أحمد بدر نصار يكتب : الإلحاد ونقص فيتامين الإيمان بالقدر

  • جداريات Ahmed
  • الأحد 11 أكتوبر 2020, 11:30 صباحا
  • 13234
احمد بدر نصار ..صحفي وروائي

احمد بدر نصار ..صحفي وروائي

 

نعلم جميعا أن أي نقص فيتامين يحتاجه جسم الإنسان ينعكس بالسلب على الصحة العامة للشخص، لاسيما لو كانت فيتامينات مهمة وحيوية مثل فيتامين د وسي وبي 12، وهذه الفيتامينات المهمة في حالة نقصها يصاب الجسد بالعطب والوهن والضعف، هكذا الإيمان يزداد وينقص ووفقا لتوافر كمية الفيتامينات من تقرب إلى الله ومساعدة الغير التي يحتاجها الإنسان ليظل إيمانه عالياً وصاحب همة فكلما كان الإنسان ذو مواقف نبيلة ومساعدا للغير دون مقابل، ويحاول جاهدا جبر خاطر المحتاجين واليتامى كلما كانت فيتامينات  الإيمان في القلب مرتفعة وبالتالي، تنعكس بالإيجاب على الصحة العامة للإنسان، ولكم أن تسألوا علماء النفس سيخبرونكم بأن 90% من الأمراض العضوية تعود في الأساس إلى الاضطرابات النفسية والقلق المتزايد لفترة طويلة.

        هكذا الملحدون لاسيما العرب منهم عندما يضل الطريق نحو الإيمان الحقيقي أو يصاب بنقص حاد في الإيمان ينتابه اضطرابات فكرية ويفقد بوصلته ويبدأ يختار طريق أخر غير الإيمان،ويبدأ يؤمن بالعلم فقط، رغم أن العلم نفسه لو نطق لصرخ في وجه ليعلن أنه مخلوق مثله،  وأن للكون إله عظيم،  ومن أعراض النقص الحاد للإيمان الحقيقي من أفكار متطرفة عن الإيمان الحقيقي ويتجه إلى ميدان الإلحاد، وهذا له أسباب عديدة، أخطرها عندما يختزل إنسان ما الدين في شيخ أو شخص وعندما يعلم بأن هذا الشيخ أو هذا المفكر النابغة ، ما هو إلا تاجرا في سوق الناس يصاب بالصدمة العنيفة، فأنا أعرف ملحدين كانوا ملتزمين دينيا ولكن أي التزام كان التزاما وفقا لمعتقدات خاطئة من قبل هذا الشاب الذي اختزل الدين فذا الشيخ أو هذا الكاتب أو ذاك المفكر، فهذا خطأ مرعب وفادح، فأنا أعبد الله وأؤمن بالقضاء والقدر الذي يقدرهم ويكتبهم الله على الإنسان، ولا أربط إيماني بتصرفات فيها حماقة من رجل أدعى الدين والفكر ليتاجر به، ولذلك تجد أن الملحد العربي قبل دخوله ميدان الإلحاد كان ذو إيمان هش وضعيف ، ومع أول صدمة يخلع عباءة الدين ويكفر بالمجتمع ويهرب إلى حيث عزلته وحريته التي لا تحكمها قيم أو تقاليد مجتمعية، فبعضهم يعتبر أن هروبه من الإيمان إلى الإلحاد لهو أكثر حرية وانفتاحا وهذا وهم كبير فربنا عندما خلق الإنسان وضع له الحرية في كل شيء ولكن بضوابط ليس من أجل اختناق الإنسان ولكن للحفاظ على المجتمع وتماسكه من أي انهيار .

ورجاء هنا أن جميع المعنيين بهذه الأزمة أن نقترب من الأبناء أكثر، ونحاول جاهدين توفير وقتا خاص بهم ولا نجعل أنفسنا نحن كآباء قضاه طوال الوقت على أولادنا وكأننا نترصد لهم الأخطاء لكي نعاقبهم ونعنفهم فيهربون إلى آخرين ربما يكونوا هم أول باب للضياع الشاب، وعلى الآباء أن يغرسوا الإيمان الحقيقي في قلوب الأبناء، وأن يعلموهم أن الدين المعاملة وأن انتشار الدين ما جاء إلا بالمعاملة الحسنة ، وعلموها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه إن أثقل ما في الميزان يوم القيامة حسن الخلق، أرجوكم علموهم الرحمة والإنسانية وحسن الآداب مع خالقهم أولا ثم مع باقي البشر والمخلوقات .                    

 

تعليقات