رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

انتصار ربيع تكتب: أين نحن منك يابنت بائعة اللبن؟

  • أحمد عبد الله
  • السبت 26 سبتمبر 2020, 01:29 صباحا
  • 809

 كان عمر بن الخطاب يسير في ليلة من الليالي يتفقد الرعية فمر على امرأة ومعها ابنتها وهم يعدون اللبن، فلما أرادت الأم أن تضع الماء على اللبن من أجل أن تزيد الكمية، فقالت الابنة لا تفعلي يا أمي، فقالت لم؟..

فقالت الابنة أما سمعت أمير المؤمنين قد نادى في الناس ألا يخلط اللبن بالماء، قالت المرأة وأين أمير المؤمنين، قالت إذا كان أمير المؤمنين لا يراك فإن الله يراك **

هنا نرى الابنة الصغيرة التى تلقن أمها درسا عن الغش ونرى الراعى الذى يتفقد رعيته ولا ينام

**الضمائر تموت حينما يهمل الراعى رعيته و ينسي الغني الفقير.. حينما يهمل كل صاحب وظيفة وظيفته بحجة أن راتبها قليل,

تأملوا معي هذا المشهد؛ ﺟﺎﺀ ﺭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﺸﻜﻮ ﻟﻪ ﺿﻴﻖ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺃﺟﻴﺮﺍ ﺑﺨﻤﺲ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﺃﻥ ﺃﺟﺮﻩ ﻻ‌ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﺈﻧﻘﺎﺹ أﺟﺮﻩ ﺇﻟﻰ أربعة ﺩﺭﺍﻫﻢ ﺑﺪﻻ‌ ﻣﻦ خمسة ﻭﺍﻣﺘﺜﻞ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻷ‌ﻣﺮ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﻏﻢ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﺳﺒﺒﻪ وﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺴﻦ ﻭﺿﻌﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﻪ ﻗﺎﺋمة, ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻃﻠﺐ ﺇﻧﻘﺎﺹ ﺃﺟﺮﻩ ﺇﻟﻰ ثلاثة ﺩﺭﺍﻫﻢ ﺑﺪلا من أربعة ﺩﺭﺍﻫﻢ، ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻧﻔﺬ ﻣﺎﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻣﻨﺪﻫﺸﺎً، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﻩ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻴﺤﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻥ الدراهم ﺍﻟﺜﻼ‌ﺙ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻐﻄﻲ ﻛﻞ ﺣﻮﺍﺋﺠﻪ ﻭﺗﻔﻴﺾ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻣﻌﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼ‌ ﻻ‌ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ‌ ثلاثة ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓإن ﺍﻟﺪﺭهمين ﺍﻟﺒﺎقيين ﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻋﺎ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺧﺘﻠﻄﺎ ﺑﻪ **

نعم يا أعزاء؛ عمل بلا ضمير, وعمل يتهاون صاحبه في أدائه، ينزع البركة من كل شيء وقد أرشدنا الحبيب المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين عليه افضل الصلاة وأتم التسليم حينما قال: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". أخرجه أبو يعلى والطبراني، وقد صححه الألباني نظرا لشواهده,

الضمير والإتقان هما مفتاحا نهوض الأمم ويسبقهما العدل ومثال على ذلك دولة اليابان فى تقدمها وتميزها بين كل الدول ويحضرني قول ابن تيمية حينما قال : إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة.

واختتم كلامى بآيات من الذكر الحكيم قال تعالى: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ"} دعوة إلى المصالحة مع النفس أولا وإعادة ترتيبها, دعوة للإتقان فى العمل، دعوة للعمل بمراقبة نفسك، ولا تكون منتظرا لمراقبة غيرك عليك دعوة لتحقيق العدل مع أسرتك الصغيرة ثم الكبيرة وهو وطنك كى ننهض بين الأمم .

تعليقات