حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
مدينة الإسكندرية– تاريخ
وحضارة
لقد حظيت الإسكندرية بعناية المؤرخين
والجغرافيين قديمًا وحديثًا، وقام
بزيارتها عدد كبير منهم، والإسكندرية هي عروس البحر الأبيض المتوسط، وهي صاحبة
التاريخ والحضارة، فهي مدينة عريقة تضرب
بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني، يقول عنها المقريزي: "هذه المدينة من
أعظم مدائن الدنيا وأقدمها وضعاً " ([1])،
وتتمتع الإسكندرية بموقعها الجغرافي الإستراتيجي المتميز.
أمر بإنشاء وتشييد مدينة الإسكندرية الإسكندر الأكبر عام 331 ق.م، وقد مات الإسكندر عام 323 ق.م ولم يرها بعد أن شُيدت.
الإسكندرية في عصر البطالمة:
ثم في عصر البطالمة، وهم عائلة من أصل مقدوني، إتخذوا من الإسكندرية عاصمة لملكهم، وقد أنشأوا في الإسكندرية ما يشبه الجامعة العلمية، والتي كانت تسمى ( دار الحكمة) وكذلك المكتبة الكبرى، والتي كانت تحتوي على سبعمائة ألف كتاب تقريبًا، وكانت تقع بالحي الملكي، وكانت تلك المكتبة تمثل المشعل الحضاري للإسكندرية ، وقد احترقت المكتبة عام 48 ق.م، وقد ازدهرت الإسكندرية في عصرهم واتسعت مرافقها ونمت عمائرها وأُقيمت فيها المنشآت والموانيء وأصبحت تفوق غيرها من المدن اليونانية الرومانية، وكانت المدينة في عصر البطالمة تمتد من الشرق إلى الغرب بحذاء الساحل، وكان يخترق المدينة بطولها شارعان رئيسيان لا يقل اتساع الواحد منهما عن ثلاثين مترًا، الأول هو شارع الكانوبي( أبي قير حاليًا، والثاني كان يقطع الشارع الكانوبي في وسطه ويتفق تخطيطه مع خط شارع النبي دانيال في وقتنا الحاضر، حيث كان هذا الطريق عموديًا على البحر، وكان يحيط بالمدينة سور حجري عظيم، وكان هناك أسوار تمتد بحذاء الشاطىء، وذكر المقريزي أن الإسكندرية كان بها سبعة حصون منيعة وكذلك سبعة خنادق ([2])،وقد كانت الإسكندرية في العصر البطلميتنقسم إلى خمسة أحياء، من أشهرها: الحي الملكي، والحي الوطني، وحي اليهود الذي قيل أنه كان يقع من شارع فؤاد إلى شارع النبي دنيال.
الإسكندرية في عصر الرومان:
ثم كان عصر الرومان، فدخل الإمبراطور أغسطس الروماني الإسكندرية وسيطر عليها، وقد أحدث بعض التغيرات والتحولات في المجتمع، حيث كان أقباط مصر يدينون بالدين النصراني (المسيحي) والرومان يدينون بنفس الدين أيضًا، لكن حدث خلاف بين الرومان الذين إحتلوا مصر والإسكندرية وبين الأقباط ، وهذا الخلاف هو خلاف مذهبي عقدي، حول أمور عقدية، مثل طبيعة المسيح عليه السلام وبعض الأمور الأخرى، وترتب على ذلك الخلاف العقدي إضطهاد ديني شديد جداً من قبل الرومان تجاه أقباط مصر والإسكندرية، حتى أن القساوسة كانوا يفرون من الرومان، وقد وصل الإضطهاد إلى حد التعذيب والقتل، وكان بعض القساوسة يفرون للإختباء في مدن الصعيد، وكذلك مارس الرومان على أقباط مصر والإسكندرية أنواعًا من التضييق الغقتصادي والإجتماعي والسياسي، وقد فرضوا ضرائب باهظة على الأقباط.
الإسكندرية في العصر الإسلامي:
إستطاع عمرو بن العاص رضي الله عنه ، أن يفتح
مصر والإسكندرية، وذلك في خلافة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه، لقد تحرك عمرو ووصل إلى مصر، وقد خاض عدة معارك حتى فتح حصن
بابليون عام 19 هـ / 640م، و يذكر ابن عبد الحكم في فتوح مصر، أن الأقباط قد تعاونوا مع جيش عمرو وساعدوه وأمدوا جيشه
بما احتاج إليه من الأطعمة والعلف ومهدوا له الطرق وأقاموا لهم الجسور، ثم تحرك
عمرو بجيشه نحو الإسكندرية عام 20هـ / 641م، وبعد عدة معارك تحصن الروم بالإسكندرية
وبأسوارها المحكمة، فحاصرها عمرو عدة أشهر، لكنه في النهاية فتحها وهزم الرومان،
ثم أراد عمرو بن العاص أن يتخذ من الإسكندرية عاصمة له، وحاضرة لمصر، وذلك لما
رأى من حسن عمارتها وروعة تخطيطها ومتانة
أسوارها، ثم هي مدينة حصينة وعامرة وكثيرة الخيرات، فعن يزيد بن أبي حبيب: أنّ
عمرو بن العاص لما فتح الإسكندرية، ورأى بيوتها وبناءها مفروغا منها، همّ أن
يسكنها، وقال: مساكن قد كفيناها، فكتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يستأذنه في
ذلك، فسأل عمر الرسول: هل يحول بيني وبين المسلمين ماء؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين
إذا جرى النيل، فكتب عمر إلى عمرو: إني لا أحب أن تنزل بالمسلمين منزلا يحول الماء
بيني وبينهم شتاء ولا صيفا، فتحوّل عمرو بن العاص إلى الفسطاط([3])،
وكتب عمر إلى عمرو بن العاص بأن يختار موقعًا آخر لا يفصله عن المسلمين فيه ماء لا
صيفًا ولا شتاءً، وكذلك كتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص في مدائن كسرى وإلى عامله على
البصرة.
ويعلق الدكتور السيد عبد العزيز سالم رحمه
الله على رؤية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فيقول: " والواقع أن عدول عمر عن
اختيار الإسكندرية كان منطقيًا إلى حد بعيد، فالإسكندرية ميناء بحري لابد لمن
يتخذه قاعدة له من التفوق في الشؤون البحرية، وكان البطالمة والرومان عارفون بأمور
البحر، ملمون بأصول الملاحة، وكانت لهم الساطيل البحرية، لذلك اتخذوا الإسكندرية
عاصمة لهم، أما العرب فكانوا أبعد العالم إلمامًا بالشؤون البحرية ، باعتبارهم
بدوا يعيشون في الصحراء ولا يحاربون إلا برًا" ([4]).
ويقول ابن خلدون: "ولمّا ملك المسلمون
مصر كتب عمر بن الخطّاب إلى عمرو بن العاص رضي الله عنهما «أن صف لي البحر» فكتب
إليه: «إنّ البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف دود على عود([5])»
فأوعز حينئذ بمنع المسلمين من ركوبه ولم يركبه أحد من العرب إلّا من افتات على عمر
في ركوبه ونال من عقابه كما فعل بعرفجة بن هرثمة الأزديّ سيّد بجيلة لمّا أغزاه
عمّان فبلغه غزوة في البحر فأنكر عليه وعنّفه أنّه ركب البحر للغزو، ولم يزل الشّأن ذلك حتّى إذا كان لعهد معاوية
أذن للمسلمين في ركوبه والجهاد على أعواده والسّبب في ذلك أنّ العرب لبداوتهم لم
يكونوا مهرة في ثقافته وركوبه والرّوم والإفرنجة لممارستهم أحواله ومرباهم في
التّقلّب على أعواده مرنوا عليه وأحكموا الدّارية بثقافته"([6]).
ثم يذكر الدكتور السيد عبد العزيز سالم رحمه
الله، السبب الثاني فيقول" كما أن الإسكندرية بوقوعها على البحر وبإحاطتها
بالبسائط من الشرق والغرب كانت سهلة المنال من العدو" ([7]) وفي
ذلك يقول ابن خلدون" وممّا يراعى في البلاد السّاحليّة الّتي على البحر أن
تكون في جبل أو تكون بين أمّة من الأمم موفورة العدد تكون صريخا للمدينة متى طرقها
طارق من العدوّ والسّبب في ذلك أنّ المدينة إذا كانت حاضرة البحر ولم يكن بساحتها
عمران للقبائل أهل العصبيّات ولا موضعها متوعّر من الجبل كانت في غرّة للبيات وسهل
طروقها في الأساطيل البحريّة على عدوّها وتحيّفه لها لما يأمن من وجود الصّريخ
لها"([8]).
ولذلك لم تكن الإسكندرية عند أمير المؤمنين
عمر جديرة باختيارها كعاصمة لمصر ، وبالفعل لقد تعرضت الإسكندرية لمحاولات كثيرة
من الغزو في العصور المختلفة، علمًا بأن مدينة الإسكندرية قد تعرضت لحملة رومانية
بحرية بعد فتحها واستطاع الرومان أن يستولوا عليها ، ثم فُتحت مرة أخرى على يد
عمرو بن العاص، وكان ذلك في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عام 25هـ / 646م.
وبالفعل قام عمرو بن العاص بالبحث عن مكان
آخر، يسهل الدفاع عنه، وتسهل الإتصالات منه إلى بقية الأقاليم الإسلامية، ووقع
اختياره على مدينة الفسطاط،.
لقد اهتم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان
بمدينة الإسكندرية، حيث أولاها الإثنان عناية خاصة، خوفًا عليها من الهجوم المحتمل
عبر سواحلها، وقد اعتبرها المسلمون ثغرًا من الثغور الإسلامية، ولذا أرسل عمرو بن
العاص أجناده للرباط بمدينة الإسكندرية، وكان عمر بن الخطاب يرسل كل عام غازية من
أهل المدينة ترابط بالإسكندرية، وكذلك فعل عثمان رضي الله عنه، حيث كتب عثمان إلى
الوالي عبد الله بن سعد، يوصيه بصرف مرتبات الجند المرابطين بالإسكندرية :
"قد علمت كيف كان هم أمير المؤمنين بالإسكندرية، وقد نقضت الروم مرتين، فألزم
الإسكندرية رابطتها، ثم أجر عليهم أرزاقهم، وأعقب منهم في كل ستة أشهر" ([9])،
وقد نزل كثير من الصحابة بمدينة الإسكندرية، ويذكر المؤرخون أنه أقيم في
الإسكندرية في القرن الأول الهجري خمسة مساجد من المساجد الكبرى.
وفي العصر الأموي اهتم معاوية رضي الله عنه
بالحدود الساحلية، ومن ثم اهتم بمدينة الإسكندرية وبالأسطول البحري، وفي العصر
الأموي أيضًا استقبلت الإسكندرية كثيرًا
من العرب من الشام و الحجاز، وتم زيادة العمران في المدينة وتم تشييد وإقامة
المساجد ،
وقد قام عتبة بن أبي سفيان ([10])
ببناء دار إمارة له في الإسكندرية، فأصبح بها مقرًا للوالي، وكأنها بذلك أصبحت
العاصمة الثانية.
وفي العصر العباسي أيضًا لعبت الإسكندرية
دورًا هامًا في الوقائع والأحداث التاريخية، ومن هذه الوقائع أن أهل ربض قرطبة ([11])،
نزلوا الإسكندرية بعد أن نفاهم الحكم بن هشام، وقد لعبت الإسكندرية دورًا عسكريًا بارزًا في عصر أبي جعفر المنصور،
حيث توجه محمد بن الأشعث والى مصر إلى الإسكندرية بجيشه ثم منها إلى بلاد المغرب
لقتال الخوارج.
وقد دخل الإسكندرية أحمد بن طولون عام 268هـ
/ 881م، وجدد أسوارها واعتنى بالساحل وأقام التحصينات بالمدينة وقام بترميم فنار
أو منار الإسكندرية.
ثم دخل الشيعية ( الدولة العبيدية والمعروفة
كذبًا بالفاطية )الإسكندرية واستولوا عليها عام 307هـ /919م، ثم هُزم الشيعة بعد
عدة معارك مع الجيش العباسي والإخشيدي، ثم دخل الجيش العبيدي الشيعي الإسكندرية
مرة أخرى عام 324هـ/ 936م، ثم هُزموا في عصر الإخشيد، وأخيرًا نجح جوهر الصقلي
قائد الخليفة المعز لدين الله في الإستيلاء على الإسكندرية عام 358هـ / 969م، وقد
دخلها المعز لدين الله قادمًا من المهدية ، وأصبحت الإسكندرية في ذلك العهد قاعدة
للأسطول الفاطمي في البحر المتوسط، وكانت السفن تأتي من المغرب والأندلس محملة
بالبضائع إلى الإسكندرية، ومنها إلى تتحرك إلى سواحل أنطاكية وغيرها، ثم دخلت جيوش
أسد الدين شيركوه الإسكندرية في عام 562هـ/...، واستطاع اسد الدين أن يستولي عليها
، وأقر بها ابن أخية صلاح الدين، وتوجه شيركوه إلى الصعيد، وهنا ضرب الوزير الخائن
شاور والفرنجة الحصار على الإسكندرية ، فاحتمى صلاح الدين بأسوارها وساعده أهلها ،
وقد استمر الحصار ثلاثة أشهر، وقد حفظ صلاح الدين لأهالي الإسكندرية هذا الصنيع ،
وترك في نفسه أثرًا عميقًا لم ينسه، ولذا اهتم صلاح الدين بمدينة الإسكندرية
اهتمامًا بالغًا، وقد زارها عدة مرات أثناء إقامته بمصر، وقام بترميم أسوارها
وحصونها وأقام بها المدارس السنية، ونمت تجارتها وأصبحت وكأنها هي العاصمة الفعلية
لمصر، وبسبب موقعها الإستراتيجي وأصبحت الإسكندرية هي القاعدة البحرية الكبرى في
العصر الأيوبي، ومما يُذكر أنه نتيجة إزدهار التجارة في الإسكندرية، باعتبارها
مركزًا لنقل التجارة بين الشرق والغرب، أن الجمهوريات الإيطالية أقامت لها فنادق
بالإسكندرية.
ثم تعيش الإسكندرية عصرها الذهبي في عصر
المماليك، فلقد شهدت الإسكندرية في عصر المماليك نهضة اقتصادية وعمرانية كبرى لم
تشهدها من قبل.
لقد اهتم سلاطين المماليك بمدينة الإسكندرية،
فأكثروا من إقامة المنشآت الدينية و الحربية والمدنية، وشيدوا القلاع والحصون،
وذلك بعد أن هدم المماليك أجزاء من دمياط خوفًا من تجدد الحملات الصليبية عليها،
وكذلك كثرت المساجد والمدارس والحدائق، ولذا انفردت الإسكندرية بالمكانة الأولى
لدى المماليك واصبحت أهم ثغور مصر، وكذا أصبحت الإسكندرية مركزًا للتجارة، نظرًا
لتتدفق رحلات التجارة عليها، فانتعشت اقتصاديًا وكثرت فيها المنشآت والفنادق
والأبنية ودور الصناعة ، علمًا بأن مدينة الإسكندرية قد شهدت أزهى عصورها في عصر
ستة سلاطين، ثلاثة منهم في عصر المماليك البحرية، وهم: الظاهر بيبرس والناصر محمد
بن قلاوون والأشرف شعبان، وثلاثة في عصر المماليك الجراكسة (البرجية ) وهم: الأشرف
برسباي والأشرف قايتباي وقنصوة الغوري([12]).
وها هم أهالي مدينة الإسكندرية يضربون
النموذج المثالي ويسطرون تاريخًا جهاديًا مشرقًا، وذلك في ملحمة قتالية سجلتها
صفحات التاريخ، يوم أن وقف الشعب السكندري مدافعًا عن أرض الوطن.
لقد
قام أهالي الإسكندرية بمواجهة الحملة الفرنسية التي جاءت الى مصر ونزلت في
الإسكندرية عام 1798م ، فقاومها أهالي
الإسكندرية بقيادة حاكم الإسكندرية محمد كريم، الذي رفض تسليم المدينة لنابليون
بونابرت.
ثم
اهتم محمد علي باشا بمدينة الإسكندرية، وأمر بحفر ترعة المحمودية عام في مايو 1807م، وهي عبارة عن ممر مائي فرعي من
نهر النيل يخترق مدينة الإسكندرية، وينتهي
في البحر الأبيض المتوسط، هذا وتغذي ترعة المحمودية محطات مياه الشرب بمدينة
الاسكندرية، وقت أصبحت ترعة المحمودية ممرًا مائيًا للمراكب التجارية بين
الإسكندرية والنيل،
وقد شارك أهالي الإسكندرية في حفرترعة
المحمودية وكذلك شاركت عدة محافظات من مصر في حفرها، وهي البحيرة والغربية
والشرقية والدقهلية والمنوفية والقليوبية، وقد انتهى العمل من حفر ترعة المحمودية
عام 1820م.
ثم تلعب الإسكندرية دوراً بارزاً أيام الإحتلال البريطاني عام 1882م، فلقد وقفت الإسكندرية بقوة أمام الإحتلال، يوم أن جاءت بريطانيا بأسطول بحري كبير وقامت بضرب وقصف الإسكندرية، وذلك لمدة ثلاثة أيام، حتى إنهارت أجزاء كبيرة من المدينة وتعرض معظمها للتدمير.
أشهر علماء مدينة الإسكندرية الذين عاشوا
فيها فترةٍ من الزمن:
لقد عاش كثير من العلماء بمدينة الإسكندرية،
وهناك من أقام فيها فترة من الزمن، وقد شرفت مدينة الإسكندرية بزيارة كثير من العلماء والصالحين، ومن علماء مدينة
الإسكندرية :
الإمام المحدث أبو عقيل القرشي ، وقد حدث عن
بعض الصحابة مثل بن ابن عمر وابن الزبير وغيرهما.
والمؤرخ المعروف ابن إسحاق، والعالم المحدث عبد
الرحمن بن شريح، وفقيه أهل مصر الليث بن سعد الذي قال عنه الشافعي " الليث أفقه من مالك" ومن العلماء الشيخ
الفقيه مسند الإسكندرية ابن مُوقى الأنصاري، وكذلك العالم والمفتي والمقرىء المجود
أبو القاسم الصفراوي رحمه الله، ومن العلماء الإمام المحدث الحافظ زكي الدين
البرازيلي، والإمام المحدث الكندي ، وغير هؤلاء كثير ممن عاشوا في مدينة
الإسكندرية، أو أقاموا فيها فترة من الزمن.
ولا تزال مدينة الإسكندرية إلى يومنا هذا
عامرة بالعلماء الكبار الثقات، الذين ينشرون السنة ويحاربون البدعة ، ويمثلون حائط
صد منيع أمام أصحاب المناهج المنحرفة، لاسيما بعد فترة السبعينيات بعد ظهور الحركة
الإصلاحية السلفية بمدينة الأسكندرية.
ومما سبق يتضح أن مدينة الإسكندرية، هي مدينة
الحضارة والتاريخ ،والعلم والعلماء.
([9]) السيوطي: عبد الرحمن
بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، حسن
المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، ( 1/163).