ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
الحشمة رداء الوقار
قبل السقوط في الخطيئة كان الانسان يعيش في حالة البراءة فلا يعرف طريق الشر. وكان الانسان عاريا ولا يخجل من عريه. وكان هناك انسجام بين الروح والجسد.
وبعد خطيئة ابينا ادم وامنا حواء بأكلهما الثمرة المحرمة شعرا انهما عاريان. وأصبح الجسد مصدرا للشر والغواية. وحرم الانسان من نقاوة القلب وسلام النفس. تتجاذبه قوتان متناقضتان، قوة الخير وقوة الشر. وغطى آدم وحواء جسديهما بأوراق التين وكأنهما يحاولان ستر الاثم الذي اقترفاه. والبس الله آدم وحواء لباسا من الجلد لستر عورتهما. وحاول الانسان في كل زمان أن يغطي جسده الا أن هذا لايعصمه من الخطيئة فالله اله قلوب وهو فاحص القلوب والكلى. فغطاء الجسد واجب وفرض بعد وصمة الخطيئة على أن يكون مصحوبا بنقاء القلب. والعري تحدّ للخالق بعد أن أصبح الفكر الشرير يلازم النسان ويطارده، والعري أحد بواعث هذا الفكر لانه وسيلة اغراء وغواية.
ومن طبيعة الأنثى أن تبرز مفاتنها لتلفت الانظار وتثير الاعجاب. وتغلب عليها هذه النزعة فتحاول أن تتعرى سواء بكشف اجزاء من جسدها أو بارتداء البسة ضيقة تظهر مفاتنها فتساير الغريزة وتهمل وصية الله الذي ستر عريها ودعاها الى صون كرامة جسدها الذي بالخلاص صار في المسيحية هيكل الروح القدس." وكذلك النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل" (1 تي 2:9).
فالحشمة واجبة ولا تدين بدونها ولن تكون بفرض زي معين أو بضغوط خارجية. بل هي اختيار عن قناعة بصيانة الجسد والحفاظ على كرامته وهو حسب الكتاب "مسكن الله". وكيف لمسكن الله أن يمتهن ويصير سلعة معروضة للناظرين ووسيلة اغراء وغواية ؟
وقد ابتدعت الموضات الحديثة من البدع مايشجع على كشف الجسد وعوراته، سواء
بالعري أو باللجوء الى الملابس الضيقة التي قد تكون أسوأ من العري نفسه .
وقد انتسرت هذه العادات بين الفتيات بدعوى الحداثة ومسايرة العصر. وكثيرا ماتكون مرتديات هذا النوع من اللباس من المسيحيات.
ولكن هذا لايعفي الفتاة المسيحية أو المسلمة من الالتزام بقيم الحشمة والوقار التي تحفظ لجسد المرأة كرامته.
وندعوا من هذا المنبر الكنائس والجمعيات المسيحية الى الدعوة الى الحشمة كجزء من التدين. فبدونها يكون التدين ظاهريا وليس أصيلا . والحشمة تنبع من قناعة الفرد بما علم الكتاب بأن الجسد مسكن الله. فكيف لمسكن الله أن يمتهن ويهان. "أما تعلمون أن أجسادكم هي هيكل الروح القدس....فمجدوا الله في أجسادكم"." أما تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعل منها أعضاء بغي ؟ معاذالله". هذا هو تعليم المسيحية عن الحشمة. وقد أقر الاسلام الحشمة كفرض ديني أوصى به حماية للأخلاق ودرءا للفتنة.
والدعوة موجهة الى فتياتنا للتحلي بالحشمة حماية للأخلاق وحفاظا على كرامة أجسادهن.
بقلم ـ لويس فيهم