رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

مَقامُ العِطرْ.. قصيدة للشاعر علي الفاعوري

  • جداريات 2
  • الأحد 30 أغسطس 2020, 7:22 مساءً
  • 1024
الشاعر علي الفاعوري

الشاعر علي الفاعوري

أمشي مسافةَ وردَةٍ 

لأراكِ 

وأطوفُ حولَ الغيمِ 

كَيْ ألْقاكِ

أنا ذلكَ الصُّوفيُّ 

يَغزِلُ نصَّهُ 

مِمّا تَيَسَّرَ 

مِنْ رحيقِ لَماكِ

وأمُدُّ ما بيني 

وأحمَرِ سِرِّها  

جيشاً مِنَ العُبّادِ 

والنُّساكِ

أرمي على وجهِ الطّريقِ 

مُلاءتي 

كي يسْتَقيمَ تَرَفُّقاً 

بِخُطاكِ

لَمْ يَبْقَ ما بيني 

وبينَ حدائقي 

شجَرٌ  يُظلّلُ غُربَتي 

إلّاكِ

مَرَّتْ عَليَّ الرّيحُ 

تسألُ عن دَمي 

عَنْ وَجهيَ المَتروكِ 

في الشُّبّاكِ

عَنْ فِكرةٍ قبَليَّةٍ 

أدْمَنْتُها 

عن ضِحْكَةٍ 

عفويَّةِ الإرباكِ

عَن قلبِيَ المنسِيِّ 

في جوف الَّلظى 

فَمَن الذي بحَريقِهِ أفتاكِ؟

يا قلبَكِ البحريِّ 

هذا مركبي 

فترفَّقي بالصَّبِّ 

حيثُ أتاكِ

لكِ أن تكوني الحوتَ 

يبلَعُ ما يرى 

لي أن أكونَ 

بِهيئةِ الأسماكِ

يا عِطرَكِ المُرتاح 

فوقَ أريكتي 

كفراشتينِ 

على جناحِ مَلاكِ

يا أولَّ الأشعارِ 

حينَ كتبتُها 

مكسورةً 

فجَبَرْتِها بِشذاكِ

ماذا يُفيدُ الشِّعرُ 

حينَ قصيدتي 

لا يسْتَفيقُ حنينُها لِسِواكِ؟

وتصيرُ قافيةُ العيونِ 

بلحظةٍ 

حقلاً مِنَ الألغامِ 

والأشواكِ

وأتوهُ في شفةِ العطورِ 

ولُغزها 

ويتوهُ عن تفسيرِها 

إدراكي

عيناكِ فاتِحةُ النُّعاسِ 

فأينَما 

حَضَرَ المَنامُ 

تَصُّدُهُ عيناكِ

قدْ لا أكونُ أنا القتيلَ 

بِمُفرَدي 

فَلَرُبَّما كُثرٌ هُنا 

قَتْلاكِ

لو تسألينَ العِطرَ 

ما فعلَ الشذى 

بِيَديَّ 

حينَ هَمَمْتُ بالإمْساكِ

لأجابَكِ المَسفوكُ 

بينَ أصابِعي: 

ما تفعَلُ الأضراسُ 

بالمِسْواكِ  

#مقامُ_العِطر

تعليقات