الكاتبة عبير درويش: هوية الكتابة عندي هي الإنسانية
الكاتبة عبير درويش
فازت مؤخرا الكاتبة عبير درويش بجائزة يوسف أبو رية للقصة القصيرة من اتحاد كتاب مصر.. حول هذه الجائزة وحول مجمل أعمالها حاورت "جداريات" الكاتبة.
نود في البدء من الكاتبة عبير درويش تقديم بطاقة تعريف عن نفسها.
بطاقة تعريفي تبدأ من الاسم "عبير درويش" وهو ما اشتهرت به، وهو لقب الجد الجنوبي، فتاة مصرية سكندرية المنشأ وجنوبية الأصل، أم وزوجة، تشبثت بحملها في التعليم وسعت إلى تحقيقه، ثم اكتشفت لها أحلاما أخرى تختبئ في الخلفية الداكنة.
ما القضايا والمضامين التي تدور حولها أعمال الكاتبة عبير درويش؟
صدقني ربما لا أعمد إلى زج قضية بعينها في محور الكتابة، ولا أقتفى مضامين خاصة أحاول ربطها بالنصوص سواء قصة أو رواية؛ هوية الكتابة عندي هي "الإنسانية" والأنسنة هي سمت المواضيع.. دون تخطيط مسبق، دون عمد.
كيف تعامل النقد مع كتابات الكاتبة عبير درويش؟
النقد تناول الكثير من أعمالي منذ البداية؛ كان من حظي أن نوقشت مجموعاتي من أساتذة أجلاء، أدين لهم بكل التقدير والاحترام، في نادي القصة، وعلى منصة مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، وبمعارض الكتاب بالقاهرة والاسكندرية، وأغلب أندية الأدب بالقاهرة والإسكندرية أيضا..
لكن لي إضافة في هذا الصدد، لا يأتي التجاهل، أو التغاضي عن القيمة الأدبية لكاتب ما، من جانب النقاد، لكن التجاهل الحقيقي يأتي من الكتاب تجاه الكتاب، وبمعنى أدق من تغييب الآخر.
4- في بناء الشخصية الروائية والقصصية هناك مدرستان: مدرسة تركز على الملامح الجسدية بشكل واضح ومدرسة تهمل الملامح الجسدية أيضا بشكل واضح.. وتهتم أكثر بالجوانب النفسية.. من أي مدرسة الكاتبة عبير درويش؟
٤- أعتقد أن الملامح الجسدية والنفسية لهما نفس القدر من الأهمية؛ وتعمد إهمال جانب منهما ينتقص من رسم اللقطة-السردية-أما أن يستفيض كاتب في رسم جانب عن آخر، فهي ترجع لعوامل أخرى ربما ترتبط بالنص، أو ترتبط بأدوات الكاتب نفسه، وميله لإبراز سمات بعينها..
أما عن انتمائي لمدرسة بعينها، فأنا أيضا لا أسير حسب خطة مؤدلجة للكتابة، فمثلا في روايتي "سماء قريبة من الأرض" أكتب عن غانية احترفت البغاء في القرن الثامن عشر، ولم أضمن النص أي مشهد فيه تصوير فعلي لامتهان الدعارة، وكل ما أتيت على تصويره مشهد "إنساني" طبيعي لسيدة تطهرت، وامتنعت عن التعاطي بالجنس حتى في علاقة شرعية، وحين أحبت رجلا أيقظ- أثار- الأنثى داخلها.
ما مساحة الرجل في أعمال الكاتبة عبير درويش؟
مساحة الرجل كبيرة.. حد الشراكة، حد ظهوره الواقعي وتأثيره الفاعل، سلبا أو إيجابا، لكنه موجود بإنصاف، وليس بشكل مقحم.
من أكثر الكتاب الذين تأثر بهم الكاتبة عبير درويش؟
أكثر الكتاب ..كثير جدا "ماريو بارجاس يوسا" على القائمة، "أنطوان سانت أكزوبيري" "كارلوس زافون" و "امور تاولز".. ثم سحرتني مؤخرا الكاتبة مجهولة الهوية التي وسمت بـ"إيلينا فرانتي"
أما عن العرب فهم كثير .. لن أتحدث عن الثوابت أو مكوني الهوية الثقافية، لديّ الكثيرون، لكن هناك غيرهم بالنسبة لي يتصدرون المشهد الذهني، "المخزنجي" و" عزت القمحاوي" " إبراهيم عبد المجيد" وأستاذي الكبير "مصطفى نصر".
لو طلبنا إهداء أعمالك مجتمعة لشخص ما.. فلمن تكون؟!
أهدي أعمالي مجتمعة لأبي الذي تسللت دموعه كلص من بين بريق الفرحة الذي أطل على أول كتاب، وأول إهداء نبشته: إلى "مرسي على أحمد درويش".
كيف تعاملت الكاتبة عبير درويش مع الطابوهات "الجنس والدين والسياسية" في أعمالها وما موقفها منها عموما؟
أعتقد أني عرجت سابقا، ولو بصيغة مختلفة على تعاملي مع تابوه "الجنس"، لكن الدين لا أظن أنني سأتعرض له إلا لو على سبيل عرض لمعتقد شخصية أعمل عليها، أما السياسة فكل الكتابة سياسة ولو كانت قبلة عميقة في قبو مظلم، أو سرقة كبيرة لخزينة، أو جريمة قتل.