أحمد الفولي يكتب: ماكـرون يعيش أزمة

  • أحمد عبد الله
  • الخميس 29 أكتوبر 2020, 02:26 صباحا
  • 2625

افترى على الإسلام العظيم، قائلًا: "الإسلام يعيش أزمة في العالم".

وما هي إلا أيام، فيردّ الله -سبحانه وتعالى- كيده في نحره، ويجعله هو الذي يعيش أزمة في العالم كله، لا سيما بعد تطاوله الأخير على النبي الكريم، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

إدانات على مستوى العالم، ودعوات قوية للمقاطعة الاقتصادية للمنتجات والشركات الفرنسية، والخارجية الفرنسية تخرج ببيان رسمي، تناشد فيه الدول الإسلامية والعربية بعدم المقاطعة!

وما أن تفتح أي متصفح عبر الإنترنت لتكتب فقط "ماكرون"، إلا وتجد آلاف التصريحات، والتدوينات، والرسوم الكاريكاتيرية التي تهاجم ماكرون، بل وتهاجم الدولة التي يحكمها.

وما هاشتاج "إلا رسول الله"، الذي تصدر التريند عبر موقع تويتر، عنا ببعيد.


حيث آلاف النشطاء على مستوى العالم، وبجميع اللغات، من أوروبا، وإفريقيا، وآسيا، وغيرها.. الجميع يهتف.. بل يغرّد بالدفاع عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وينتقد تصريحات ماكرون المتطرفة.


مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت، بحب الرسول الكريم.


صور الصفحات الشخصية على موقع فيس بوك للرجال والنساء تحوّلت، إلى صور مكتوب عليها، إلا رسول الله.



والسؤال الآن.. من الذي أصبح في أزمة عالمية الآن؟


إن الإسلام الذي تفتري عليه، وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- هو أسرع الأديان انتشارًا في العالم -رغم تشويهكم-، ولم يكن يومًا في أزمة.


ولعل انتشاره هو السبب الرئيس، لهجومك الغير مبرر.. هجومك الذي يغذّي الإرهاب والتطرف، ويزرع البغضاء والطائفية بين عموم البشر.


إن رسول الإسلام الذي تتطاول عليه، هو الذي علّم الدنيا التعايش، فأسّس دولة المدينة المنوّرة، وكان بها اليهود، والمنافقين وغيرهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يتعامل معهم، بل ورد أنه مات عليه الصلاة والسلام، ودرعه مرهونة عند يهودي!.


بل إنه هو الذي علّم الدنيا معنى الرحمة، ومعنى الرفق، فيقف لجنازة يهودي، صلى الله عليه وسلم، كما روى البخاري في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال:   كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ, فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ, فَقَامَا, فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ - أَيْ: مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ - فَقَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ, فَقَامَ, فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ, فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا.


ويطعم جائعًا، ويطمئن خائفًا، ويتصدق على مسكين، ويعلّم أمة الإسلام، المعاني الحقيقة، للصدق، والأمانة، والحب، وغيرها من معان نبيلة، يعجز المقال عن حصرها.

 

وصدق الشاعر سلطان إبراهيم عندما قال:

إلا الرسول نقولها لفرنسا ** سبُّ الرسول إساءة لن تُنْسى

الصمت ولَّى والكلام قد انتهى ** والبحر هاج فأين أين المرسى؟!

تاريخكم في البغي يعرفه الورى ** وحروبكم كادت تبيد الجِنْسا

أنَّى حللتم فالخراب مصاحبٌ ** ومتى ملكتم تنشرون اليأسا

نخب الدمار شربتموه بنشوة ** وأقمتمُ سط المذابح عُرْسا

كم داس خيلكمُ جبين حضارة ** فتحولت بعد ازدهار رَمْسا

أمطرتم البلدان نار مدافع ** وطمستمُ فيها المعالم طمسا

ومتى تمكن بغيكم من موطن **ما عدت تسمع في المدائن همسا

سفك الدماء به ابتهاج نفوسكم ** ولأنتمُ طول الزمان الأقسى

وبلاد " أفريقيا " بناركم اكتوت** وبها غرستم للشقاء الغرسا

مليون إنسان بأرض "جزائرٍ" ** فيها قبرتم ثم زدتم حبسا

يا ناشري الويلات في كل الرُّبى ** في البغي جزتُم رومها والفُرسا

وزعمتمُ أن التحضر نهجكم ** والشرَّ أججتم .. أضعتم أُنْسا

حاربتم الإسلام دون هوادة **وله حضارات تفوق الشمسا

ووطأتم لالخيل ساحة أزهر * بقدومكم صُبحُ الكنانة أمسى

كم من بلاد قد نهبتم خيرها ** فتسولت فيها الشعوب الفلسا

والآن جئتم تشتمون نبينا ** إجرامكم حقا تعدى الحدْسا

وأعدتمُ نشر الرسوم مسيئة **ودهستمُ فينا المشاعر دهسا

كِلتم بمكيالين دون تَفَهُمٍ ** حُرية التعبير أضحت رجْسا

مثل الحمار غدا يُكرر دورة ** حول السواقي لا يَمَلُّ الرفْسا

قد جاء " مكرون " اللئيم وليته ** من زمرة يستوعبون الدرسا

لم يقرأ التاريخ حتى يرعوي ** من ذا الذي يوما يَدُلُّّ التيسا

الرأي آفته الهوى ولكم رأى ** قوم هدى ومضوا سراعا عَكْسَا

أواه لو علموا جلال المصطفى ** لم يجرحوا بالسبِّ يوما حِسَّا

فبه البرية أشرقت وتألقت ** ف"محمد" خير الخلائق نفسا

للحُبِّ ينشر والسلام شعاره ** وبهديه آخت "تميمٌ" " قيْسا"

ومحا العداوة من جوانح صحبه ** أنسى "بعاثا" " خزرجا" و"الأوسا"

ساوى الأنام فلا تفاضل بينهم ** إلا بتفوى الله .. داوى البأس

الحق دينٌ والعدالة شِرْعةٌ **وبها أزال عن النفوس البؤسا

ولذا الطغاة يرونه خصما لهم **والله يقضي أن يظلَّ الرأسا

تعليقات