"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الكاتب أحمد عبد الكريم
أجرت الحوار - آية البيلي وتقى البيلي
الكاتب وجيه أبو ذكري ساندني في بداية مشواري..
وهذه نصيحتي للشباب اليوم
طفولتي كانت سعيدة.. وجدي هو الشخصية الأولى في
حياتي
أكد الكاتب الكبير أحمد عبد الكريم، مدير تحرير
الأخبار السابق، أن الصحافة اليوم اختلفت عن سابقها مرجعا ذلك عدة عوامل كثيرة،
أهمها أنه كان يوجد فى الماضى قمم وقامات كبيرة من الجيل الذهبى فى الصحافة كانوا
يؤمنون بالصحافة كرسالة ويعتبروها مرآة المجتمع، وأن الصحافة هى صوت المحكوم
للحاكم، أما الآن فقد استجدت عوامل أخرى جعلت الصحافة تختلف تمامات منها أن معظم
جيل الشباب ليس لديه الإيمان برسالة الصحافة الحقيقية ولايجهد نفسه فى البحث عن
الحقائق كما لا يجهد نفسه فى القراءة وتطوير نفسه، بالإضافة إلى ذلك انتشار
المواقع الصحفية ودخول المهنة دخلاء عليها وكل هدفهم هو تحقيق المصالح الشخصية
ونيل الشهرة المزيفة ولهذا إنحدرت أوضاع الصحافة فى مصر كما كشف عبد الكريم عن
محطات في حياته منذ الطفولة إلى الشباب وحتى وقتنا الحالي وغيرها من الأمور.. وإلى
نص الحوار.
كيف
كانت طفولة الكاتب الصحفى أحمد عبدالكريم ومن هى الشخصية الأولى المؤثرة فى تكوين
شخصيتك؟
كانت
طفولتى سعيدة لأننى كنت الحفيد الأول لجدى وجدتى لوالدى وأيضا لجدى وجدتى لوالدتى
وكنت محل رعاية من جميع العائلة.. وقد التحقت بكتاب القرية وعمرى أربع سنوات وحفظت
عددا من أجزاء القرآن وكانت الأسرة سعيدة بما حفظت خاصة جدى لوالدى الذى كان معجبا
بتلاوتى للقرآن، وكنت فى هذ الفترة معجبا بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وكنت
أقلده وأفرح عندما أنال إعجاب أفراد العائلة.. وكانت إقامتنا فى بيت العائلة وهذا
أتاح الفرصة لى لكثير من الاهتمام من جميع العائلة.. وأعتبر جدى لوالدى هو الشخصية
المؤثرة الأولى فى حياتى لأنه كان حريصا على توجيهى وتعليمى للآداب العامة وغرس
القيم الروحية والدينية فى منذ نعومة أظافري، وكان حريصا على إيقاظى قبل الفجر
بفترة واصطحابى معه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، حيث كان عمرى لا يتجاوز السبع
سنوات، كما أحببت القراءة من خلاله سواء قراءة الكتب أو الصحف.
من الذى ساعد كاتبنا فى بداية مشواره الصحفى؟
بكل
تأكيد وفخر واعتزاز كان أستاذى الكاتب الصحفى الكبير وجيه أبو ذكرى مدير تحرير
جريدة الأخبار- رحمه الله- هو الذى ساندنى ووقف إلى جوارى، وكنت مرتبطا به كمعلم
وقيمة كبيرة، وكنت أقرأ له قبل التحاقى بمؤسسة "أخبار اليوم" العريقة
ولى معه ذكريات كثيرة تناولتها فى عدد من الكتب التى أصدرتها وفى كثير من
المقالات.
الأم
هى مصدر الحياة وصاحبة القلب المؤمن.. ماالذى تعلمه كاتبنا من والدته؟
أولا ارتباطى بأمى ارتباط يفوق الوصف لعدة أسباب
أولها أننى كنت الابن الأكبر لها كما كانت تعتبرنى أخا لها لأنها لم يكن لديها
أخ.. بالإضافة إلى أننى كنت شريكا معها فى تحمل مسؤولية البيت بعد أن تركنا بيت
العائلة واستقر بنا المقام فى بيت خاص بنا لأن عمل والدى كان يتطلب السفر
باستمرار. وأما ما تعلمته من والدتى فكل شيء يمتدحه الناس فى شخصيتى من محبة
وتسامح وصبر على المكاره وصبر على متاعب الحياة والوقوف إلى جانب الناس فى أفراحهم
وأتراحهم والعطاء دون انتظار للمقابل والإيثار وعدم التلفظ بألفاظ نابية.. كل هذه
الخصال الطيبة وغيرها تعلمتها من أمى بل غرستها فى نفسى مما جعلنى متصالحا مع
نفسى.. أمى كانت مدرسة للطيبة والأخلاق الحسنة رحمها الله.
خسارة الحبيب شيء صعب.. ما هى الأسباب التى
جعلتك تخسر حبك الأول؟
فى البداية أنوه أن حبى الأول استمر سنوات طويلة
لأنه كان منذ الطفولة والصبا والشباب ولهذا كان حبا عميقا ولكن بكل أمانة لا أدرى
ما هى الأسباب الحقيقية التى غيرت نفسية المحبوبة نحوى وحاولت كثيرا معرفة أسباب
هذا التغير دون جدوى إلى أن فقدت الأمل وانفصلنا لأننى كنت قد عقدت عليها..
وللأمانة لم يكن هناك شخص آخر فى حياتها لأنها تزوجت بعد زواجى بعامين وكان زواجا
تقليديا.. ولكننى فوجئت بعد مضى أكثر من عشرين عاما بأن السبب وراء هذا التحول
والتغير لديها كانت وشاية من أحد أقاربى.. وقد تأكدت من هذا ولكننى أعتقد أن هناك
أسبابا أخرى لا أعلمها وراء هدم هذا الحب الكبير الذى كان مضرب المثل.. وعلى كل
حال كل إنسان فى الحياة لا يأخذ إلا نصيبه الذى كتبه الله له.. ولقد رزقنى الله
بزوجة صالحة أحبها من كل قلبى.
كيف
تخطى كاتبنا خسارة حبه الأول وهل أثرت تلك الخسارة على حياته العملية؟
بدون
شك كان الجرح عميقا ولكن كانت لدى قناعة بأننى طالما لم أظلمها فكنت مرتاح الضمير
بالإضافة إلى مقومات شخصيتى جعلتنى أتخطى آلامى والذى داوى جراحى بسرعة كان
ارتباطى باختيار زوجتى وشريكة حياتى.. وبالنسبة للجزء الثانى من السؤال أقول:
بالعكس دفعتنى إلى الإجادة فى عملى لأننى كما قلت لدى من الإيمان وعوامل التحدى
التى بداخلى تجعلنى تخطى أى صعاب فى الحياة.
اختلفت صحافة اليوم عن سابقها.. ما هى وجهة نظر كاتبنا فى هذا الاختلاف؟
بكل تأكيد اختلفت
الصحافة اليوم عن سابقها ومن وجهة نظرى يعود هذا الاختلاف إلى عوامل كثيرة أهمها
أنه كان يوجد فى الماضى قمم وقامات كبيرة من الجيل الذهبى فى الصحافة كانوا يؤمنون
بالصحافة كرسالة ويعتبروها مرآة المجتمع وأن الصحافة هى صوت المحكوم للحاكم ولهذا
كان يجد المواطن نفسه فى هذه الصحافة، كما تولى هؤلاء الكبار تريية وتعليم جيل هو
الذى تولى المسؤولية بعد ذلك، ولكن للأسف الشديد مع تدخل عوامل كثيرة بدأت الصحافة
فى تدهور أحوالها مهنيا وماليا.. كما أن معظم جيل الشباب ليس لديه الإيمان برسالة
الصحافة الحقيقية ولا يجهد نفسه فى البحث عن الحقائق كما لا يجهد نفسه فى القراءة
وتطوير نفسه وألتمس لهم بعض العذر لأنهم لم يجدوا من يأخذ بأيديهم لأن معظم
القيادات الصحفية والذين يتولون مسيرة العمل داخل المؤسسات الصحفية ليسوا على
مستوى المسؤولية، بالإضافة إلى ذلك انتشار المواقع الصحفية ودخول المهنة دخلاء
عليها وكل هدفهم هو تحقيق المصالح الشخصية ونيل الشهرة المزيفة ولهذا انحدرت أوضاع
الصحافة فى مصر.
ما هى النصائح التى تريد أن توجهها لشباب
الصحفيين ولصحافة اليوم؟
كل
العاملين فى الوسط الصحفى يعلمون تماما أسباب تدهور أحوال الصحافة ويعلمون كيفية
علاجها ولكننى أقول إذا كنا نريد صحافة قوية نتباهى بها فعلينا اختيار القيادات
المناسبة التى لديها قدرات خاصة من الكفاءة والعلم والثقافة والمهنية والخبرات حتى
ينهضوا بمستوى الصحافة.. وعلى القيادات التى يتم اختيارها بعناية أن تقوم هى
الأخرى باختيار أكفأ العناصر داخل الدور الصحفية الذين لديهم الثقافة والعلم
والمهنية وفن الإدارة واحتواء الشباب والصبر عليهم حتى يخرجوا أجمل مافيهم، كما
أنصح الشباب عامة وشباب الصحفيين بصفة خاصة بضرورة تثقيف أنفسهم والقراءة كثيرا
والتطوير من أنفسهم وتنمية قدراتهم الذاتية وأن تكون لدى الصحفى شخصية يحترمها
ويقدرها الجميع وأن يتحلى بالمصداقية والأمانة فى عمله، وأن يكون نزيها وطاهر اليد
وأن يكون شغله الشاغل هو مهنته وتقديم مايفيد المجتمع ولايخشى فى الله لومة لائم.