عميد كلية الدعوة السابق لـ"جداريات: الحجج المنطقية في القرآن كافية لردع شبهات الملحدين

  • وسيم الزاهد
  • الأحد 15 نوفمبر 2020, 5:58 مساءً
  • 662
أثناء الحوار

أثناء الحوار

أجرى الحوار- وسيم الزاهد


كتبت القرآن الكريم مرتين خلال فترة الحفظ

مكثت في المساجد أكثر مما مكثته في البيت.. وأرجو الله أن أنال ثواب (ورجل قلبه معلق بالمساجد)


أكد الدكتور جمال فاروق العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، أنه ممّن تعلقت قلوبهم بالمساجد، وأنه مكث في المسجد أكثر مما مكثه في البيت.

وأضاف فاروق في حواره مع جداريات،أن الحجج المنطقية في القرآن الكريم، كافية لردع أي شبهات الملحدين.

وإلى نصّ الحوار :


  • كيف كانت نشأت د.جمال فاروق ؟

كانت نشأتي في قرية فرشوط في محافظة قنا حيث تربيت بين الشيوخ الأفاضل الذين كانوا يعلموننا في المساجد وفي الكُتاب، وكنت أجلس في المسجد أكثر مما كنت أجلس في البيت حتى أنني كنت ألعب وألهو في المسجد مع زملائي في صغري فلم أكن أدرك وقتها حرمة المسجد وقدسيته.


  • بمن تأثر د.جمال فاروق ؟

تأثرت كثيرا من خلال نشأتي بين الشيوخ الأفاضل الذين كانوا يشرحون لنا الفقه في المساجد ويلقون المواعظ لأيام معروفة من كل أسبوع، فكنت أتلهف لسماع الدروس التى كان يتم إلقاؤها في مساجد القرية، كنا نرى في المسجد المؤانسة، ونشأت في الكتاب وكانت المنافسة بيني وبين زملائي فكان الشيخ يطلب منا ألا نزيد عن نصف الربع فكنت أود أن أزيد على الربع ولكن الشيخ كان يمنعني ، وكان من الشيوخ الأجلاء شيخي الفاضل الذي تلقيت عليه وداومت عنده فضيلة الشيخ محمد منصور حسين رحمه الله وفضيلة الشيخ سيد الأمير الذي كان له من الوعظ والقراءة ما لا يعلم قدره الا الله وكذلك شيخ القراءات في قريتنا الشيخ أنور الكاشف، وكان ممن نحضر دروسهم في المساجد وأحيانا البيوت ونسألهم ونلح عليهم في السؤال ونجلس عند أقدامهم الشيخ محمد محمد مسعود رحمه الله والشيخ أحمد علي الأمير والشيح عبدالحميد الأمير.


  • ما هو نشاط د.جمال فاروق بعد تركه عمادة كلية الدعوة الإسلامية؟

تدريس طلاب العلم وخدمة طلاب العلم وخطب الجمعة وإلقاء الدروس والسفر للندوات والمؤتمرات والإقراء ، فأقضي وقتي بين ذلك وذكر الله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي أمر الله.


  • د.جمال فاروق من الأشخاص الذين كانت تربطهم صلة وثيقة بالشيخ عبدالحكيم عبداللطيف رحمه الله شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق، فهل من الممكن أن تحدثنا عنه؟

عرفت الشيخ الجليل عبدالحكيم عبداللطيف رحمه الله بعد وصولي للقاهرة لاستكمال الدراسة الجامعية في القاهرة كان يجلس في زاوية من زوايا صحف الجامع الأزهر الشريف قبل أن يعرفه الناس وكان في حضرته طالب أجنبي أظنه من تركيا يقرأ عليه ، ومرة لم يكن يشغلني شئ ولم يكن وقت صلاة فأصغيت إليهما فوجدت منه الإهتمام وقوة الملاحظة وكان يقف على كل خطأ ويبين للطالب الدليل من كلام الإمام ابن الجزري والإمام الشاطبي ، ولم يكن مني بعد ذلك إلا أن تعرفت عليه وطلبت منه القراءة فتفضل علي بذلك فقرأت عليه القراءات العشر وداومت الحضور في مقرأته في الجامع الأزهر الشريف التي لم أتغيب عنها إلا لأمر عظيم كسفر أو ما شابه ، ولازمته في أسفاره وكن أذهب إليه في بيته ويأتي لزيارتي في بيتي مرة كل أسبوع ، حتى أنني أذكر أن أحد التلاميذ المحبين وفد من المملكة العربية السعودية ليقرأ على الشيخ فاستضفتهما في بيتي للفائدة ، لكن في يوم وفاته لم أكن موجودا في مصر كنت في الحج وكانت وفاته يوم التروية يوم الثامن من ذي الحجة فدعوت له كثيرا وطلبت من الله عزوجل أن يجازيه عنا خير الجزاء ، فلقد شهد له العالم الإسلامي أجمع بالعلم والقراءة والإخلاص كما أشهد له أنه كان من الزاهدين فلم يكن يتطلع لمال أو لمنصب رحمه الله تعالى وجزاه عنا خير الجزاء.


  • كيف يرى د.جمال فاروق شيخ الأزهر  الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ؟

مولانا فضيلة الإمام الأكبر والكبريت الأحمر شيخ الإسلام الأستاذ الدكتور أحمد الطيب حفظه الله رجل من شيوخ الأزهر الكبار المعدودين الذين ترى فيهم الإخلاص والغيرة على هذا الدين وهم المسئولية والإصلاح وله مواقف مشهودة في الداخل والخارج فأسأل الله أن يوفقه وأن يجزيه عنا خير الجزاء.


  • كيف يرى د.جمال فاروق تصريحات ماكرون وما هو موقفكم من مقاطعة المنتجات الفرنسية؟

هذه التصريحات التي صدرت منه وممن وقع في الإساءة من قبله التي تمس سيد الخلق أجمعين وسيد الأولين والاخرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إنما سببه قلة الوعي والسفه لأن شخصيته صلى الله عليه وسلم هى محل إحترام وتقدير من جميع الخلق مؤمنهم وغير ذلك فبصرف النظر عن الإيمان به فإنه قاد أمة عظيمة ، فإن الله عزوجل نهانا عن سب الهة الغير في قوله تبارك وتعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ...) فقد سد الإسلام هذه الذريعة مع أن هذه الهة باطلة فهذا أدب جم ، ونرى منهم من أنصف الحقيقة ومن دافع عن الإسلام كمايكل هارت الذي ذكرفي كتابه الشهير (الخالدون مئة) : "إن محمدا أسس أعظم الأديان وأقواها تأثيرا في العالم ومع ذلك كان بارزا في المجالات الإجتماعية والسياسية" ، فعندما يسيئون اليه صلى الله عليه وسلم فإنما يسيئون إلى أنفسهم وإلى مفكريهم الكبار الذين أنصفوا الحقيقة ، فأرى أنه يجب أن يسن قانون دولي للحد من إساءة الرموز كالأنبياء والرسل والزعماء الذين هم محل تقدير وإن إختلفت معهم ، وإن الإسلام ينهى عن سب الأعداء لأنهم يدافعون عن قضية ، فيجب علينا إظهار الأخلاق والتعاليم السليمة لأن مايعلمونه عن النبي صلى الله عليه وسلم صورة مشوهه فيجب علينا تصحيحها.

في الحقيقة أنني مع الشئ الذي يحدث أثرا فإن كان لها أثر إيجابي فنعم وإلا فلا ، ستكون كحيلة العاجز.


  • ما هى أسباب انتشار الإلحاد في وقتنا الحالي ؟

له أسباب كثير منها قلة الوعي الديني في البيوت والأسر المصرية وغيرها ، فكثير من البيوت ليس بها صلاة ولا أي شئ يمت للدين فلا يعرف الشاب معنى الصلاة ولا يحفظ شيئا من كتاب الله عزوجل ، وعندما يصل إلى سن معين تطرأ على ذهنه أسئلة مثل :

  • من أين جئت وإلى أين المصير ؟
  • ما هو أساس هذه الحياة ؟
  • هل هناك خالق للكون ؟

ولكن هناك توعية من أهل العلم ومناظرات ودورات يقوم عليها بعض المسئولين كما يحدث في مرصد الأزهر الشريف حيث يجمعون الشبهات ويفندونها، وإني أرى بأنه يجب أن يكون هناك مواجهة حتى يقول الشاب كل ما عنده ثم بعد ذلك يتم تفنيد ما لديه من شبهات ، فأرجو من الله عزوجل الهداية لهم فهم ضحية أفكار ضارة وفلسفات مغلوطة في العالم الذي نعيش فيه.


  • هل ميول الشباب إلى الفكر الإلحادي اليوم يرجع إلى كثرة وقوة المفكرين الملحدين أم إلى ضعف دعاة الحق ؟

بفضل الله الدعاة الى الحق كثيرون وأقوياء ولكننا نحتاج إلى تنظيم وتنسيق فيما بيننا أو أن نذهب إليهم ، الحجج في ديننا قوية ومنطقية لا يختلف عليها أحد فعند مواجهة الشباب بهذه الأدلة لا يجدون إلا التصديق التام لهذه الأدلة كقوله تعالى (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون) معادلة واضحة فالإحتمال الأول يرفضه العقل أن الإنسان مخلوق من لاشئ والإحتمال الاخر العقل أشد رفضا له أن يكون الإنسان هو خالق نفسه فإن كان كذلك فلم لم يخلق باقي الكون ؟


  • هل يرى د.جمال أنه يجب رفع النسبة المئوية لقبول الطلاب في كلية الدعوة والأزهر الشريف حتى لا يكون ضعاف المستوى العلمي والدراسي هم فقط من يلتحقون بكليات الأزهر الشريف ؟

ترجع هذه المسألة إلى التنسيق واحتياجات الجامعة ولكنني خلال الفترة التي كنت فيها عميدا لكلية الدعوة الإسلامية كان يتم إجراء إختبار للمتقدم للإلحتاق بالكلية ومقابلة للتأكد من أهليته لدخول الكلية وحاولت أن أضيف شروطا للقبول بالكلية :

  1. التمكن من اللغة.
  2. الأهلية لتعلم العلوم الشرعية.
  3. القدرة على مواجهة الجمهور.

  • ما هو رأي د.جمال فاروق في الدعاة الجدد في مصر والوطن العربي ؟

عندي بعض المقاييس التي يجب أن تنطبق على الدعاة أو ما يسمونهم بالدعاة الجدد ، فلابد لمن يتصدر المشهد أن يكون مؤهلا علميا فالثقافة والأسلوب لا يكفيان فيجب عليه إتقان العلوم الشرعية واللغة العربية ، فكيف يستشهد بكلام الله عزوجل بدون أحكام أو أن يذكر حديثا نبويا باللهجة العامية فالداعي ليس من الممكن أن يستغني عن القران والسنة ، وبالرغم من أن بعضهم يمنع نفسه من الإفتاء إلا أن الفتوى غير مقتصرة على ذكر الحكم فقط فكل صور الدعوة تعتبر نوع من الإفتاء كشرح في السيرة النبوية أو التوحيد والإستنباط منها ، وربنا سبحانه وتعالى يقول (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ...) فالدين كله فقه ولا يصح أن يظهر فجأة فكل ظهور يتطلب مراحل حتى ظهور الرسل والأنبياء.

تعليقات