"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
د. شيماء عمارة محرر جداريات - والفنانة أمينة سالم
النجمة أمينة سالم من مواليد محافظة الشرقية -
أبوكبير - عزبة النجار، والتي تعتز بنشأتها الريفية والتي كانت سببا في إتقانها
للغة العربية.
حاصلة سالم، على ماجستير علوم المسرح من كلية الآداب جامعة حلوان، وهي الآن باحثة للدكتوراه في قسم الاخراج والتمثيل بأكاديمية الفنون.
حازت لقب "فنان قدير" في عام 2012، وكانت من أصغر النجمات التي حازت هذا اللقب وذلك لأعمالها الفنية الرائدة التي قدمتها على مسارح الدولة والمسرح القومي، وهي الفنانة التي طالما كتبت عنها الصحف والأخبار داخل وخارج مصر في الفترة منذ التسعينات وحتى بدايات الألفينات لتميزها بأدوار حققت نجاحات كبيرة سواء على خشبة المسرح أو في الأعمال الدرامية التاريخية التي تعتبر علامات فارقة.
أمينة سالم هي النجمة التي جمعت بين الفن والأدب في آن واحد، إذ كانت تقوم بنشاطها المسرحي الزاخر وفي نفس الوقت اشتهرت بمقالات فنية وسياسية في أشهر الصحف المصرية واحترفت الكتابة كما احترفت التمثيل.
وإلى نص الحوار:
- ما هي أهم الأعمال التي تعتبر محطات فارقة في حياة الفنانة القديرة أمينة سالم؟
أنا أحب جميع أعمالي وأفخر بها جميعا وخاصة الأعمال الدينية التاريخية كدور العباسة زوجة الامام أحمد بن حنبل في مسلسل "عصر الأئمة"، أيضا دوري في مسلسل "نحن لا نزرع الشوك" مع العظيم "حسين كمال" ومع الفنانة المحترمة "آثار الحكيم" ، أيضا دوري في "ذو النون" مع العظيمة "سميحة أيوب"، مسلسل "بطة واخواتها" مع الفنانة الرائعة "غادة عبدالرازق" ولي أكثر من ستين عمل درامي أفخر بأدواري فيهم.
- كما نعلم جميعا عن الفنانة أمينة سالم أنها عاشقة للمسرح.. فما هي الأعمال المسرحية التي حققت جماهيرية كبيرة وتشعرين أنها علامات فارقة في تاريخك المسرحي؟
كانت أول بطولة لي مع الفنان كمال أبو رية في عمل مسرحي باسم "بكرة" للكاتب "محمود الطوخي" وهو عمل مميز جدا بالنسبة لي، مسرحية "هنا نص وهنا نص" عمل مسرحي حقق نجاح كبير وكان له بالغ الأثر مع جمهوري، أيضا "للحياة رائحة أخرى" في المسرح القومي تجربة رائعة مازلت أذكرها بكل الحب، ومن الأعمال التي أعشقها أيضا "الأميرة ذات الهمة" وكان لها أثر جماهيري كبير وحصلت على العديد من الجوائز لهذا العرض من الجزائر والعراق ودول عربية شقيقة.
كما أضافت أنها قامت بعمل مسرح الأطفال حيث قالت: "أنها أعمال مهمة جدا في تاريخي المسرحي"، وحقيقة إن المسرح هو عشقي وقد تخرجت من أكاديمية الفنون المسرحية بسبب ولعي الشديد بالمسرح.
- مَن مِن فنانات المسرح تعتبرهم أمينة سالم قدوة لها؟
طبعا الفنانة الكبيرة سيدة المسرح العربي" سميحة أيوب"، وأيضا الفنانة العملاقة "سناء جميل"، وأيضا الفنانة الكبيرة "أمينة رزق" والتي أعتبرها مدرسة فنية كبيرة والجميع يتعلم منها، لكن لم أحظى بالعمل مع القديرة أمينة رزق "محرابة الفن المصري – المتبتلة في حضن المسرح منذ تلمذتها على يد الفنان يوسف وهبي" إلا أنني تعلمت منها الكثير.
- ما هي الأسباب وراء اتقانك للغة العربية من نطق سليم وانضباط لغوي؟
علاقتي باللغة العربية بدأت منذ الطفولة حيث أنني ريفية من الشرقية بعزبة النجار، وكان والدي يهتم بتعليمنا للقرآن الكريم، فكان يأتي لنا شيخ بالمنزل لتعليمنا النطق السليم والحفظ كما أن عائلتي من بني النجار وهم أهل لغة ومنهم الكثيرين من خريجي الأزهر الشريف.
ولي موقف طريف مع والدي إذ كان لدينا صندوق قديم أثري "سحارة كبيرة" وكنت كلما أسأل والدي عما يوجد به كان يقول لي بداخلها كنز، وفي يوم من الأيام تم فتح الصندوق ورأيت ما به من كنوز حقيقية، فكان به مصحف ضخم جدا ورثه أبي عن أجداده وكان مكتوبا بخط اليد، كما وجدت أيضا مخطوطات لكتاب ألف ليلة وليلة، هذا هو كنزي وهذه هي نشأتي في بيت يقدس العلم واللغة والقرآن.
- بما أنك أنهيتِ دراستك للماجستير وحاليا بمرحلة الدكتوراه.. ما هو الفارق بين العمل الأكاديمي والعمل الفني الحقيقي على خشبة المسرح وأيهما أقرب لأمينة سالم؟
كان كل ما يشغلني في بداياتي هو العمل الفني المتواصل سواء في الدراما التليفزيونية أو المسرح، ولم يكن ببالي الاتجاه إلى الدراسة الأكاديمية، إذ انشغلت تماما بأعمالي الفنية بكل نهم، وبعد فترة اتجهت إلى كتابة المقالات الصحفية وأول من دعمني في الكتابة الصحفي الكبير "عبدالوهاب عدس"، ومع اتقاني للعمل الصحفي كتبت المقالات السياسية دفاعا عن وطني وعن كل ما يحاك له من الخارج، وظللت بين العمل الفني والكتابة الصحفية حتى عام 2005، ثم فجأة بعدت عني الأضواء فقررت حينها التوجه للدراسة الأكاديمية حتى أن ذلك القرار كان مفاجأة لأستاذي الكبير "سعد أردش"، ولا أنسى كلماته حين قال لي: "يا أمينة أنت نجمة متألقة بالخارج، لماذا قررتي دفن نفسك هنا في العمل الأكاديمي؟!"، وبالرغم من تميزي في الدراسة إذ حصلت على امتياز في درجة الماجستير إلا أن التمثيل يظل هو عشقي الأول والأخير.
وأضافت: الدراسات النقدية تصقل الموهبة وتثري الرؤية الفنية للممثل، حتى أنني عملت كمخرجة لفترة وقمت بإخراج العديد من المسرحيات التي لاقت صدى كبير عند الجمهور والنقاد.
- ما هي الأسباب وراء غياب "أمينة سالم" عن الأضواء، هل هي بسبب مقالاتك السياسية؟
أنا لا أعلم الأسباب وراء ذلك، فقد تخلت عني الأضواء منذ 2005 فجأة بعد أن كنت ممثلة مسرح ودراما وأيضا موديل إعلانات، وبدون أي أسباب مفهومة انقطعت عني جميع تلك الأعمال، وأنا منذ ذلك الحين وأنا أشعر أنني حبيسة بسجن ولا أجد مفرا منه إلا بخروجي مرة أخرى لخشبة المسرح كممثلة، فمواقفي السياسية كلها حبا لوطني ولم أكن ضد بلدي أبدا في يوم من الأيام.
- لماذا لم تتجه أمينة سالم إلى المسرح الخاص؟
لم أجد العمل الجيد الذي يدفعني للتمثيل على خشبة المسارح الخاصة، إلى جانب أن المسؤولين عن هذا الجانب لم يتقدم منهم أي شخص بالاتصال بي من أجل عمل فني، وهذا أكثر ما يحيرني أن أشعر بأنه تم نسياني وأن اسم أمينة سالم الذي تألق لفترة طويلة لم يعد له وجود الآن لأسباب غير مفهومة، وأنا لا أجيد التملق للآخرين من أجل فرصة عمل، فأنا حصلت على لقب "فنان قدير" من المسرح القومي في وقت مبكر عن باقي الزملاء الذين حصلوا عليه، وأعتز بذلك جدا وأعتز بتجربتي التليفزيونية والمسرحية ولا أتسول على أحد.
- هل ترين أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق العمل الفني أو حتى تسويق الفنان لنفسه أمر غير مناسب؟
حاولت مرة مناشدة السيد الرئيس في منشور على صفحتي بأحد مواقع التواصل الاجتماعي، ولم ينتبه لي أحد، مما دفعني لحذف المنشور ولم أكرر التجربة مرة أخرى عن طريق هذه المواقع وربما أيضا لعدم خبرتي بها، لكنني لا أرضى بالأعمال المبتذلة التي تقدم على "التيك توك" لأني أرى بها سفاهة وابتذال ولا تقدم أي قيمة فنية للجمهور.
- هل ترين أن السوشيال ميديا قامت بدور فعال في ابراز نجوميات لم تكن مستحقة؟
طبعا بالتأكيد هذا حدث، فحاليا نتابع شخصيات لم تكن معروفة وليس لها رصيد فني معلوم ولكن أصبحوا نجوم مجتمع بسبب السوشيال ميديا، وأنا أخاف على مصر من هذا الاتجاه خاصة وأنه يأتي في صور مبتذلة.
- من رأيك هل لنقابة المهن التمثيلية دورا مؤثرا في حل أزمة الفنانين الذين تغيبت عنهم الأضواء؟
النقابة الآن هي المنوطة بحل جميع المشاكل وهي المسؤولة عن كل ما يقدم من أعمال فنية من الألف إلى الياء، فكل الأعمال لابد وأن تأخذ موافقات النقابة كي يتم تقديمها للجمهور، لا سيما وأن كل الأعمال الآن للقطاع الخاص والذي يلجأ للنقابة من أجل الترشيحات للفنانين أو الموافقات على الاقتراحات بأسماء الفنانين، وهذا لم يحدث إلا مؤخرا منذ عدة سنوات ليست بالكثيرة، لكن في السابق كانت الترشيحات تتم بين المخرج والفنان مباشرة دون أن نلجأ للنقابة في تلك الأمور، ومن هنا فأنا أناشد نقابتي الرائدة في مساندتنا لحل الموقف الذي أعاني منه ويعاني معي عدد من الفنانين الذين غابوا مؤخرا عن الأضواء بدون أسباب معلومة لنا.
- ما رأيك في موقف دكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بتقديم استقالته كما صرح وأنه سيتخلى عن النقابة في ديسمبر القادم؟
أولا د. أشرف زكي شخص عزيز عليّ شخصيا لأنه أستاذي منذ أن كنت طالبة بالأكاديمية كما أنه أيضا هو الأستاذ المشرف على رسالتي للدكتوراه، وأرى أنه نقيبا لا يباريه أحد، فهو يقوم بكل الواجبات الاجتماعية تجاه العديد من الفنانين سواء في حالات المرض أو الوفاة، ولا أظن أنه يستطيع العيش بدون الناس وحبهم والتفافهم حوله، والنقابة هي المكان الذي يظهر لدكتور أشرف حب الناس واحتياجهم له، وأظن أن ذلك سيصبح قريبا مجرد زوبعة في فنجان وتعود الأمور لسابق عهدها ويظل دكتور أشرف في مكانه لأنه الأجدر به
- ما هي طرق الحل والعلاج لمشكلة الغياب عن الأضواء من وجهة نظرك؟
طالما أن الدولة تخلت عن الانتاج للأعمال الفنية، وأصحاب المال فقط هم الذين يديرون الفن، فسيظل الأمر على ما هو عليه بالنسبة لعدد كبير من الفنانين، لذا أناشد الدولة بالعودة للانتاج مرة أخرى كي نجد أعمالا كبيرة ومحترمة تقدم ويعلو بها الذوق العام للجمهور وعلى سبيل المثال مسلسل "الاختيار" عمل فني ناجح جدا وهو من انتاج الدولة والتفت حوله القاعدة الكبرى من الجماهير، لذا أرى أن واحد من الحلول وأولها هو الدولة، أما بالنسبة لي شخصيا، فأنا أفكر في عمل مسرح خاص بي أنا وأن أقدم عدة أعمال "مونودراما" لتقديم نفسي مرة أخرى للجمهور وتعريفه بأمينة سالم بطلّة جديدة، وسأسعى لذلك بكل جهدي.
- كلمة أخيرة توجهينها لملتقى السرد العربي؟
أنا سعيدة جدا بتجربة "ملتقى السرد العربي" فيما يقدمه للثقافة المصرية والعربية، واستمتعت جدا بما يقدمه الملتقى من ندوات خاصة بالقامات الفنية الكبيرة في سلسلة "قامات زمن الفن الجميل"، وتشرفت بحضوري ندوة عن أبي وأستاذي الفنان الكبير "رشوان توفيق"، استمعت فيها لنماذج مثقفة ومبدعة من الحضور، كما أقدم جزيل الشكر لقائد هذه المسيرة الدكتور حسام عقل الذي يدير هذه المنظومة الثقافية بوعي وتحضر وفكر بناء، كما أشكر كل القائمين على الملتقى والذين يجتهدون بكل الحب لنشر الوعي والثقافة من خلال هذا المنبر الراقي.