حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الكاتبة انتصار ربيع
بعض تكليفات ديننا أوامر محبوبة، ونواهي أحيانا تكون لدي البعض منا ثقيلة
الأول: أوامر محبوبة للنفس، كالأمر بالأكل من الطيبات، ونكاح ما طاب من النساء إلى أربع، وصيد البر والبحر ونحو ذلك، كلها تستشعر أنها خفيفة تفعلها بدون ثقل.
الثاني: أوامر مكروهة للنفس الأمارة بالسوء، وهي نوعان: أوامر خفيفة، كالأدعية والأذكار، والصلوات وتلاوة القرآن والسنن والآداب ونحوها. أوامر ثقيلة: كالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله.
والإيمان يزيد بامتثال الأوامر الخفيفة والثقيلة معاً والقيام بالأعمال الانفرادية والاجتماعية معاً، فإذا زاد الإيمان صار المبغوض محبوباً وصار الثقيل خفيفاً، وتحقق مراد الله من العبد بالدعوة والعبادةلربه، واطمأن بذلك قلبه، وتحركت بذلك جوارحه.
مهما تعاظمت الذنوب لديك لاتقنط، مهما ضاقت روحك بالندم علي المعصية لا تقنط من رحمة ربك، دائما خذ بيد من حولك ولا تنفر من أى عاص فكلنا أكتافنا محملة بالذنوب وأثقلتها المعاصي، فربما عاص تنفر منه، يسخره الله ليكون سببا لثبات المؤمن، ورجوع العاصى، كما فعل اللص السجين مع الامام أحمد.
جلس الإمام أحمد بن حنبل في سجنه مع بعض المجرمين ، وكان من بينهم لص شهير وكان هذا اللص يحترم ابن حنبل ويشفق عليه في محنته ،وكثيرًا ما هرّب له طعامًا طيبًا من خارج السجن ، وذات يوم لاحظ اللص أن ابن حنبل يتألم من جراح التعذيب فمال عليه وهمس له:( إنهم يعذبونك.. أعرف ذلك ، كثيرًاما عذبوني لأعترف بما سرقته ولكنني كنت رجُلًا ولم أعترف أبدًا ! كنت أحتمل الضرب صابرًا ، أفعل هذا وأنا علي الباطل فكيف وأنت علی الحق إياك يا مولانا أن تضعف ، يجب ألا يكون رجال الحق أقل احتمالاً من رجال الباطل هذا لا يليق )!!! واستمر ابن حنبل يقاوم وكلما ضعف تذكر كلمات اللص .. وظل الإمام سنوات في محنته.. ثابتًا كالجبل.. وانهزمت الدولة كلها أمام رجل واحد.. وخمدت الفتنة وتوقفت إراقه الدماء . وافرج عن ابن حنبل... فلما خرج فمكث فترة في بيته يعالج من جراحه ، ثم تذكر صاحبه في السجن فسأل عنه فقيل له إنه مات.. فذهب يزور قبره ودعا له . . ثم شاهده في المنام فرآه في الجنة فسأله: ما الذي أدخلك الجنة ؟!! قال له: تاب الله علي بعد أن نصحتك أن تحتمل !.
كتب الله لى ولكم العودة والانابةالى الله جعل الله الخير فينا لغيرنا رغم ذنوبناولكننا نحب الصالحين ولا ننفر ابدا من االعاصيين وان كنا مثلهم
وكما قال االشافعى رحمة الله عليه
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم ..لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي. .. وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه
ولكنى اكره االمعصية ولا اكره من فعلها ولكنى وان كنت مثله احبه واحب اان اخذ بيده للهدى وان كان بالدعاء رحم الله نفوسا جاهدت على المعاصي وندمت علي فعلهاورجعت الى الله وتمنت الخير لغيرها ورحم الله نفوسا وارواحا جاهدت في الحق وماتت في سبيل الله .