انتصار ربيع تكتب: الصالح والمصلح 2

  • أحمد عبد الله
  • السبت 24 أكتوبر 2020, 11:07 مساءً
  • 821
الكاتبة انتصار ربيع

الكاتبة انتصار ربيع

الصلاح لابد له من بيئة نظيفة طاهرة ،كى ينمو فيها ويترعرع.
ثم تأتى ثمرته ليجنيها المجتمع، وهنا تظهر الأيادى التى تبطش، لتقتلع تلك الثمرة من جذورها، وهؤلاء هم الفاسدون الذين يحاربون كل مصلح يحاول أن يصلح ما أفسدته أيديهم، وأحدثكم اليوم عن أول مصلح فى الإسلام فى عهد الدولة الأموية ألا وهو( ابن تيمية ) ولد ابن تيمية فى سوريا فى أواخر القرن الثالث وبدايات العصر الرابع عشر ، ورأى بأم عينه ما تركه التتار من تقسيم فى دويلات الإسلام، وأحلام الصليبين فى امتلاك أراضى المسلمين، ورغم ذلك كله وجد الولاة فى بلاد المسلمين منهم من يرتشي، ومنهم لا يؤدون الامانة التى وكلت بأعناقهم ،وبعض المنتسبين للصوفية الذين غالوا وابتدعوا فى عبادات لم ينزل الله بها من سلطان، ورأى الشيعة الذين يؤلهون الأمام على رضي الله عنه وكرم الله وجه ، وغيرها من الخرفات والبدع والجهل ، ومع ذلك انكب ابن تيميه يتعلم القرآن والأحاديث، و الذى حفزه على ذلك أنه نشأ فى بيت علم ودين ،من أب وأم عاشقان للعلم ومتورعان للدين دون مغاله وبدع او استحدثات، وحينما كان يجتهد، ترأف أمه بحاله وتقول له، يا بنى هون على نفسك فيرد عليها،متمسكا بمقولة للأمام ابن حنبل رحمه الله (مع المحبرة حتى المقبرة) يا أماه وحينما توفى والده اخذ مكانه فى حلقات العلم ليعلم الناس ويقوم برسالة والده.

حارب الظلم والبدع والخرافات والمغالاة، ودافع عن الصوفية التى تسير على النهج الصحيح ،وكان له مبادىء وقيم يحارب من أجل العودة لها ،ألا وهى التوحيد والجهاد والإجتهاد، سجنوه وارسلوه الى مصر، وتبنى ابن تيميه رسالته بداخل السجون، ثم ألف الكثير من الكتب التى اصبحت مصادر و منها: الاحتجاج بالقدر - الإيمان الأوسط و الإيمان الكبير- بيان الهدى والضلال - الرسالة التدمرية- و الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح -و رسالة مراتب الإدارة -و السبعينية والعقيدة الواسطية- و رفع الملام عن الأئمة والإعلام - والرسالة الأكمليه - وغيره من الكتب ولقب (بشيخ الاسلام )
والواضح ان ابن تيميه كان سلفى المذهب، و كان يصعب عليه سنة الحبيب المصطفى الذي ابتدعوا فيها والتى استحدثوها والسنه منها براء كان يدافع عن الصوفية التى تسير على النسق، الصحيح دون خرافات وبدع وهذا لم يكن على مراد الصوفيه المستحدثة التى كانت دائما بجوار الحامية والحكام تحتمي بهم ،و تآمرعليه بعض القضاه فارسلوه إلى مصر فحكم عليه بالسجن سنتين ثم أنه عاود محاربة الفئة الثانية من الصوفية، فتآمروا عليه فسجن اكثر من سبع سنوات
وقضى حياته بين الكتب وجدران السجون، ووهب حياته دون زواج للدفاع عن دينه ومحاربة كل محدث ومغال لهذا الدين الحنيف، الى أن مات بين جدران السجون، وعلى الرغم من ذلك لم يسلم شيخ الإسلام ابن تيميه من الهجوم حتى بعد قرون من مماته ولكن علمه الراسخ جعلت كلمته ثابته ذات جذورها قويه لا يستطيع أحد على إقتلاعها، رغم الظلم الذى القى به بالسجون إلى أن مات داخل السجن بين كتبه ومحبرته وبقت كلماته لا يجف لها حبرا ولا تمحى من ذاكرة التاريخ رحم الله( شيخ الاسلام ابن تيميه)

تعليقات