في ذكراها الواحدة والسبعون..ثورة "اللُّد" الفلسطينية شاهد على الإجرام الصهيوني

  • حاتم السروي
  • الخميس 11 يوليو 2019, 6:57 مساءً
  • 1026
الصهيونية..تاريخ إجرامي حافل بالمذابح

الصهيونية..تاريخ إجرامي حافل بالمذابح

اليوم تحل علينا الذكرى الواحدة والسبعون لمذبحة "اللُّد" التي قام فيها الصهاينة بقتل 426 فلسطيني من أبناء مدينة اللد بدمٍ بارد، وهي المدينة التي احتلتها مع مدينة الرملة في الحادي عشر من يوليو لسنة 1948.

وفي كتابه "اليهود من عهد داود إلى دولة إسرائيل" يخبرنا الباحث علي محمد عبد الله أن مذبحة اللد تعد هي الأشهر من بين المذابح التي قام بها "البالماخ"، والبالماخ كلمة عبرية معناها "سرايا الصاعقة" وهي القوة المتحركة الضاربة والتابعة لعصابات الـ "هاجاناه"، والجيش غير الرسمي للمستوطنات اليهودية أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، وقد تأسست البالماخ صاحبة مذبحة اللد في 15 مايو سنة 1941، ومن أشهر المنضمين إليها: إيجال ألُّون، وإسحاق رابين، وموشى ديَّان، وقد أسهمت بشكلٍ ظاهر وكبير في الشخصية والثقافة الإسرائيلية، وكون أعضاؤها العمود الفقري للجيش الإسرائيلي المسمى زوراً بـ "جيش الدفاع"، كما برزوا في السياسة والأدب والثقافة الإسرائيلية، وكان لهذا الكيان العسكري الغاشم الدور الأكبر في قتل وتعذيب وتشريد وتهجير واضطهاد آلاف الفلسطينيين.

وتعرف مذبحة اللُّد عند اليهود الصهاينة بـ "حملة داني" وهي التي أقيمت من أجل إخماد ثورة عربية قامت في يوليو عام 1948، وقد صدرت الأوامر لجنود الصهاينة بإطلاق الرصاص على أي شخص يمر في الشارع، وفتح عساكر البالماخ نيران مدفعيتهم الثقيلة على جميع المارة دونما استثناء، وأخذوا يتنقلون من بيتٍ لآخر ويطلقون الرصاص على أي هدف متحرك، وخلال ساعات تم إخماد الثورة وقتل مئات الفلسطينيين.

وذكر مراسل جريدة "هيرالد ترابيون" الذي دخل مدينة "اللد" عقب المذبحة في 12 يوليو عام 1948 أن موشى ديان -الذي أصبح وزيراً للدفاع بالكيان الصهيوني لاحقاً- قاد طابوراً من سيارات الجيب فيه عدد من الجنود المسلحين بالرشاشات يطلقون منها النيران في شوارع المدينة الرئيسية على أي هدف متحرك.

وقد تناثرت الأشلاء في شوارع المدينة، وغطت الدماء شوارعها، وفي كل شبر وُجدت جثة رجل أو امرأة وحتى الأطفال لم يسلموا من آلة القتل الرهيبة وعندما تم الاستيلاء على رام الله ألقي القبض في اليوم التالي على جميع من بلغوا سن التجنيد وتم إيداعهم في السجون والمعتقلات ومرةً أخرى تجولت السيارات في اللد ورام الله وراحت تصدر التحذيرات المعتادة عبر مكبرات الصوت.

وفي الثالث عشر من يوليو حدد الجنود عبر مكبرات الصوت أسماء لجسور معينة يمكن اتخاذها طريقاً لخروج آمن تمهيداً لإخلاء المدينتين من السكان، وكانت المذبحة صفحة من تاريخ الغدر والوحشية وجرائم الكيان الصهيوني تجاه العزل.


تعليقات