حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الكاتبة وفاء عبد الحفيظ
رؤية أدبية في تيمة أساسية في المجتمع الشرقي (فض البكارة) عند كل من الكاتب الكبير "إحسان عبد القدوس" في روايته (أين عقلي) عام١٩٧٤ م والكاتب الدكتور "سليمان عوض" في روايته (احتراق الفراشات) ٢٠١٨ م
** المرأة في رواية " أين عقلي" حيث تجسدت في العمل السينمائي الشهير..الذي قام ببطولته الفنان الكبير " محمود ياسين " والبطلة الفنانة الرائعة " سعاد حسني "
فقد رسم صورة المرأة المتحررة العصرية المخطوبة لشاب جمع بينهماالحب والعشق وكان الزواج على مقربة منهما..فحال القدر ذلك ولم تكتمل الزيجة لموت الحبيب.
▪︎لقد جسّد المخرج " عاطف سالم" الذي كان بارعاً في ارتكازه على هذه التيمة المضمون الذي بنى عليه الكاتب الكبير "إحسان عبدالقدوس" فكرته
** المرأة لدى الكاتب الدكتور " سليمان عوض " في روايته (احتراق الفراشات)
المرأة عنده هي فتاة ريفية بسيطة متطلعة، وحيدة والديها، بثّ فيها الأب كل أمنياته، كانت متفوقة حصلت على مجموع أهلها لدخول (كلية الطب ) ورغم ذلك لم تكمل تعليمها بسبب الزواج.
▪︎الرؤية لديه تختلف باختلاف المضمون وبمنظور آخر غير التي تناولها كاتبنا الكبير " إحسان عبدالقدوس"
**حين يخرج العمل الأدبي إلى حيز الوجود ويكون عملاً سينمائياً يكرس فيه الأفكارالتي طرحها الكاتب وأجادها المخرج الرائع" عاطف سالم " حيث الرمزية في التناول من حيث تسليط الضوء على صورٍ للمجتمع لكي يراها واضحة جلية يرتكز عليها العمل.
▪︎هناك من الصور التي رسخت في الأذهان وتبلورت عليها الشخصيات وصارت تيمة أساسية لمنظور بيئي، عاش عليها أزماناً طويلة، صعب أن نقتلع جذورها من الذاكرة بسهولة أو يتوارى عنها العقل مثلما أراد الكاتب إحسان عبدالقدوس،بتعليم "توفيق القروي " الذي عاش سنين طويلة يدرس في " أوربّا" حتى عاد مسلحاً بالعلم وثقافات حضارية مختلفة.
**السقوط في براثن الوهم والمرض:-
▪︎عاش في ازدواجية مقنّعه أراد أن ينسلخ عن بيئته التي خرج منها بفكر راسخ، عالق في الذاكرة لا يريد أن يبرحها.
غض الطرف عن فكرة أنّ زوجته"عايدة" الشابة الجميلة التي وجدها" ليلة الزفاف " ليست بكراً.
■ ■ ■ ■
**التيمة الأساسية التي اتخذها كل من الكاتبين:
▪︎ الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس في رؤيته، أنّ الطبيب تظاهر بحضارته وثقافته الغربية التي حملها معه من " أوربّا " أن يغض الطرف عن زوجته حين فوجئ بأنها ليست " البكر الرشيد".
▪︎حدث السقوط في براثن المرض الشك والاضطراب النفسي، كلمّا تأزمت نفسيته جاءت(صورة ليلة الزفاف وفض البكارة بعنفوانها تطارده جلية واضحة).
حتى سقط صريع المرض النفسي وأهمل زوجته وأوهمها أنها مريضة ، مما جعله يجلب فتيات رخيصات من الطرقات يقوم بغسلهن ثم يجلس ليعطيهن محاضرة في الشرف ونقوداً ليصبحن شريفات..كأنه يريد أن يواجه زوجته بتلك الحالة ويعطيها نفس الدرس لكن أبت نفسه الازدواجية التي في داخله.
** الرؤية لدي الدكتور " عوض سليمان : -
===========================
▪︎جاءت هذه التيمة بوضوح التي تمثلت في الاستهلال وأحداث الرواية في صورة منفرة التي تأتي بانتهاك أدمية المرأة وتكون كالذبيحة المسجاة.
تلك الذبيحة ليظهر فحولته، ويبرهن للجميع على بكارتها فيخرج منتصراً شاهراً الدليل الدامغ.. وتندفع طلقات الرصاص مغردة، لتعلن للجميع عن الفرحة بالبكر الرشيد، بينماتسقط الفريسة للوحشية والمهانة بتلك العادات والموروثات، جيلاً بعد جيل.
▪︎ لقد سلّط الكاتب على الواقع المرير، لما تعانيه المرأة على أيدي الرجال ، ونحن في الألفية الثالثة، تُقام مثل هذه العادات لتشكل أجيالاً معقدة قست عليها الأيام نتيجة موروثات بالية، محت من صفحتها النضارة والبراءة ، ليظل الرجل الحاكم بأمره.
**الرؤية التي تشكّلت بين الأديبين:
من حيث المضمون، وإن اختلف الهدف إلا أن النتيجة واحدة، لكي نصرخ بالسعى وراء الفكاك من الشكل الموروثي على أيدي التحضر والنظرة
الإنسانية المشفوعة بالرحمة.
▪︎على المجتمع أن ينظر إلى المرأة نظرة حضارية بالتخلص من الموروث القديم(......)
فالأم مدرسة إذا أعددتَها أعددتَ شعباً طيّبَ الأعراقِ.
▪︎ الفتاة عليها أن تتمسك بعفتها والقيم النبيلة التي تجعلها في ليلة زفافها " تاجاً على رؤوس الأشهاد.