صرخة 2020” رواية جديدة ترصد مخاطر كورونا وتحذر البشرية من وباء جديد قادم

  • جداريات 2
  • الإثنين 14 سبتمبر 2020, 5:52 مساءً
  • 742
غلاف الرواية

غلاف الرواية

تعانقت فصوله بأيامه.. واختلط ليله بنهاره.. وتزاوج فرحه بألمه.. فسطر العذاب، وغيب السكينة، ووهب الفزع.. ولم ينمو طبيعياً فأعمى الأبصار بالإبهار.. وفقدنا معرفة الليل من النهار.. وصار اليوم كالساعة.. والشهر كالليلة.. والعام هو الزمن كله ماضيه وحاضره ومستقبله.. إنها حال لم تكتبها أنامل خيال، ولكنه واقع تجاوز المحال ولم يخطر ببال.. إنه المولود الذي تحدد عمره ويومه وساعته، كما تحدد موعد رحيله.. لكننا لا ندرى ماذا يُبقي في رحلته قبل أن يغادرنا؟!.. إنه العام 2020.. بتلك المشاهد أبحر الكاتب الصحفي بسام عبد السميع حول الحياة في 2020 بروايته الجديدة “ صرخة 2020” الصادرة عن دار الجمهورية للطباعة والنشر 


وأضاف الصحفي بسام عبد السميع : بدأت مظاهر قدومه مع رحيل شقيقه وسابقه العام 2019.. فاعتقدنا أن هذه المظاهر ملامح حمل كاذب!!.


 كما ظن كثيرون أنها صحوة قبل الموت لعام 2019، فتعاملنا مع هذه الإشارات على أنها طبيعة الأشياء.. واعتقدنا أنه سيعقبها إشارات مضادة لأن الأشقاء يتنافسون وقد يقتتلون.. فأسقطنا سلوكنا على الزمان فنحن بني البشر أفضل المخلوقات يقتتل فينا الأشقاء!!.


 وقال الصحفي بسام عبد السميع :” إننا نعتقد أن الموبقات حينما تنتشر وتزدهر فإنها من قبيل طبيعة الأشياء، فكان الانسجام برؤية الصراع بين 2019 و2020 من قبيل أنفسنا، فالوريث يأمل بذهاب من يرثه .


ومضى يناير 2020 وبدأ البعض من الأسرة البشرية يسمعون صراخ المولود، الذي نما بصورة مذهلة فاقت الذكاء الاصطناعي وسرعة الصوت!!.


 وجاء فبراير فاعتقدنا أنها صرخة مولود تعرض لولادة قيصرية.. وما إن قارب المولود 25% من عمره المعدود، أغلق الجميع قصوره وأبوابه وطرقاته.. وتحول النهار إلى ليل من أزمان الرعب.. وأعلن الجميع أسفه وندمه على غفلته، ليتحرك المولود الذي صار عملاقاً بخطوات كأنه الريح فاهتزت له الأرض !!.


وتساءل الكاتب : هل فهمنا صراخه؟! .. وهل وعينا رسالته، أم مانزال نفقه الأشياء على رغباتنا ؟!!.. وهل يصرخ القاتل؟!.. وهل نسمع صوته؟!.. وهل نفسر نغمات الصوت ؟!!.. ولم أستكمل تساؤلاتي حتى فاجأني صوت من أعماقي قائلاً : ألم نصرخ من العام 2020 ؟! ونحن الذين نسارع في القتل !! .. ألم نتألم ونرتعد من الفيروس "كورونا" ونحن الذين صنعنا آلات التدمير وفيروسات الإهلاك ؟!!.


إنها مفارقة عجيبة أن يصرخ القاتل.. فمن يفسر الواقع من المدعين بعلم الأحلام والمنام، فقد توفرت الصور والإشارات والدلالات والضحايا والإصابات!!.


 ومع انقضاء 75 % من رحلته المقررة سلفاً، وعودة حركته المتسارعة لورقته الرابحة "كورونا".. نعيش بين الرجاء والخوف، والانكماش والاندفاع.. فترتسم على شفاهنا حروف العبارات التي تسكن القلوب في مشهد الغروب، مرددين : هل سيستكمل 2020 عجائبه فيصحب معه الوباء لنودعه سعداء، رغم إيلامه لنا جميعاً.. أم يمضي ملتزماً بطبيعة تغيراته وتناقضاته في رسالة لنا بضرورة الالتزام.. أم سيستمر على حال غير معلوم وغير متوقع؟!!.


 إنها المرة الأولى، التي ترغب البشرية فيها بحدوث التناقض أملاً في عودة الحياة إليها بعد رحيلها بسبب 2020.. فقد احتفلنا بميلاده قبل قدومه وتألمنا لوجوده وقلنا :"ليته لم يأت".. لكنها الحياة ستمضي وسنمضي، فكلانا راحل بعد أن يؤدى مهمته أو يخوض اختباره !

وأضاف الكاتب الصحفي بسام عبد السميع : قرأت بشائره وتحذيراته، لكنني اعتقدت كغيري أنها لن تصيبنا، ولن تزورنا!!.. واعتبرتها ملامح وإشارات ليست له، وأنها  أحوال طبيعية وتلقائية سواء له أو لغيره، كحال سابقيه، إلا أنه مع ميلاده أطلق صرخات متقطعة لم يستطع أحد من المختصين والرعاة لهذا النوع من المواليد أن يرسم الملامح ويتنبأ بالمستقبل رغم ضجيجهم وعويلهم ونحيبهم وأكاذيبهم!


وكان هذا المولود هو النجم الأول، والمؤثر الأول، والقاتل الأول، والمرعب الأول، عبر ذراعه الممتدة "كورونا"، والذي حقق أرقاماً قياسية في مشاهديه ومتابعيه.


 وأرعب كورونا أكثر من 7 مليارات نسمة، وخاض مباراة شارك فيها الجميع موزعاً بين متابع؛ ومشاهد؛ ومستمع ؛ ولاعب.. وكان سكان الكوكب يشكلون الفريق والجمهور معاً.. وكان هذا المولود هو الفريق المقابل، الذي يحرز الأهداف رغم تكاتف عناصر الدفاع وكثرتها.


وتهتز منطقة الشرق الأوسط عقب صراخ 2020 بنحو 64 ساعة؛ وبصورة مفاجئة ليعلن المولود عنوانه الدائم "المفاجأة" لكنها دوما كانت مؤلمة، فيبدأ بمقتل قاسم سليماني.. وسقوط الطائرة الماليزية.. وسكون الكوكب.. وظهور الوحوش والطيور في شوارع العواصم العالمية ضمن حلقات يومية من مسلسل الرعب المسمي: الموت بـ"كورونا"!!.


وتحقق الرواية الذاتية لـ2020، نوعاً جديداً من لحظات ذروة الأحداث ليكون كل يوم وكل حدث هو لحظة ذروة، بل ورواية مكتملة، في حالة فريدة ورواية لم تبصرها البشرية من قبل في الواقع أو الخيال.


ويأتي انفجار بيروت عبر سيناريو غير معلوم أيضاً، مروراً باستمرار مناوشات أردوغان في المتوسط، وليبيا في مشهد توطئة لإشعال حرب المنطقة عبر البحار بالتزامن مع استمرار لعبة السدود عبر الملء الأول والثاني لسد الخراب في أثيوبيا.. وصولاً لتراجع أردوغان مؤقتاً عن اللعب بالنار نتيجة هزيمته في ليبيا.


 وتابع الصحفي بسام عبد السميع :” ترقباً لموجات من الفيروس أو زيارة فيروسات جديدة لسكان الكوكب، وصولاً لمسرح العرائس الأكبر في الانتخابات الأمريكية نوفمبر 2020.. نتساءل هل ستكتمل الانتخابات الأميركية، ومن سيفوز؟.. وهل ستتحقق نبؤات المدعين، فيموت دونالد ترامب، وتتفتت أمريكا، أم ما يزال لدى ترامب فترة ثانية”؟!!.


وقد تنبأت العرافة البلغارية بابا فانغا قبل 24 عاماً بأن أسود من أصول أفريقية سيحكم أمريكا، ليعقبه الرئيس الأخير لأمريكا، ومعه ستنتهي الولايات المتحدة، لكن العرافة لم تحدد النهاية مع الفترة الأولى أم مع الفترة الثانية!!


وأشار إلى أن الإعلامي اليوم مثل أي عامل في أي مهنة، بل يكون أقل في كثير من المراحل والحالات، فالعامل ينتج ما يحتاجه البشر من خبز، وأدوات استهلاكية وغيرها، بينما يقدم الإعلامي وعياً زائفاً وكذباً وتضليلاً في غالبية أحواله عمداً أو جهلاً.. والأكثرية اليوم يتسمون بالجهل الفكري والأخلاقي والنفسي.


 وقد تحول كثير من العاملين في الإعلام إلى "سعاة بريد" يقدمون خطابات المسؤولين أو الجهات المسؤولة إلى الجمهور على أنها الحقيقة وهي ليست حقيقة الشيء، وإنما حقيقة التكليف بالحديث في هذا الاتجاه أو الموضوع.


 وقد يكون الأمر كله كذب أو وهم، لكن الإعلامي يعتبره نوع من العمل لأن وظيفته تتطلب تنفيذ الأوامر وذلك في كثير من المواقف، وهناك قلة تحاول الثبات على القيم والمبادىء في معركة الحياة ملتزمة منهج المصداقية، مهما كلفها الأمر من فقد للعمل أو تعرض للبطش، وذلك كحال كل المهن أيضاً.  


ومهنة ساعي البريد التي تطورت بسبب التقنيات هي مهنة عظيمة، وأهلها أناس فضلاء والتشبيه هنا ليس للتقليل من المهنة أو ازدرائها وإنما للتوضيح.


 وقال الكاتب الصحفي بسام عبد السميع :” كل عمل يحقق للناس فائدة بطريقة مشروعة فهو شرف وقيمة كبيرة، ولا يمكن الاستغناء عن أي مهنة أو التقليل منها وإنما التقليل والرفض يكون في نوعية الممارسة وحجم الأداء، فرئيس الجمهورية أو الملك أو الأمير هو شخص في أعلى درجات المسؤولية لكنه لا يستطيع العيش بدون الطبيب والممرض والخباز والطباخ وعامل النظافة والسائق”

 


الجدير بالذكر أن الكاتب  الصحفي بسام عبد السميع كان قد أصدر مؤخراً أخطر كتاب حول سد النهضة تحت عنوان "رسالة النيل إلى السيسي" والذي تناولته مختلف وسائل الإعلام عربياً وعالمياً.


كما أصدر الكاتب أول كتاب عن موسم الحج للعام الجاري وذلك قبل نهاية شهر ذي الحجة، مقدماً فيه رؤية خاصة لهذا الموسم تحت عنوان "الحج الاستثنائي" ومستعرضاً جهود المملكة العربية السعودية في إقامة شعائر الحج رغم الجائحة "كورونا".


ويعد الكتاب عمل توثيقي لموسم حج استثنائي بكل المقاييس فاق ما تم توفيره للرؤساء والملوك على مدار التاريخ الإسلامي خلال رحلات الحج.


كما أصدر أول رواية تسجيلية لتجربة ذاتية خلال التعايش مع إجراءات الحظر بعنوان "مسافر في زمن المنع " والتي تضمنت مشاهد الخوف التي ارتسمت على الكوكب ومفارقات وتنبؤات برحيل دول وسقوط أخرى. 


وشغل الكاتب منصب رئيس تحرير لعدد من الصحف المصرية خلال الفترة من 1998 وحتى العام 2005 ومنها "أخبار دمياط" أول صحيفة إقليمية في مصر مطلع الستينات، وصحف "المصير"، و"حديث الأمة"، و" مصر اليوم".


كما حاز الكاتب عدة جوائز صحفية منها جائزة الإبداع الصحفي لعام 2006، وجائزة الصحافة العربية لعام 2017.

تعليقات