رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

يوميات فقيه حنبلي عن حوادث عصره في إصدار جديد

  • عمرو عبد المنعم
  • الخميس 11 يوليو 2019, 7:34 مساءً
  • 2500
الغلاف

الغلاف

صدر حديثا عن دار مدارات للطباعة والنشر كتاب يوميات فقيه حنبلي: تعليقات ابن البنَّاء الحنبلي لحوادث عصره كتبها وعلق عليها  الفقيه الحنبلي أبو عليٍّ الحسَن بن أحمد بن عبد الله بن البَنَّاء البَغدادي الحَنْبَلي (396- 471هـ / 1006- 1078م)، قابَله على أصْلِه وعلَّق عليه: جُورج مَقْدِسي ، نقلهُ إلى العربيَّة، وأعاد مقابلَة النصِّ على أصله، واعتنى به: د. أحمد العَدَوي .

وتعد يوميات أبو علي الحسن بن البناء  البغدادي  من  أقدم اليوميات في التاريخ الإنساني قاطبة، دوَّنها مؤرخ بغداد أبي عَليِّ بن البَنَّاء الحَنْبَلي بخطِّ يده نحو مُنتصف القرن الخامس الهجري. وقد اكتشفها المستشرق الكبير والمؤرخ الفحل جورج مقدسي، مخطوطةً بالمكتبة الظاهرية في دمشق، فحقَّقها وقدَّم لها وترجم نصَّها إلى الإنجليزية، ونشرها على حلقاتٍ خمس في مجلة مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن (BSOAS) بين عامي 1956- 1957.

ظلَّت يوميَّات ابن البنَّاء طيلة هذه المدة عملًا مجهولًا للقارئ العربي رغم وجودها في إحدى أشهر دور حفظ المخطوطات في العالم العربي، ولم يشفع ليوميات ابن البنَّاء أن من قام بتحقيقها ونشرها واحدٌ من أكثر المستشرقين شهرةً ، وقد أعاد المؤرخ والمترجم المصري الدكتور أحمد العدوي مُقابلة نصِّ اليوميات على أصلها المخطوط، وصوَّب أخطاءً عِدة وقعت من مقدسي في ثنايا تحقيقه لنص اليوميات، كما قدَّم لها، واستهلَّها بترجمة مقدمة مقدسي ليوميات ابن البنَّاء، وألحق بها مقالًا كتبه مقدسي بعد رُبع قرنٍ من نشرته لليوميات: «ملحوظات على "اليوميات" في الكتابة التاريخية الإسلامية»، وذلك إتمامًا للفائدة.

إن هذا العمل لا ينفصل عن اهتمامات مقدسي بتأريخ المذاهب والمدارس الإسلامية، والتي أثمرت كُتبه الثَّــرَّة في هذه المجالات: ابن عقيل، ونشأة الكليَّات، ونشأة العلوم الإنسانية. كما أنه يُلبي حاجات القُراء المهمتين بالتاريخ والأدب على حدٍّ سواء؛ إذ إنه يقدم صورةً غنيةً بالتفاصيل للحياة السياسية والفكرية والاجتماعية والدِّينية في بغداد في القرن الخامس الهجري؛ لأن اليوميَّات -في حدِّ ذاتها- صِنفٌ فريد من الكِتابة يتوسَّطُ بين الأدب والتأريخ. كما أنه يقرِّبنا، كما لم نقترب من قبل، من رُوح إنسانٍ عاش قبل نحو ألف عام، وذلك بسبب طبيعة اليوميات الخاصة التي يكتبها المرءُ لنفسه لا للآخرين، واختلافها عن أنواع الكتابة التاريخية الأخرى كافةً.

تعليقات