سلطان إبراهيم يكتب: الرحمة المهداة

  • أحمد عبد الله
  • السبت 31 أكتوبر 2020, 05:09 صباحا
  • 961
أرشيفية

أرشيفية

* يا ألف مرحى حيهلا بربيع ** الشوق ملء جوانحي وضلوعي

يا أيها الشهر الذي عبقت له **ذكرى لمولد مُنقذ وشفيع

فيض من الآلاء يهطل مسعدا ** دنيا الآنام فيا جمال زروع

يخضل جدب العيش .. يغدق دوحه ** ويهلُّ بدرٌ في أجل سطوع

فالرحمة المهداة من رب العلا ** أنسامها غمرت جميع ربوع

هي للورى كل الورى أفياؤها ** ونداؤها العلوي للمجموع

لا فرق بين الناس في أجناسهم ** والوزن للتقوى وأهل خشوع

قلب الحبيب حوة رياض محبة ** يعفو ويصفح عن سباب وضيع

كم ناصبوه عداوة فدعا لهم ** بهداية تبقى وحسن رجوع

ولنفسة ما كان يوما غاضبا ** ويصون حق الله دون خضوع

لم ينتقم من خصمه وبنبله ** يمحو العداء يريح قلب هَلوع

مَن قاتلوه تحولت أسيافهم ** بالحبِّ لا بالخوف والترويع

حمل العدالة سيفه ولواءه ** والرفق والإنصاف دون خنوع

قد كان ضد الظلم دوما صامدا ** ومحذرا منه فؤاد مطيع

وبك استغاثت في الطريق حمامة ** وشكت بنبض فؤادها الموجوع

جاوبتها في رقة وتلطف ** هدأت إحساسا بطيب صنيع

وأمرت صحبك أن يعيدوا فرخها ** والعطف طيَّبَ خاطر المفجوع

يا صاحب الفتح العظيم رعيته ** بسماحة أصفى من الينبوع

طأطأت رأسك للإله تواضعا ** إن التواضع سمت كل رفيع

ورحمت أقواما يَحِقُّ عقابهم ** ورأبت بالحسنى أشق صدوع

ومدحت من رَفقوا وكنت إمامهم ** أعليت أجر الرفق في التشريع

كيف استطابت أنفس بسبابكم ** لم يشتم المختار غير نُطُوعِ.

جهلوا مقام المصطفى فتجرأوا ** أبئس بجهل غاشم وفظيع

فمحمد الهادي لأروع شرعة ** وهو الرؤوف أتى بكل بديع

صلى عليه الله ما عبق الشذى ** وأتى على الأكوان نفح ربيع

تعليقات