رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

شعبان القاص يكتب: عن الذي لم يحب مثله أحد!

  • جداريات 2
  • السبت 31 أكتوبر 2020, 10:51 مساءً
  • 1836
الكاتب شعبان القاص

الكاتب شعبان القاص

بتلقائية وصدق مع النفس قال إنه يحب النساء– الحب الذي نعرفه– هكذا على إطلاق فأيما امرأة وهبت نفسها له وحده وهي حرة– بحيث لا يتعدى على شرف الآخرين– تهب له نفسها في العلن وهو مفهوم الزواج المسؤول فمن ذا الذي يلومه؟! وهذا ما يتمناه كل إنسان طبيعي!

ومن ذا الذي يلومه لو أن امرأة طلقت نفسها– بغير تشجيع منه– ثم سعت للزواج منه وقبل؟!

صحيح أن للحب في قلبه درجات، ولكن أقل درجة منه كانت تكفي لإغراق إحداهن في نهر من السعادة، سعادة تكفيها العمر كله، تبقى حتى بعد وفاته وتعيش على ذكرياتها معه حتى الموت!

حين سأله صاحبه وهو يعتقد أنه الأثير لديه– وكل من يصاحبه يعتقد ذلك- من أحب الناس إليك؟ هتف باسمها دون تردد، وهو الذي عاش في بيئة جامدة لا تأبه بالمشاعر وكان قد تعدى الخمسين بكثير، وكان في منصب لا يحتمل مسؤولياته أحد، ولما قال له الرجل السائل إنما أقصد الرجال؟ فقال: أبوها.

الرجل الذي نتحدث عنه عاش ذلك الحب واقعًا مع أكثر من واحدة ونجح وشهد على ذلك جيل كامل، شهد بذلك العدو قبل الصديق!

فقط يأتي اللوم من بعض النساء، حين تعتقد إحداهن أن الحب لا يمكن أن يكون إلا لواحدة، ثم لا تلبث أن تقع في هذا الحب الذي تشاركها فيه امرأة أخرى أو أكثر، احتكاما إلى عوامل أخرى تتعلق بصفات الرجل الذي تحب، فتفضل إحداهن جزءًا من قلب رجل حقيقي على قلب رجل مزيف!

للرجل قلب يتسع، بينما لا تستطيع امرأة أن تقنع رجلا بجزء من قلبها، فقلبها دائما مقصور، هذه طبيعتنا ولا اعتبار لمن يشذ، وهذا ما تردده المرأة دائما وتتباهى به على الرجل!

الرجل الذي نتحدث عنه هو وحده الذي استطاع أن يتفهم نفسية المرأة ويحتوى غيرتها، هو وحده يضرب به المثال في حسن معاملتها، هو الذي أعطاها حق الاختيار والاستقلال، هو الذي جعل من العلم فريضة عليها، وفتح لها باب المشاركة في حمل رسالة الإصلاح.

الرجل الذي أتحدث عنه أفضل من ألف ألف راهب لم يقدم للمرأة شيئا وتركها سلعة بيد الطغاة والفاسدين!

الرجل الذي أقصده خير وأعظم ألف ألف ألف مرة من كل رجل مؤمن تزوج فوق زوجته سرا!

وبعدد ذرات الكون أفضل وأعظم من الذي خان زوجته رغم أنه يحبها!

الرجل الذي لن تستطيع امرأة في الكون أن تقول إنها أحبت زوجها أكثر من حب واحدة من زوجات هذا الرجل له، هل رأيتم امرأة تعشق رجلا ثم تهب حقها فيه لأخرى، فقط لأنها تعلم كم هو يحب هذه الأخرى؟! رغم أنه لم يكن يملك نعيما ولا مالا، فقط كان يملك الحب.

هل رأيتم امرأة تقبل أن تحرم من الزواج بعده، على أمل لقائه بعد الموت؟!

هذا الرجل هل أحب مثله أحد؟! وهل وجد أحدنا حبا مثلما وجد؟! صلوا عليه وسلموا


تعليقات