باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
جانب من الندوة
د. حسام عقل: الكاتب قدم لنا جرعة ثقافية قيمة
نهى الرميسي : الرواية تميل إلى أدب التأمل ..وفيها تجربة بشرية صادقة
نظم ملتقى السرد العربي برئاسة الناقد الدكتور حسام عقل أستاذ الأدب العربي بجامعة عين شمس ، ندوة لمناقشة رواية "أوراق الشتاء " للقاص والمترجم عن الألمانية فرج محمود.
وناقش الرواية الدكتور حسام عقل، والإعلامية نهى الرميسي، ونخبة من الكتاب والفنانين والمبدعين المصريين والعرب أبرزهم الروائي السعودي أحمد الشدوى والشاعر السعودي سيف المرواني والروائية السعودية نبيلة محجوب.
رحب الدكتور عقل بالحضور، مؤكدًا أن ملتقى السرد العربي مازال على العهد منذ تدشينه منذ 7سنوات، وهو يحاول خلق حالة ثقافية مختلفة، من شأنها إعادة بريق الثقافة المصرية من جديد، وخلق واكتشاف جيل جديد من الأدباء والشعراء والنقاد، وتقديمهم للوسط الثقافي والمجتمع المصري، لافتًا إلى أن الملتقى ليس فيه رئيسًا أو مرؤوسًا، والجميع في الملتقى عائلة واحدة، هدفها واحد، وهو عمل حراك ثقافي من شأنه دعم ونشر الثقافة بين المجتمع المصري والعربي.
وأضاف "عقل " أن مناقشة الملتقى اليوم لرواية "أوراق الشتاء " للقاص والمترجم عن الألمانية فرج محمود، نقل لنا فيها قدرًا كبيرًا من الثقافة الألمانية إلى مصر، كما عرّفنا بعدد كبير من الكتاب والأدباء الألمان، أبرزهم الكاتبة الألمانية الكبيرة أنا مـاري شيمل التي وصفت اللغة العربية، بـ" لغـة موسيقية للغـاية، ولا أستطيع أن أقـول إلا أنهـا لابد أن تكون لغـة الجنة"، وهي مستشرقة ألمانيـة مولودة في 7 أبريل 1922 بألمانيـا، تعلمت اللغـة العربية في طفولتهـا ثم انتقلت إلى تركيـا وأتقنت التركيـة ، لتُعـيّن عام 1941 كمترجمـة في وزارة الخارجية الألمانيـة.
وتابع، تقـول في إحدى رسائلهـا .. " حـين أموت ، أريد أن يقـرأ القـرآن عند رأسي قبل أن أدخـل حفـرتي ، ليكـون آخر عهدي بالدنيا هذه الكلمـات الإلهيـة"، كما أوصت أن يكتب على شـاهد قبرهـا المقـولة الشهيرة للإمـام علي بن أبي طـالب رضي الله عنه "النـّاس نيـام .. فإذا مـاتوا انتبهـوا"، وهو ما تم فعـلا ! ويكفى أنها قامت بتأليف 100كتاب تشيد فيهم وتدافع عن الحضارة العربية والإسلامية.
وأوضح "عقل" أن رواية "أوراق الشتاء "، بطلها رجل ألماني هاجر من ألمانيا وأقام في مصر لأكثر من 30 سنة، فالرجل الألماني طول أحداث الرواية وهو يرصد وقائع ومشاهد في مصر، ربما بعضهما لم تعجبه، ولكن الكاتب نقل الصورة بحقيقتها دون تزييف.
وأكد "عقل " أن الرواية فيها الكثير، كما أنها تصنف إلى أدب الرحالة وأدب التأمل والتفلسف من خلال قضية رجل ألماني عاش في مصر، وكان يسمع صورة سلبية عن مصر وعن العرب، ولكن عندما عاش فيها، وراح يزور الضواحي ويقترب من المصريين بشكل أكبر، ربما تغيرت الصورة لحد كبير .
وأشار "عقل " أن هوليود تنتج 15 فيلما كل أسبوعين، تظهر فيها العربي بصورة سلبية وفجة، مما جعل ذلك ينعكس على المواطن الأوربي، وجعله لا يطيق أن يرى القبعة والجلباب أو شيء يمت إلى العرب بصلة.
وفي نفس الصدد، قالت الإعلامية نهى الرميسي، إن الرواية تصنف كونها رواية تأملية
وفلسفية، لافتة إلى أن الرواية مكتوبة بطريقة سرد أقرب إلى السير الذاتية من خلال بطل
الرواية وهو ألماني جاء إلى مصر هاربًا من بلده ألمانيا، وراح خلال فترة بقاءه في مصر
يرصد ويدون ملاحظات عن حياة المصريين من طريقة طعامهم وثيابهم وحياتهم بشكل عام، حتى
أنه قال نصا في الرواية "إن الشعب المصري شعب يعيش بثقافة الجوع ومحب للتملك خوفا من
الغد "، مشيرة إلى أن الرواية تنتمى إلى طريقة السرد الفلسفى، على الرغم من أن أرسطو كان يؤكد
أنه لا يمكن أن يكون في الأدب فلسفة، ولكن الحياة تغيرت وأصبح هناك أدب يكتب بطريقة
سرد فلسفية، مشيرة إلى أن ذلك يرجع إلى تغيير طريقة الكتابة كل بضعة سنوات.
وأكدت الرميسي أن الرواية جيدة، وفيها واقعية وتجربة شخصية صادقة، وقد استطاع
الكاتب أن يستخدم عدة حيل، منها استخدامه طريقة سريالية في الحكي داخل أحداث الرواية، لاسيما أن البطل كان يعيش على ذكرياته بشكل دائم، ومع ابنته هانس، وقلقه المستمر عليها، وعلى مستقبلها، فضلا عن الفتاة هدى في الرواية والتي جاءت كدلالة على أن هناك بصيص من
الأمل داخل النفق المظلم، وسيأتي اليوم الذي يزداد هذا البصيص ليضئ كل شئ
.