رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

آيات عبد المنعم تكتب: قصيدة النثر عالمي اللامتناهي

  • أحمد عبد الله
  • الأحد 25 أكتوبر 2020, 6:31 مساءً
  • 1048
الشاعرة آيات عبد المنعم

الشاعرة آيات عبد المنعم

من الغريب أن قصيدة النثر العربية تعاني  صراعا وجوديا استمر لأكثر من نصف القرن،  يقف النقاد به عند تسميتها والمفارقة والتضاد في بنيتها الاصطلاحية.


على الرغم من الاستقرار الذي شهدته قصيدة النثر المصرية وخاصة بعد بزوغ نجمها في تسعينيات القرن المنصرم، فهناك من يعي الوعي الجمالي لشعراء قصيدة النثر وهو ما جاء مؤتمر قصيدة النثر عبر دوراته المتعددة ليؤكد عليه كخطوة جادة على الطريق، فحقق المؤتمر هدفين مهمين بفتح ملف قصيدة النثر مجددا وضبط مصطلحها النقدي منهجيًّا وتاريخيًّا بما يتسق والثقافة العربية من جهة، وتتبع التجارب الشعرية الجادة والبحث في جمالياتها وعوالمها الثقافية من جهة أخرى، وهو ما يتيح المزيد من التجارب للنقاد للاشتغال عليها وتأصيلها 


وبهذا فلا يمكن لناقد أن يغفل حقيقة أن لكل شاعر تقريبا مذاقا متفردا ومغايرا عن شعراء ذات الجيل والتجربة، مما يطرح أساليب متعددة وأجواء ومناخات تستلهم عوالم متباينة لقصيدة النثر والتي تتبنى بدورها المفارقة في فلسفة بنائها من حيث العنوان وفلسفة رؤية الشاعر للعالم


وهو ما وضعته سوزان برنار في تعريفها لقصيدة النثر: "بأنها التي ترتكز في شكلها، ومضمونها على اتحاد المتناقضات، نثر وشعر، حرية وصرامة، فوضى مدمرة، وفن منظم وبشكل يتسق وتناقضها الداخلي" ومن هنا تتأتَّى تناقضاتها العميقة والمثمرة، ومن هنا يبرز توترها الدائم وديناميكيتها المفرطة التي تدفعك للتفكير والتأمل.. وبطرح قضايا معرفية لم يهتم بها الشعر من قبل كالقضايا الكبرى عبر التناص والتأمل الفلسفي، ناهيك عما طرحته قصيدة النثر المصرية من صيغ أخرى للغنائية


ويبقى الافتراض الأكثر جدلا وخصوصية حول اعتناقي قصيدة النثر.. لما تعنيه لي من فكرة الحرية والخروج عن قوالب الوزن والقافية برتابتها مع خلق المزيد من المساحات الشاسعة لمزج الصور الشعرية وخيالتها المتمردة بفضاءات اللغة الرحبة المتنوعة مع رصد دقيق لكل ما يحتويه واقعنا من مفارقات مدهشة تواكب عصرا مجددا في كل معطياته وآلياته.

وأختتم مقالي بقصيدتي وجه القمر:


(ذلك الغافي على وجه القمر له بريقك أنت.. وكل العالم قد اختزل ساعات الانتظار في ساحاتك.. 


ساحات السفر 

قاعات الوصول أم الرحيل إذًا؟!

وزهور قدمتها لي قربان تأخرك المعتاد، قد ذبلت بين صافرات الوداع؛ لتجد السبيل دونك إلي، أخيرا.. تتذكرك


أضمها، أنثرها، وابتسم.. خاوية الطرقات إلا منك.. والمطر والأضواء المبشرة بانكسار موجة الصيف الرديء وثرثراته المستفزة.. وجدالنا الدائم حول الرحلة القادمة..وأني انتظرتك لقرابة العمر.. فاصطحبني معك ولو لمرة على جناح الغيم)

تعليقات