حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
رونالدو بيلتون
استعرضت الإعلامية قصواء الخلالي، قصة رونالد بيلتون، والملقب بخائن المخابرات الأمريكية، الذي أفشى أخطر عملية تجسس في أعماق البحر، خلال فترة الصراع الشرس الذي اندلع فى القرن الماضى بين الولايات المتحدة الامريكية و الاتحاد السوفييتى من منتصف الأربعينيات وحتى بداية التسعينيات بانهيار الاتحاد السوفيتي.
وأوضحت الخلالي، في برنامجها "المساء مع قصواء" المذاع على فضائية "Ten"، أنه رغم تسمية تلك الفترة فى الميادين العسكريه و الديبلوماسيه بالحرب الباردة الا انه كان هناك صراع خفى مشتعل بين الطرفين فى ميادين الاستخبارات عن طريق عمليات التجسس للوصول الى أكبر قدر من المعلومات عن الآخر ، لافتة إلى أن واحدة من بين تلك العمليات، هى العملية " ايفى بيلز " التي كشفها متخصص الاتصالات الخائن في جهاز المخابرات الأمريكية رونالد بيلتون.
وأوضحت أنه بحسب كتاب "موسوعة وكالة المخابرات المركزية" للكاتب "توماس سميث جونيور" أرادت أمريكا معرفة المزيد من المعلومات عن تكنولوجيا الغواصات والصواريخ السوفيتية خاصة المتعلقه باختبارات الصواريخ البالستية العابرة للقارات، إضافة الى معرفة قدراتهم حيال الضربات النووية، حيث وصلت معلومات الى الحكومة الامريكيه فى اوائل السبعينيات بوجود كابل للاتصالات العسكريه السوفيتيه يقبع تحت بحر "أوخستك" والذي يربط بين قاعدة بحرية كبيرة لأسطول المحيط الهادئ السوفيتي ببتروبافلوفسك، بالمقر الرئيسي لأسطول المحيط الهادئ السوفيتي في فلاديفوستوك، وهو البحر الذي كان يعتبره السوفيت مياه إقليمية و يحظر تمامًا على السفن الأجنبية الابحار فيه و لزيادة تأمينه أنشأت البحرية السوفيتية شبكة من أجهزة الكشف عن الصوت على طول قاعه للبحث عن اى متسللين بالاضافة الى اقامة العديد من التدريبات البحرية الدورية.
وأشارت إلى أنه وفقا للكتاب، فإن صراع القوة دفع الولايات المتحدة للوصول إلى هذا الكابل للتنصت عليه، فقررت البدء فى عملية " ايفى بيلز " كمهمة مشتركة بين البحرية الأمريكية و وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ووكالة الأمن القومي (NSA)، حيث أرسلوا الى ذلك المكان فى اكتوبر عام 1971 غواصة مهام معدله تدعى " يو اس اس هاليبوت " لتنفيذ تلك المهمه، حيث وصلت الي ذلك الكابل على عمق 120 مترا بغواصيها المحترفين وقاموا بوضع جهاز تسجيل ضخم يبلغ طوله 6 امتار ليلتف حول ذلك الكابل دون أن يخترق غلافه ليسجل جميع الاتصالات التي تتم عبره، مع وجود خاصيه لفصله عن الكابل فى حالة رفعه للصيانه و كانت تلك العمليه سريه للغاية لدرجة ان أغلب الموجودين فى الغواصه لم يعلموا بطبيعتها.
وكشفت عنه تم تم اعلام من كانوا على متن الغواصة أنهم بصدد مهمة أخرى تتعلق بانتشال صاروخ سوفيتى اسرع من الصوت و مضاد للسفن و الذى كان موجودا بالفعل و انتشلوا حطامه و ارسل الى الولايات المتحدة لاعادة تجميعه و معرفة اسراره.
و بمجرد نجاح المهمه بوضع اجهزة التسجيل كان الغواصون الامريكيون يمرون عليها بشكل دورى كل شهر حيث يقومون باسترداد التسجيلات وتركيب مجموعة جديدة من الأشرطة و التى تسلم إلى وكالة الأمن القومي لمعالجتها وتوزيعها على أفرعها وكان ذلك بمعرفة لجان الاتصالات السرية التي كان يعمل بها "رونالد بيلتون"، والتي سجلت محادثات غاية الأهمية بين كبار الظباط السوفييت و المتعلقه بالعمليات البحريه فى بتروبافلوفسك قاعدة الغواصات النووية الرئيسيه لأسطول المحيط الهادئ و التى تحتوى على صواريخ باليستيه الامر الذى دفع الولايات المتحدة الى التوسع فى تلك العمليه لتثبيت المزيد من أجهزة التسجيل على كابلات الاتصالات السوفيتية.
و استمرت المهمة لسنوات الا انه و فى يناير عام 1980 قرر " رونالد بيلتون " خائن وكالة الامن القومى الامريكى، أن يدخل سرا الى مبنى السفارة السوفيتيه فى واشنطن و عرض علي ظباط الـ KGB فيها ، كل ما يعرفه خلال عمله في المخابرات الأمريكية، مقابل المال حيث كان "بيلتون" مدينا بمبلغا من المال و اشهر افلاسه قبل خروجه من الوكالة الأمريكية بثلاثة اشهر، فوافقوا، وبدأ فى امدادهم بالمعلومات بشكل سرى لمدة استغرقت ثلاث سنوات متصله و التى كانت واحدة منها العمليه " ايفى بيلز " و قيل انه حصل منهم على مبلغ 35 الف دولار منهم خمسة الاف عن افشاءه اسرار تلك العمليه و التى بمجرد علم السوفييت عنها لم يتخذوا اى اجراءا فوريا فى البدايه و سرعان ما تفاجئ الامريكيين عام 1981 و بواسطة اقمارهم الصناعيه التجسسيه بتواجد أسطولًا من السفن السوفيتية متمركزة فوق موقع التنصت و بمجرد ذهاب احدى المهمات الامريكيه لاستعادة الاشرطة الموجودة على الكابل لم يجدوها فأيقنوا ان السوفييت قد عرفوا تفاصيل تلك العمليه.