عندما يأتي الغروب.. قصة قصيرة للكاتب الصحفي أحمد عبد الكريم

  • أحمد عبد الله
  • الأحد 30 أغسطس 2020, 00:53 صباحا
  • 897
الكاتب الصحفي أحمد عبد الكريم

الكاتب الصحفي أحمد عبد الكريم

عندما يأتى الغروب " قصة قصيرة "

جلس عمر فى مكانه المفضل على شاطئ النيل.. كانت الشمس تميل إلى الغروب.. 

سرح بخياله يتأمل جمال الطبيعة وسحر المشاهد التى يراها أمام عينيه..

كان يمر أمامه أحد القوارب الصغيرة وصياد نحيف الجسد، وسمرة الشمس تظهر على وجهه وهو يرمى شباكه، بينما تساعده زوجته فى تجهيز شباك الصيد،  وولديه الصغيرين كل واحد منهما يجدف بمجداف.

وعندما لملم الصياد شباكه وبها خير كثير من السمك، تهلل وجه الصغيرين بالفرح، ونظر الصياد إلى السماء شاكرا ربه على ماأعطاه من رزق، ورددت الزوجة كلمات الشكر والحمدلله.

ابتسم عمر لهذا المشهد الرائع من جمال التعاون بين الأسرة والرضا بما قسمه الله لهم.

وبينما كان يتابع عمر الشمس وهى تختفي رويدًا رويدًا،  وراء البيوت على البرّ الثانى من النيل.. كانت إمرأة غاية فى الجمال والأناقة ترمقه بنظراتها، وتقدم قدما وتؤخر الأخرى وهو يتمنى أن تقترب منه أكثر وتحادثه.

تشجعت المرأة واقتربت منه وألقت عليه السلام، ومدت يدها لتصافحه، وعندما لمست أنامله أناملها، شعر وكأنه يحادثها من خلال تلامس أناملهما.

ثم طلبت منه الجلوس معه واعتذرت له على اقتحام خلوته قائلة له: ترددت كثيرا فى التقرب منك، ولكننى قررت فى النهاية أن أتعرف عليك.. فإننى أتابعك منذ فترة وأنت تجلس فى هذا المكان الساحر.. كما أتابع كل ماتكتبه على صفحتك بالفيس بوك وتمنيت أن أتعرف عليك شخصيا..

إبتسم عمر قائلا لها: هذا شرف لى، وأحسست أننى أعرفك منذ زمن بعيد، ولم لا وقد تعارفت الأرواح على بعضها البعض، عندما خلقها الله قبل أن يسكنها فى الأشباح" الأجساد" . . وعندما تلتقى الروح بالروح فتحس كل منها بالأخرى..

ضحكت هيام وقالت له : هذا صحيح ياأستاذ لأننى أحسست نفس الشعور وأدركت كل ما يدور فى نفسك من خلال تلامس أناملنا..

مرّ هذا اللقاء سريعا بين عمر وهيام، بينما غطست الشمس وبدأ ظلام الليل، وظهرت النجوم فى السماء، فطلبت هيام الإذن بالانصراف، وودعته على أمل اللقاء مرة أخرى.

عاد عمر للحظات التأمل، وسأل نفسه هل كان يحلم أم هي عروس النيل خرجت من المياه لتجلس معه بعض الوقت ثم انصرفت؟، أم هى حقيقة عاشها وتمنى أن يعيش تلك اللحظات مرة أخرى .

تعليقات