"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الروائية اليمنية فكرية شحرة
ما حدث في اليمن فاق الخيال.. و"صاحب الابتسامة" توثق ويلات الحروب والتشظي
مصر دائما وأبدا رائدة النهضة الثقافية.. وأتمنى تحقيق ذاتي بها
نشأت في بيئة منغلقة ترى الكتابة "عورة".. والمرأة العربية تعافر من أجل مستقبل أفضل
أكدت الروائية اليمنية فكرية شحرة أنها تغزل كتاباها من أوجاع الناس والأوطانن وأن أعمالها وتحديدا "صاحب الابتسامة" توثق الحروب التي وقعت في اليمن منذ سنوات وخلفت الشتات والتشظي والخراب، كما حدثنتا الكاتبة في حوار خاص حول نشأتها في بيئها منغلقة ترى كل ما يصدر عن المراة عورة وعيبا وكيف استطاعت تحيقي نفسها ككاتبة وسط هذه البيئة، أمور أخرى كثيرة ومتشعبة.. وإلى نص الحوار.
كيف تركتِ اليمن؟ وماذا يحدث هناك بالضبط؟
لم أتركها بمعنى الترك؛ نحن نحمل الوطن بكل همومه على ظهورنا وفي قلوبنا؛ في حلنا وترحالنا؛ ما يحدث في اليمن مأساة بكل ما للكلمة من معنى؛ مؤلم وصادم؛ اليمن تعود إلى الوراء قرونا؛ استبيحت الدولة واختفى الأمن والأمان وصارت الخدمات وكل مقومات الحياة أمورا صعبة المنال . الشعب يعاني ويلات حرب تسحق الجميع ببطء شديد .
لماذا اخترتِ مصر تحديدا لتكون قبلتك؟
مصر هي أمنا فعلا؛ هي الوطن الآخر لليمنيين ولكل العرب؛ شعبها طيب كريم وتفتح ذراعيها للجميع بلا استثناء كما أنها رائدة النهضة الثقافية دائما وأبدا.
وكيف وجدت الحياة عموما والمشهد الثقافي على وجه الخصوص في مصر؟
في مصر الحياة أكثر يسرا رغم الزحام لأن قلوب أهلها مليئة بالطيبة والكرم؛ ومصر رائدة النهضة الثقافية الأولى وما زالت كما نراها رائدة في اهتمامها بالثقافة والمثقفين ولا ننسى مقولة أن القاهرة تؤلف ولبنان تطبع وبغداد تقرأ .
حدثينا عن النشأة التي شكلت فكرية شحرة!
فكرية كاتبة أتت من الريف اليمني؛ نشأت في مدينة إب الخضراء؛ تزوجت مبكرا وتلقت تعليمها الجامعي والثانوي أما وزوجة ؛ لديها من الأبناء ستة وخريجة دراسات عربية كلية التربية؛ ناضلت كي تكتب في بيئة قبلية منغلقة تجد كل ما يصدر عن المرأة عيب وعورة.
لماذا اتجهتِ إلى السرد دون غيره من الأنواع الأدبية؟
وجدت نفسي في قص الحكايات والرواية منذ صغري؛ الخيال الجامح والاطلاع الواسع لهما دور في اختيار أسلوب السرد بالإضافة لأنه باعتقادي النوع الذي يطلق حريتك دون قيود والأقرب للقلوب؛ أحب الشعر كثيرا لكنني لا أكتبه كثيرا.
فكرية شحرة صحفية وروائية.. كيف أثر كل منهما في الآخر أقصد الإبداع والعمل الصحفي؟
كتابة المقالات في عمود ثابت في أكثر من موقع كان أكثر ما عرفت به؛ لكنها تظل مقالات بلغة أدبية وباب لحكايات وقصص صارت مؤلفات لاحقا؛ الكتابة الصحفية عن هموم وأوجاع الناس ومشاكلهم صارت موردا لرواياتي وقصصي القصيرة.
لك رواية من ثلاثة أجزاء بعنوان صاحب الابتسامة.. ما الأفكار التي تطرحينها من خلالها؟
الرواية ثلاثية كتبتها على مدار خمس سنوات في محاولة لتوثيق أحداث الحرب في اليمن بقالب روائي يمتزج فيه شخوص حقيقية وافتراضية؛ حاولت فيها توثيق أدق معاناة الناس على ألسنة أبطال الرواية وتوثيق أهم الأحداث خلال الحرب.
كيف أثرت أحداث اليمن في هذه أعمالك؟
الأحداث الأخيرة منذ 2011 كانت عاصفة فعلا وختمها حدوث الانقلاب الحوثي الذي أثر على غالبية الأدباء في اليمن فطفقنا نكتب حول مآسي هذه الحرب؛ بالنسبة لي كانت ثلاثية صاحب الابتسامة ومجموعة قصصية بعنوان النصف الآخر هما زفرات محرقة موجوعة لما يحدث لوطني ولنا كشعب تضافر عليه الداخل والخارج.
وما الحل للخروج من المأزق؟
للأسف لا يمكن إلغاء الآخر مهما كان على خطأ لكننا ما زلنا نحلم بدولة مدنية يحكمها القانون الذي يخضع الجميع دون تمييز أو عنصرية أو طائفية . نتمنى ونحلم أن يوحد اليمنيون هدفهم للخروج من هذا النفق المظلم الذي تقبع فيه اليمن منذ خمس سنوات يعاني فيه الناس فيما النخب تبيع ولاءتها وتسترزق من هذه الحرب.
هل الأدب وخاصة الرواية قادر على تقديم حلول ناجعة لمجتمعاتنا العربية؟
الأدب يمكنه أن يحدث وعي وهذا الوعي هو سبيل التغيير لكن في أوطاننا العربية تعاني أمية ثقافية مروعة ناهيك عن الأمية التعليمية . ومع ذلك فمنابر الوعي صارت متنوعة ومتعددة وإن كانت سلاح ذو حدين إلا أننا نناضل في معركة الوعي حتى آخر رمق.
ماذا عن وضع المرأة اليمنية العربية واليمنية والمثقفة خصوصا.. كيف ترين مستقبلها؟
المرأة دائما يقع عليها النصيب الأكبر من التهميش والتجاهل خاصة في بيئتنا اليمنية لكنها تعافر وتقفز خطوات نحو مستقبل يتيح لها فرص أكبر رغم أن أحداث المنطقة بأسرها تضرر منها جميع شرائح المجتمع وخاصة المرأة.
ما الذي لم تستطع تحقيقه فكرية شحرة في اليمن وتتمنى تحقيقه في مصر سواء في الحياة عامة أو المستوى الثقافي والإبداع خاصة؟
مؤخرا في اليمن أصبح كل شيء صعب إن لم يكن مستحيلا وما أتمناه هو الظهور اللائق لمؤلفاتي هذا الظهور والبروز الذي لم استطع تحقيقه في اليمن.
روايتك "قلب حاف" يبدو عنوانها انزياحيا ومراوغا.. فكيف تختارين عناوين أعمالك؟
لعل رواية "قلب حاف" كان العنوان الموفق لي فقد حصلت على عدد من الانتقادات التي لامت اختياري على عنوان صاحب الابتسامة لرواية مهمة تتحدث عن الحرب،لكن أظن لكل كاتب الحق في اختياره سواء كان موفقا أم لا . ما يهمني أن يرتبط العنوان بذلك المعنى العام لمضمون الرواية في النهاية.
كيف تشكل فكرية عالمها الروائي وتغزله؟
من واقع الناس وأوجاعهم أحاول أن انسج حروفي؛ من بيئة اليمن بكل معاناتها التي أعيشها كامرأة تربت في مجتمع ريفي قبلي عايشت حربا ظالمة وممارسات قهرية نكأت قلوبنا جميعا . 16- من أكثر من أثروا في فكرية شحرة من الكتاب العرب العالميين؟ سبق وطرح على هذا السؤال وأقول أني قرأت الكثير وكل رواية أو كتاب كان له أثر في قلبي وعقلي ولا يوجد أسماء محددة تأثرت بها فأنا أستفيد من كل ما أقرأ .
كسيدة وروائية كيف رأيتِ فوز جوخة الحارثي بالبوكر العالمية؟
قرأت رواية جوخة بعد فوزها والحق هي رواية جميلة جدا وفوزها خبر يسعد كل أديبة عربية فعلا.
في إحدى رواياتك صدّرتِ بأن "جميع الأحداث واقعية إلا كان من الواقع".. ما هذا القلب للمعادلة؟هل يعني أن الواقع فاق الخيال؟
ما حدث لنا في اليمن فاق الخيال فعلا ..خمس سنوات حدث فيها ما لم يكن في الحسبان من الأحداث والتغييرات وسقوط الأقنعة والتحولات؛ لم نكن فعلا نتخيل أن يؤول حال اليمن المسالم إلى هذه الحرب الأهلية والتشظي والخراب.
ما العمل المنتظر قريبا لفكرية شحرة؟
أحاول ترتيب كتاب نصوص تناثرت على سنوات طويلة وجمعها في كتاب كما أنوي البدء برواية أحاول الامساك بخيوطها أولا.
ما السؤال الذي لم نوجهه إلى الكاتبة فكرية شحرة وكانت تود أن نسألها عنه؟
لعله السؤال عن ملتقى السرد العربي .. هذا الملتقى الجميل والعمل العظيم لأسرة ملتقى السرد برئاسة الدكتور حسام صاحب الأخلاق الدمثة والنقد البناء . لعلي مدينة لمن عرفني بهذا الملتقى الذي فاق جمال أمسياته توقعاتي ..وأنا أحرص على حضورها أسبوعيا .فشكرا لكم .