الكاتبة إنجي الحسيني: المقالات السياسية بوابتي للأدب.. وهذا موقفي من "الطابوهات"

  • جداريات 2
  • الأحد 30 أغسطس 2020, 10:29 صباحا
  • 1551
الكاتبة إنجي الحسيني

الكاتبة إنجي الحسيني



عقد، أمس السبت، ملتقى السرد العربي وصالون غادة صلاح الدين ندوة لمتقشة المجموعة القصصية "حكاية ريال فضة" وعلى هامش الندوة أجرى "جداريات" حوارا مع الكاتبة قدمت فيه تعريفا وافيا لنفسها ككاتبة، وكيف تحولت من الكتابة السياسية إلى الكتابة الأدبية، كما كشفت عن موقفها من الطابوهات في أعمالها أو اعمال الآخرين وغيرها من الأمور وإلى نص الحوار.


نود في البدء أن تقدم الكاتبة إنجي الحسيني بطاقة تعريف وافية عن نفسها.

أنا خريجة كلية الفنون الجميلة قسم الديكور، وعملت بعد تخرجى لسنوات طويلة فى مجال العمارة وبعد أحداث 25 يناير 2011 قررت أن أغير مجال عملي فالتحقت بالعمل بالمركز المصري للدراسات والبحوث الأمنية، وعملت فى البداية كمسؤول بوحدة الرصد والمتابعة، ثم التحقت للعمل بالمكتب الإعلامي الخاص برئيس المركز، وتولد عندى وعي سياسي ناتج عن  مجال العمل الجديد من خلال اشتراكى بالندوات وتنظيم ورش العمل التي ينظمها المركز وتعلمت كيفية الحصول على المعلومة، والتأكد من صحتها إلا أن ذلك لم يكن مرضيا لي خاصة أن في مجال بعيد عن تخصصي، فاستخدمت القلم وما كونته من حصيلة ثقافية سياسية لكتابة المقالات السياسية .

ما القضايا والمضامين التي تدور حولها أعمال الكاتبة إنجي الحسينى؟

تعتبر  المقالات السياسية والاجتماعية هى البوابة التى فتحت لي مجال العمل الأدبي، حيث بدأت بكتابة القصص القصيرة وأصدرت كتابي الأول "بعد الرحيل" والذى احتوى على 13 قصة، وفوجئت بتكريمى بجامعة أكتوبر للعلوم والتكنولوجى MSA  وحصولى على درع الجامعة وشهادة تقدير، وذلك بسبب الإقبال الكبير من طلبة الجامعة على المجموعة القصصية، ثم اتجهت لكتابة الرواية وأصدرت روايتي "ثمن الخداع" والتي يري جميع النقاد بأنها تصلح عملا سينمائيا، ثم توالت الأعمال التى تتنوع ما بين القصص الواقعية والخيالية والتى يغلب عليها الطابع الاجتماعى والعاطفى.



كيف تعامل النقد مع كتابات إنجي الحسينى؟

أسعدني رأي النقاد الذين يرون أننى أمتلك الموهبة، ووصفنى البعض بأننى صادقة و أكتب من القلب لدرجة أن بعضهم خلط بين شخصي وبين شخوص العمل وهذا غير صحيح ، ولكن هذا لا يمنع أن الاراء أختلفت علي بعض القصص واستطعت أن استخلص من الاختلاف الكثير من النصائح التى افادتنى كثيرا مثل القراءة لمؤلفين بعينهم، والتأكيد على مراجعة النص بنفسي، وبعض النصائح التى تتعلق بتجاربهم فى التعامل مع دور النشر.

في بناء الشخصية الروائية والقصصية هناك مدرستان: مدرسة تركز على الملامح الجسدية بشكل واضح ومدرسة تهمل الملامح الجسدية أيضا بشكل واضح وتهتم بالجوانب النفسية .. من أى مرسة الكاتب إنجي الحسيني؟

المضمون والتركيبة الدرامية لموضوع العمل الأدبي  أو ما يسمى بالحبكة هو ما يفرض نفسه، ولا تعارض بين الدمج بين المدرستين باللعب على أوتار الوصف الشكلي والنفسي ولكن بالتوظيف الصحيح وبالتوازن الذى لا يخل بالنص وبعيدا عن الاسهاب الممل الذى يفقد القارئ متعة القراءة ويحول دون تحقيق الاندماج التام مع العمل الذي يحمله بين يديه، ويمكن الاعتماد على "الحوار" لكشف أبعاد الشخصية ومكنوناتها، حيث تتكلم الشخصية داخل العمل بلغتها الخاصة فيتعرف القارئ على رؤيتها للأحداث ودرجة وعيها وانفعالاتها وتاريخها ودرجة ثقافتها، وفى النهاية  النص الجيد هو ما يتوفر فيه جميع العناصر الروائية بشكل سليم وتوظيف مدرووس.



ما مساحة الرجل فى أعمال الكاتبة إنجي الحسيني؟

الرجل له مساحة كبيرة داخل أعمالى الأدبية ويتم توظيفه حسب متطلبات الموضوع والفكرة وبمجموعتى القصصية "بعد الرحيل" جسد الرجل أفكار المجتمع الذكوري الذى يكبت حرية الأنثى وكان أيضا الأمل والحرية وذلك بقصة "ثمن الحرية" كما جمع بين معانى البطولة والخيانة بعرض نموذجين مختلفين فى قصة "الغريمان" وكان الانتهازى والمراوغ والمحب والمضحى والسلطوى وغيره من الصفات التي تزخر بها النفس البشرية، إلا أن شخصية الرجل هيمنت على مجموعتى القصصية "ريال فضة" وعلى الرغم من أن محور العمل يدور حول كاتبة شابة يروى لها أصدقاؤها مجموعة من القصص فسنجد أن هؤلاء الأصدقاء أغلبهم من الذكور وجميع القصص التى تم حكايتها أبطالها من الذكور، وهو ما يدل على أن مصطلح الكتابة النسوية هو مجرد وصف يتعلق إما باتجاه الكاتب أو بموضوع النص.

من أكثر الكتاب الذين تأثرت بهم الكاتبة إنجي الحسيني؟

بالترتيب : توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبدالله ونجيب محفوظ ونبيل راغب وغيرهم كما أعشق الأدب الروسي والانجليزى.

لو طلبنا تقييما لوزارة الثقافة واتحاد الكتاب، فماذا تقولين؟

أعتبر نفسي بأنى مازالت فى المرحلة الأولى من خطواتى الأدبية وصعب أنى أبدى رأيا فى هذه المرحلة، صحيح عندى انطباعات مبدئية، ولكنها لم تتبلور لتكوين رأى عميق وربما في مرحلة متقدمة يمكننى تكوين رأى شامل.

 ما موقف الكاتبة إنجي الحسيني من الطابوهات خاصة الجنس فى أعمالها؟

تتطلب المواضيع المحظورة في نظر المجتمع شجاعة من الكاتب إلى جانب ذكاء وحرفية عالية حتى لا يتعرض للنقد، أما بالنسبة للجنس فى أعمالى فهذا تناول غير وارد، فهدفى ترسيخ مفهوم متعة القراة بعيدا عن الابتذال، وأنا أحترم قيم المجتمع الذي أعيش فيه وأستوعب أفكاره، والأهم عندى أنا أحتفظ بصورتى كامرأة راقية تكتب شيئا جميلا يستحق القراءة.

هل نحن فى زمن الرواية؟

هذا سؤال محير لأنه لا يوجد إحصائية دقيقة تجيب على هذا السؤال، ولكن  أعتقد أن هذا زمن السرد وانتشار كتابات السيرة والشعر والقصة، والكتب الفكرية والتاريخية ولو تراجعت الرواية سيكون النقاد هم السبب الرئيسي فى ذلك لأنهم يتعاملون مع النص بشكل قبيح من خلال البحث عن نقاط القوة والضعف والعناصر المكونة وكأنهم بصدد قراءة مادة علمية مما يسبب هلهلة النص وتمزيقه على طاولة النقد .

لو طلبنا إهداء أعمالك مجتمعة لشخص ما.. فلمن تكون؟

للناقد الدكتور حسام عقل لأن نقده مدرسة لتعليم فن النقد البناء، ولكل قارئ شاب يبحث عن متعة القراءة.




تعليقات