أحمد الفولي يكتب: الأقصى مسجدنا.. ولو كره المنافقون

  • أحمد عبد الله
  • الأربعاء 02 سبتمبر 2020, 05:12 صباحا
  • 3049

إنها الحقيقة الواضحة، كالشمس في وسط النهار، والتي لا شك فيها، إذ بيّنها الله عز وجل في القرآن الكريم، وهي أن اليهود لا صلة لهم ولا رابط لهم، مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأن ادعاء الصهاينة، انتماءهم للخليل إبراهيم -عليه السلام- محض كذب وافتراء، يقول جل شأنه:  {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}.


والأقصى هو مسجدنا، منذ أسسّه الخليل إبراهيم عليه السلام، ولم يكن في أي يوم من الأيام هيكلا أو معبدا أو دارًا لعبادة غير الله -سبحانه وتعالى-، إلا فترات قليلة محددة في التاريخ سيطر عليه فيها الوثنيين العمالقة من أتباع جالوت، أما عندنا في اعتقاد المسلمين، فهو مسجد، وربّنا سبحانه وتعالى سماه مسجدا {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}.


مسجدنا، المسجد الأقصى، هو ثاني مسجد وُضِعَ في الأرض بعد المسجد الحرام، وذلك وفقًا لما جاء في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وُضِعَ على الأرض قال: " المسجد الحرام ". قلت ثم أي ؟ قال : " المسجد الأقصى " ، قلت كم بينهما ؟ قال: " أربعون عاماً، ثم الأرض لك مسجد، فحيثما أدركتك الصلاة فَصَلِّ ".

عاش في أكناف مسجدنا الأقصى الكثير من أنبياء الله ورسله عليه الصلاة والسلام، وأبرزهم  الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيه إسحاق ويعقوب وزكريا ويحي وعيسى وداود وسليمان، والسيدة مريم العذراء، ودخله ذي النون فاتحاً، وأُسري بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليهم أجمعين وسلم، وانبعث منه معظم الرسالات السماوية.

بارك الله أرضه، وعظّمها سبحانه وتعالى،  قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، فنصت الآية على البركة "الذي باركنا حوله، فهو في أرض مباركة، وقال الله سبحانه: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ}، فهي أرض الرسالات والأنبياء، التي بارك الله في أهلها وزرعها وثمارها.

بل إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، تحدث كثيرا عن فضله ومكانته، وكان يرجو الله أ، يفتحه على يديه، وفي الحديث عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم ؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". 


وأما الكيان الصهيوني، وجنود الاحتلال فهم يحاولون بشتى الطرق والوسائل، فرض واضع جديد، وتثبيت وجودهم في أرضنا فلسطين، وإيجاد الطرق التي يجعلوا هذا الاحتلال شرعيًا في الظاهر،  وهم في الحقيقة كيان صهيوني لقيط، أتى من شتات الأرض، ليس لهم رابط لغوي ولا قومي ولا تاريخي ولا عرقي ولا ثقافي ولا حضاري، فهم أكثر من مائة جنسية وخمسين لغ، وجد الصهاينة أقوى رابط يؤطر ويؤسس ويبرر وجودهم أمام العالم؛ هو ابتكار واختراع معبد مزعوم ينتسبون إليه، بدعوى أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى على حطام معبدهم الذي أسموه " هيكل سليمان"! كذبا وزورا.

وما بنى سليمان عليه السلام هيكلا، ولا بنى معبدًا، وإنما بنى مسجدًا يصلي فيه الناس لله رب العالمين، وكان سليمان على الإسلام، يقول الله سبحانه وتعالى: "إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ"، فالقرآن يؤكد إسلام سليمان، ومن قبله داوود عليهما السلام.

فالأقصى مسجدنا، وهذا تاريخ ينبغي علينا غرسه في أبنائنا، حتى لا يزوّر التاريخ.

الأقصى مسجدنا.. ولو كره المنافقون.

\

تعليقات