د. محمد جاد الزغبي يكتب: بين حبيب محمدوف وخبيب بن عدى!

  • أحمد عبد الله
  • الجمعة 06 نوفمبر 2020, 07:58 صباحا
  • 1476
د. محمد جاد الزغبي

د. محمد جاد الزغبي

بين حبيب محمدوف وخبيب بن عدى !

 

خبيب بن عدى رضي الله عنه هو واحد من أكارم وأكابر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم , وله قصة من المعجزات الفريدة لهذا الجيل الفريد ,

أما حبيب نورمحمدوف فهو رياضي عالمى وحاليا هو المصنف رقم 1 عالميا فى فنون القتال فى لعبة ufc وهى رياضة قتالية حديثة تجمع بين كافة فنون القتال اليدوى من الملاكمة حتى المصارعة اليابانية , وتألق فيها الروس بشكل خاص

وسيد هذا القتال هو حبيب محمدوف الذى اعتزل مؤخرا بعد أن خاض كافة جولاته ومعاركه دون هزيمة واحدة على الإطلاق ليحقق إنجازا غريبا وفريدا لم يصله مقاتل قبله

ولكن ما الذى يمكن أن يجمع بين الصحابي الجليل خبيب وبين المقاتل الداغستانى حبيب ..

الذى يجمع بينهما فى الواقع أن المصارع الروسي الأصل حبيب أقرب نسبا إلى أمثال الصحابي خبيب منا نحن العرب !

وقد كتبت كثيرا من قبل أننى لا أنبهر بشئ قدر انبهارى بالمسلمين من جنسيات أجنبية ..

لماذا ؟!

لأنك كمسلم عربي أقسم بالله أنك لو شاهدت مسلما روسيا أو أمريكيا أو أوربيا أو إفريقيا ستشعر بخجل شديد من نفسك , عندما تقارن صلاتك بصلاته , وعبادته بعبادتك ..

والأهم من هذا كله ..

عندما تقارن بين اعتزازه بدينه فى مواجهة خصومه وبين خنوعك أنت وشعورك بالضعف أمام من يهاجم ثوابت دينك فى القرآن والسنة ..

الذى يجمع بين خبيب وبين حبيب أن كلاهما كان الدفاع عن النبي عليه الصلاة والسلام عقيدة حياة بالنسبة إليه ..

فخبيب ابن عدى اختطفه المشركون بعد موقعة بدر لكى ينتقموا منه لأنه قتل كبيرهم فى المعركة ولما أحبوا أن يؤذوه ويعذبوه تلقي التعذيب بابتسامة سخرية ..

لكنهم ما إن بدئوا بالسب والشتم للنبي عليه السلام حتى تفجرت ثورته هادرة لدرجة أنه كاد يحطم قيوده ويفترسهم بيده العارية فأحسوا منه بالرهبة فصلبوه وقتلوه .. وكرمه الله عز وجل تكريما عظيما إذ امتنعت الطيور الجارحة عن نهش جسده المعلق وبقي الجسد سليما حتى ابتلعته الأرض كما تروى كتب السيرة ..

وحبيب محمدوف بطل عالمى فائق الشهرة يخوض معاركه فى أوربا وأمريكا , وأمثال هؤلاء يحسبون حسابا كبيرا لتلك المجتمعات ,

لكن حبيب لم يبال لحظة بالإعلام الغربي وكان يعلن فى كل مناسبة وكل فوز مستحق له أنه مسلم لا يشرب الخمر ولا يقبل جوائز شركاتها , وأن زوجته منتقبة وأن الفضل فى تفوقه القتالى يعود لتوفيق الله رب العالمين ..

ثم يردف قائلا بسخرية : أنا أعلم أن كلامى يغيظ بعضكم ولهذا أكرره أنا مسلم وأحمد الله على ذلك

ولم يجرؤ صحفي أو إعلامى أمريكى على مهاجمته ووصف إلتزامه بأنه تخلف ورجعية !

ومؤخرا قام بمهاجمة ماكرون الرئيس الفرنسي وسخر منه على صفحته بالتواصل الإجتماعي ووضع صورته وعليها حذاء دون أن يبال بردة الفعل الأوربية عليه

وخاض حبيب معركته الأخيرة وانتصر فيها وأعلن اعتزاله بعد وفاة والده , ليعتزل فى قمة مجده ويعلن أنه سيظل ذاكرا حمد الله تعالى على نعمة الإسلام ونعمة والده المربي الذى دربه على القتال وعلمه أركان الإسلام ..

أما نحن ..

أما نحن العرب , فما شاء الله يخجل الواحد منا اليوم أن يعلن إعتزازه بدينه , أو يعلن فخره بعقيدته مخافة أن يتم إتهامه بالإرهاب أو على أقل الأحوال بالتخلف والرجعية !

عندما نرى أمثال هؤلاء لابد لنا أن نتذكر قوله تعالى :

( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )

 

 

 

 

تعليقات