"البرواز" يكشف حقيقة باتريك مبارك المدّعي زورًا على رسول الإسلام

  • شيماء عيسى
  • الثلاثاء 16 يوليو 2019, 00:57 صباحا
  • 1361
الدكتور حسام عقل

الدكتور حسام عقل

باتريك ادعى تطرف المسلمين وأعلن حمل السلاح ضد من يخالفه!

تبرأت منه نقابة الفن اللبنانية وكشفت أزمته النفسية 

المواثيق الدولية تدين العدوان على العقائد .. وأوروبا تجرم إهانتها

الدين الإسلامي حافل بقيم العدل والتسامح ..والقتال فيه "دفاعي"

مستشرقة ألمانية تبهر بشخصية الرسول  والمفكر "بن نبي" يكتب عن قيم القرآن من محبسه


أمر القضاء اللبناني مؤخرا، بتوقيف الممثل، باتريك مبارك، بتهمة "إهانة رئيس الجمهورية وإثارة النعرات الطائفية"؛ على خلفية حوار مسرّب مع الصحافة، قام فيه الأخير بـالتحقير من الدين الإسلامي ونبيه الكريم بل والقرآن الكريم؛ قائلا أنه لا يحمل سوى آيات القتل والنكاح!، وهو ما أثار غضب الشارع اللبناني، وحدا بالنقابات الفنية للتبرؤ من هذه الفعلة الخسيسة.

كان ذلك موضوع الحلقة الثانية من برنامج "البرواز" الذي يقدمه الكاتب والناقد الأكاديمي د. حسام عقل، على فضائية "الصحة والجمال"، صباح اليوم، والتي جاءت تحت عنوان "عذرًا رسول الله"؛ حيث تضمنت فضحا علنيا لحقيقة هذا الممثل، المفصول من نقابات بلده الفنية، والذي أثبت تبنيه للعنف عمليا بالاستعداد لحمل السلاح في وجه من يعارضهم سياسيًا، فيما راح يلقي على رسول الإسلام تهمة العنف!.

 وفي الحلقة، أثبت "عقل" كيف زيف باتريك مبارك الحقائق حين ادعى بأن تنظيم "داعش" يمثل حقيقة الإسلام، متجاهلا أن هذا التنظيم المتطرف أغراضه السياسية يعرفها العالم أجمع منذ ظهور الزرقاوي والبغدادي، ومتجاهلا أن أول إذن بالقتال في الإسلام، جاء ليدافع به المسلمون عن أنفسهم، بعد طول تعذيب وسلب من قبل المشركين،للأبرياء المؤمنين، فكان دفاعهم عن أنفسهم واجب الدين والإنسانية والشرائع المتعارف عليه بحق المضطهدين، وليس عدوانًا على الآخر ؛ فالقاعدة الذهبية في القرآن أنه { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}[من سورة البقرة: 256] 

الشهرة من أبواب قذرة

أصدرت النقابات الفنية في لبنان بيانا موحدا دعت فيه إلى عدم التعامل مع باتريك في أي عمل فني ومقاطعته بشكل تام، فيما تنوعت ردود الفعل حول هذا الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تمحورت غالبيتها حول أن الممثل باتريك مبارك لديه مشكلات نفسية ويتعاطى أدوية مهدئة وهي التي دفعت به إلى هذا الموقف المتشنج.

وقال حسام عقل أن باتريك مبارك انحسرت عنه الأضواء، فهو لم يشارك سوى ببضعة أعمال درامية، وجاء فيه دوره متواضعا، ومنها "كنز قارون"، "صور ضائعة"، "غريبة"، "رجل من الماضي"، ولكن من الغريب أن ممثلا تنحسر الأضواء فيبدأ بالبحث عن الشهرة من باب الخسة، وليس الشرف أو الفن الحقيقي، والذي يرفع شأن المرء في قومه ولا يجلب عليه لعناتهم.

وكان نقيب الممثلين اللبنانيين "نعمة بدوي" قد علق على تصريحات باتريك لافتا أنه "مطرود منذ 25 عامًا من نقابة الممثلين".وتابع: "أصبح كل شخص يتّخذ مواقع التواصل الاجتماعي صرحًا له، ويدّعي الفهم والمعرفة وهو بعيد من كل هذه الصفات"، مضيفاً أنّ "مبارك من كلامه يريد أن يحقق الشهرة من خلال تسريب كلامه، وصولًا إلى التحليل بالقرآن والحديث عن النبي محمد، هذا ليس من أخلاقياتنا وعاداتنا. هذه فتنة تشتعل كالنار في الهشيم، وهو يريد خلق هذا الشرخ حتى يحقّق نوعًا من البروباغندا".

واستدعى مقدم الحلقة الدكتور حسام عقل، الفارق بين موقف باتريك مبارك، وسلفه الممثل المصري الكبير يوسف وهبي، حين قدم اعتذارا في الصحف عن موافقته على لعب شخصية النبي محمد في فيلم بالتعاون مع ألمانيا، وكان ذلك في الستينات، حين قامت حملة شعواء ضده من المثقفين وعلماء الأزهر، وقد أثبت أنه فنان يحترم نفسه وفنه، وأكد أنه لم يكن يدري حرمة تجسيد شخصية النبي في السينما، بل ودعا العلماء لمنحه المشورة.

وعن ذلك تحدث الفنان محمد التاجي، في مداخلة هاتفية، مشيرا إلى أن المجتمع اللبناني لن يرحم هذا الممثل الذي هاجم عقيدة المسلمين، بشكل وضيع، وأن الفن الحقيقي بريء من هذه الأفعال.



إدانة الشرع والقانون

جميع القرارات الأممية تدين التعدي على معتقدات الآخر، وتعتبره خرقا لحقوق الإنسان، وكذلك التشريعات العربية، وفي قلبها تشريعات لبنان، كما أشار الدكتور طلعت مرزوق الخبير القانوني ورئيس لجنة الشكاوى بمجلس الشعب السابق ،في مداخلة هاتفية للبرنامج، وأضاف أن القانون اللبناني يجرم ذلك الفعل بعقوبة ثلاث سنوات باعتباره يؤجج الوحدة الوطنية.

وأضاف أن المحكمة الاوربية لحقوق الانسان جرمت القضايا من نفس النوع، كما تم تجريم الإساءة لمريم العذراء في لوحة فنية.

وفي مداخلة، علق الدكتور محمود عبدالمنعم، استاذ التفسير بجامعة الازهر، أن الأحاديث النبوية تتنبأ بزمن تحدث الجهال وغياب العلماء، كما في زماننا، ومنها حديث النبي: (سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ)]رواه ابن ماجه وأحمد وغيرهما[

وألقى "عبدالمنعم" باللائمة على المسلمين حين أمن مثل هذا الممثل ردهم، فكان تجرؤهم على نبي الإسلام.

هؤلاء ردوا عن رسول الله

واستشهد حسام عقل بما كتبته المستشرقة الألمانية آنا ماريشمل، صاحبة أكثر من مائة كتاب عن عظمة الإسلام، نتيجة بحث حقيقي قامت به، وقد أشارت إلى أن هناك حملة متعمدة لإهالة التراب على الوجود الإثني والحضاري والفكري للمسلمين، وأكدت أننا نتهم القرآن دون دراية بالثقافة الإسلامية والبيئة العربية قديما وحديثا، وقد أكدت تلك الآيات على أن إغاثة غير المسلم واجب ديني، وتبليغه مأمنه، ووجدت المستشرقة في نبي الإسلام صورة للأبوة والإنسانية والدعوة المثالية، وأوصت بأن يكتب على قبرها عبارة سيدنا علي كرم الله وجهه "الناس نيام.. فإذا ماتوا انتبهوا"

وكان من بين هؤلاء المفكرين المستنيرين، مالك بن نبي، المفكر الجزائري، والذي اعتقلته فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية، فبدأ من محبسه في تدوين كتابه العظيم للدفاع عن القرآن، بعنوان "الظاهرة القرآنية" وأثبت كيف أنه ينحاز للعدل والحرية والحوار مع الآخر، حتى أن السجناء بعضهم اعتنق دين الإسلام حين قرأوا أوراقه.

 


تعليقات