أشرف الخمايسي يهاجم "عالم الكتب" بسبب غلاف أحمد مراد

  • جداريات 2
  • الثلاثاء 22 سبتمبر 2020, 8:30 مساءً
  • 3029
الروائي أشرف الخمايسي

الروائي أشرف الخمايسي

شن الكاتب الروائي أشرف الخمايسي هجوما عنيفا على مجلة عالم الكتب بسبب جعل مجلة عالم الكتب بعد أن أعلن مدير تحريرها سامح فايز أنالعدد المقبل سيكون عن أحمد مراد ونشر صورةأحمد مراد على غلاف العدد.

وكتب الخمايسي في منشور مطول له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:

نسمّ الله ..
ونخش في الهيصة برجلنا اليمين ..
وندلي بدلونا المثقوب في البئر الضحلة ..
ومستعدون لتحمل الاتهامات الأكليشيهية من قبيل: "عاوز يشتهر". أو "منفسن" ..
نحن قوم لا نخضع للإرهاب ..

والحكاية حكاية غلاف لعدد من أعداد مجلة "عالم الكتاب" يحمل صورة "أحمد مراد" ..

و"أحمد مراد" يواصل السير على درب الكبار من أمثال "مصطفى محمود" و"أنيس منصور" و"نبيل فاروق" و"أحمد خالد توفيق" (على حد قول رئيس تحرير المطبوعة).

و"أحمد مراد"، على حد قول ناس تانيين متعقلين متوازنين، روائي مهم (آه والله العظيم) حقق طفرة أدبية عربية كبيرة برواياته (آه وحياة المصحف).

طيب ما هي إنجازات "أحمد مراد" الإبداعية؟
وصل بروايته "الفيل الأزرق" للقائمة القصيرة لجائزة "البوكر".
ومنحته إحدى مؤسسات الدولة الثقافية جائزة "التفوق".
وهو أحسن واحد كاتب يبيع كتبه بأعداد كبيرة.

الثلاثة بنود أعلاه هي منجز الأديب الروائي العظيم الفحل "أحمد مراد".

طيب.
هل هناك من لاحظ الآتي:
"البوكر" بدأت قيمتها تهبط من بعد وصول "مراد" للقصيرة، وفوز "سعداوي" برواية مضحكة اسمها "فرانكشتاين في بغداد".
منذ تلك الدورة أخذ المنحنى البياني للبوكر في الهبوط.

وجائزة "التفوق" لم تعد طموحا محترما لأي أديب كبير بجد.
فمن منهم يحب الاصطفاف في جائزة سبقه إليها "أحمد مراد" "حنا خليل تادرس هذا العصر"! ومؤكد أن الأدباء الكبار ـ ممن حصلوا عليها قبله ـ قد أصابتهم غصة بمنحها لـ"مراد".
فقيمة "التكريم" تتمركز في قيمة "المكرمين".
وحلاوة التكريم في أن يصطف المكرم بين من يمثلون قيمة حقيقية.
"أنا كنت دعيت لملتقى الرواية العربية في القاهرة وامتنعت عن المشاركة عندما وصلتني الأخبار بأن الملتقى وجه دعوة لأحمد مراد، ببساطة لأن الملتقى فقد قيمته العليا بدعوة كاتب لا لشيء غير إنه محقق مبيعات حنا خليل تادرس".

لكن في دولة انتهت إلى تقديم المادة على القيمة يصبح "أحمد مراد"، الذي يحصل فلوس أكتر ببيع كتب لا قيمة أدبية لها، هو الأول المتفوق مستحق الأغلفة.
في مثل هذه الدولة يصبح عدد النسخ المباعة دليلا على أهمية الكاتب!

ونرجع مرجوعنا للعم "حنا خليل تادرس".
كان يبيع أكتر من "نجيب محفوظ" مئات المرات. لكن "حنا تادرس" كان دائما في مكانه الهامشي من القيمة الحقيقية. لأن النظام الثقافي كان جادا في الحفاظ على المسافات.
لتكن الأكثر مبيعا لكن هذا لا يعني أنك الأثمن قيمة.
الراقصة إذا جمعت مليون جنيه في رقصة لا تعني أنها أكثر قيمة من "نجاة الصغيرة" إذا جمعت مبلغا أقل. لن يعني هذا أن مؤسسات الدولة ستمنحها ما تستحقه "نجاة".
الآن نحن نعيش حالة وسط ثقافي لا يمتنع عن تسليم قياد المنظومة الثقافية لمجموعة من المسؤولين المنتمين للتسليع المادي والميزان الاقتصادي. أو لمجموعة من الكيادين الذين لديهم رغبة حارقة في توجية الكيد للمحترمين عبر تكريم غير المستحقين.

ومن أخطر الأمور أن تتحول ساحة الثقافة إلى سوق مفتوحة للرائج بالفلوس.
أن نبيع ونشتري في "الوعي".
أو حارة للنسوان الكيادة.

"الفيل الأزرق" رواية مراهقين شيقة. لكن ما هي رسالتها الأخيرة؟
إنها: حل المشكلة في قرص مخدرات مهلوس، وجدعنة عفريت ذكي!
هل هذا هو "الوعي" المراد سقاية عقول القراء به؟
وعلى ذلك قس معظم ما أصدره الكاتب.
والنتيجة هي أن عدد القراء زاد بمقابل نقصان مساحة الوعي.

أردأ فترة من عمر "مصر" قرائيا هي هذه الفترة التي قرأ القراء فيها لـ"مراد" و"يونس" وكل كتاب الهجص البيستسلري. والقراء في انشقاق وتسطيح وضياع، والوضع يذكرنا على الفور بالصورة القرآنية البليغة: "كمثل الحمار يحمل أسفارا".
إنهم يحملون كتب "مراد" ولا فهم ولا وعي. فلو لديهم فهم او وعي لنفضوها عن ظهورهم. لأن كتب الرجل ليست أكثر من تشويق في كلام فاضي، وانتهينا.


طيب هل الذنب ذنب "أحمد مراد"؟
لأ طبعا. ولا ذنب "حمو بيكا" ولا "شاكوش" ولا "صافيناز" ولا ولا ولا ..
على رأي المثل:
اللي يلاقي دلع ولا يتدلعشي يبقى عبيط.

تعليقات