يسري عبد الغني يطالب وزارة الثقافة بإنشاء مركز ثقافي يحمل اسم "شاعر النيل"

  • حاتم السروي
  • الأربعاء 10 يوليو 2019, 4:37 مساءً
  • 926
الناقد الأدبي د.يسري عبد الغني وكيل وزارة الثقافة الأسبق

الناقد الأدبي د.يسري عبد الغني وكيل وزارة الثقافة الأسبق

طالب الناقد والباحث التراثي الدكتور يسري عبد الغني وكيل وزارة الثقافة الأسبق بأن تعيد الوزارة جمع وتحقيق شعر حافظ إبراهيم شاعر النيل ورفيق أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله، كما طالب الوزارة أن تنشيء مركزاً ثقافياً له يضم صوره وكل ما كُتِب عنه، وعمل تمثال له مع أحمد شوقي على غرار تمثالي "جوته وشيلر" في ألمانيا، ودعا أيضاً إلى إنشاء جائزة تحمل اسمه في مجال الأدب والنقد.

وقال عبد الغني في تصريحات خاصة لـ "جداريات" إن حافظ رحمه الله كان متميزاً عن معاصريه، والقارئ لديوانه سوف يتوقف عند أمرٍ لافت وهام ألا وهو حمله لهموم الشعب والوطن، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة في كثيرٍ من قصائده الوطنية التي عبر من خلالها عن مواقفه وتفاعله مع هموم الناس، ومما هيأ شاعريته لهذا التشكيل نشأته البائسة التي جعلته أكثر تعاطفاً مع طبقات الشعب المسحوقة، بل نستطيع القول أنه بلا مبالغة كان في مرحلة من المراحل نبض مصر، حتى لقد قال عنه خليل مطران: "إنه أشبه بالوعاء يتلقى الوحي من شعور الأمة وأحاسيسها ومن مؤثراتها في نفسه فيمتزج هذا كله بشعوره الخاص فيأتي منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذي يحس كل مواطن أنه صدى لما في نفسه".

وأضاف عبد الغني: في ديوان حافظ تتجلى شاعرية خاصة، نراها تزدهر في الشعر الاجتماعي والإسلامي وذلك عبر قصائد موزعة على أبواب الديوان، ومن هنا تسطع قيمته في الشعر وتميزه في معجم شعراء العصر الحديث.

وبسؤاله عما يشاع من طغيان اسم أحمد شوقي وشهرته على حافظ، أجاب: يمكن القول أن حافظ تم ظلمه حياً وميتا؛ وسوف أذكر في هذا المقام بعض الحكايات العجيبة التي لا يمكن أن تكون قد وقعت بطريق المصادفة وإنما يبدو أن حافظ كان محدود الحظ، منها مثلاً أنه عند وفاته تكونت لجنة من أصدقائه الأفاضل، وتم عقد اجتماعها الأول في دار السيد عبد الحميد البنان التاجر الكبير وصديق الراحل المقرب وأحد أثرياء القاهرة، وكان أن قررت اللجنة جمع آثاره ونشرها في طبعاتٍ تليق به وإقامة حفل تأبين لشاعر النيل، وبكل أسف لم يتحقق شيء من ذلك، وأذكر أنني قرأت ما كتبه الدكاترة زكي مبارك بتاريخ 9 ديسمبر 1932؛ حيث قال: "أقيمت لشوقي حفلتان في مصر، وإن شئت فقل ثلاث، ولم تقم لحافظ حفلة واحدة، وسبب ذلك أن أصدقاء حافظ اجتمعوا يوم وفاته وقرروا طبع ديوانه مع وضع كتاب عن شعره ونثره، ثم اجتمعوا مرةً ثانية فقرروا تأجيل الاحتفال بذكره إلى نضج العنب؛ فلما نضج العنب اجتمعوا وقرروا أن يؤجلوا الاحتفال إلى نضج التين!، وصدق من قال: سعيد الدنيا سعيد الآخرة، وهكذا كان حظ شاعر النيل إلى جانب حظ أمير الشعراء".

وتابع يسري عبد الغني: امتد هذا الأمر إلى السجائر؛ حيث أنه في خريف عام 1932 وبعد وفاة الشاعرين الكبيرين، بدى لإحدى الشركات أن تنتج علبة سجائر باسم شوقي وأخرى باسم حافظ؛ فجعلت ثمن الأولى خمسة قروش والثانية أربعة قروش!، ومن المفارقات الغريبة أن يكون حافظ إبراهيم هو أول شاعر مصري تقيم له الدولة مقبرة ثم تظل هذه المقبرة مجهولة حتى يومنا هذا؛ فقد لاحظ أحد محافظي القاهرة أن شاعر النيل الكبير مدفون بقبرٍ مفرد في عرض الطريق، وكان هذا الرجل وهو المرحوم محمد صدقي باشا رئيساً للجنة الجبانات فأقام لحافظ مقبرة فاخرة في جبانة السيدة نفيسة رضي الله عنها، وقد عرفتها عن طريق المصادفة حيث أنها قريبة من المنطقة التي تقع فيها مقابر أسرتي، ولكنه من المؤكد أن السيد حارس المقابر في هذه المنطقة أو ورثته قد باعوا هذه المقبرة أو تصرفوا فيها، كما هي عادة هؤلاء الحراس مع أية مقبرة لا يسأل عنها أهلها، وقد بحثنا عنها جادين مجتهدين سنة 1981 أثناء التمهيد للاحتفال باليوبيل الذهبي للشاعر لكن مع بالغ الأسف لم نجدها.

وأشار عبد الغني إلى أن الراحل شاعر النيل كتب عليه البؤس وما يحكى عنه ينسج لنا خيوط تراجيدية تثير التعاطف وتجعلنا نبحث عن وسيلة لإعادة الاعتبار لهذا الشاعر الفذ، لذلك أطالب وزارة الثقافة بالاهتمام وجمع وتحقيق تراث الشاعر والاحتفاء بذكراه.

 

تعليقات