حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
احمد بدر نصار ..صحفي وروائي
لا أعرف بالضبط، متى نظل نصدق أن أوروبا بلاد الحرية؟ أي حرية التي تجعلنا نسيء للأديان والأنبياء؟ ، انتابتني حالة غريبة عندما وجدت تصريح للرئيس الفرنسي السيد إيمانويل ماكرون ، وهو يقول إنه ليس في موقع يمكنه من إصدار حكم على قرار مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، نشر رسم كاريكاتيري للنبي محمد.
السؤال للسيد ماكرون هل لو كانت المجلة تنوي الإساءة لليهودية كنت ستسمح بذلك ؟ أم لأنك تعلم أن المسلمين والعرب في ضعف غير مسبوق، فهل من الحرية والديمقراطية المزيفة التي تريد أن تصدرها أن تستغل ضعف أمة وتسمح لهؤلاء الشرذمة ينشرون صور تسيء للنبي محمد صلوات الله عليه وسلم، لماذا يا ماكرون الاستفزاز ، لماذا ترحب بنشر الصور المسيئة لنبي أمته اليوم تتخطى المليار ونصف المليار ، هل هذه مبادئ الثورة الفرنسية وفرنسا التي صدعت رؤوسنا بأنها بلاد الحرية، يا ماكرون لو رجعت للتاريخ لعلمت حجم الجرائم المروعة التي ارتكبتها فرنسا في بلاد العرب وأفريقيا ورغم ذلك نحن العرب والمسلمين لم تصدر منا إساءة لرمز فرنسي سواء ديني أو غير ديني .
يا ماكرون أرجع للتاريخ وأنظر ماذا قال المستشرق الفرنسي د. وايل في كتابه "تاريخ الخلفاء":
( إن محمداً يستحق كل إعجابنا وتقديرنا كمصلح عظيم، بل ويستحق أن يطلق عليه لقب (النبي)، ولا يُصغى إلى أقوال المغرضين وآراء المتعصبين، فإن محمداً عظيم في دينه وفي شخصيته، وكل من تحامل على محمد فقد جهله وغمطه حقه ، ولك أن تسأل يا سيد ماكرون ماذا قال الفيلسوف الإنكليزي هربرت سبنسر في كتابه "أصول الاجتماع" قال: ((لم يكن محمد إلا مثالاً للأمانة المجسمة، والصدق البريء، وما زال يدأب لحياة أمته ليله نهاره.
ياماكرون إلا رسول الله هذا النبي العظيم الذي علم العالم الرحمة والإنسانية كما يجب أن تعلم ، تصريحك هو تحريض مباشر للكراهية ، وإدخال الحوار إلى نفق مظلم، يبدو يا سيد ماكرون نسيت أن عدد المسلمين في فرنسا يقترب إلى 15 مليون شخص وهذا عدد ضخم في أن تستفز مشاعره ، وأنت تعلم أنهم أقل الفئات ارتكابا للمخالفات والجرائم، أي حرية التي تجعلك تسمح بنشر صور تسئ لنبي عظيم مثل النبي محمد صلوات الله عليه وسلم .
أعلم يا سيد ماكرون أن كل هذه المحاولات الخبيثة لن تنال من سيرة النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد حاول من قبل العدد والعديد وباتت كل محاولاتهم بالفشل الذريع ، وأنظر يا سيد ماكرون فيما ذكرته المستشرقة الإيطالية لورافيشيا فاغليري في كتابها "دفاع عن الإسلام" عندما قالت : حاول أقوى أعداء الإسلام، وقد أعماهم الحقد، أن يرموا نبي الله ببعض التهم المفتراة، لقد نسوا أن محمداً كان قبل أن يستهل رسالته؛ موضع الإجلال العظيم من مواطنيه بسبب أمانته وطهارة حياته.
في النهاية يا سيد ماكرون أنت لم تعرف النبي محمد جيدا ، رغم المستشرقين المنصفين الذين عرفوه وقدروه حق قدره ، وأعلنوا في كتاباتهم عن عظمته وإنسانيته التي ليس لها مثيل ، يا سيد ماكرون إلا رسول الله ، لاداعي من استفزاز مشاعر مليار ونصف مليار مسلم، لاداعي أن تكشف عن خواء القيم الفرنسية والحريات الزائفة التي تحاول أن تقنع العالم أنكم تتمتعون بها .