسسات والجمعيات العلمية، منها جمعية الآثار والفنون الإسلامية، واتحاد كتاب مصر، وجمعية إحياء التراث العلمي للحضارة الإسلامية. يرأس تحرير مجلة "أبجديات"، ومجلة "مشكاة".

وشغل سابقاً منصب رئيس مفتشي الآثار في الفترة الممتدة بين العامين 1994 و2001.

 كما تولّى منصب نائب مدير مركز الخطوط، وهو أحد المراكز البحثيّة التابعة لمكتبة الإسكندريّة في الفترة الممتدّة ما بين العام 2003 وحتّى شهر يناير من العام 2009.

تعليقات