د. صافي مبارك لـ"جداريات": أخبار الأندلس كانت موضع اهتمام وعناية مؤرخي مصر

  • أحمد عبد الله
  • الأربعاء 26 أغسطس 2020, 8:04 مساءً
  • 730
د صافي مبارك

د صافي مبارك

قال الدكتور صافي مبارك، الأكاديمي المتخصص في التاريخ الإسلامي، إن الأندلس كانت ولاية إسلامية، حدث بها العديد من التطورات، إلى أن سقطت للأسف عام897هـ/1492م


وأضاف مبارك في حواره مع جداريات، أننا يجب علينا أن نتحد ونتعاون، وألا نتنازع، لأن النزاع يؤدي إلى الفشل وذهاب القوة والهيبة أمام أعداء الامة، وأن كل فرد وكل أسرة وكل مؤسسة تقدم المصلحة العامة للأمة على المصالح الشخصية الضيقة.


وإلى نصّ الحوار:


- في البداية.. ما هو سبب اختيار موضوع الدكتوراه حول "تاريخ الأندلس"؟

كتب عن تاريخ الأندلس الكثير من المؤرخين والعلماء الأجلاء، وكانت أخبار الأندلس موضع اهتمام وعناية مؤرخي مصر، ومن المصريين الذين كتبوا عن الأندلس شهاب الدين النويري المتوفي سنة 733 هـ، صاحب موسوعة نهاية الأرب في فنون الأدب، والذي كتب عن الأندلس حتى سنة 720هـ.

ولذلك وقع الاختيار على هذا الموضوع، والذي هو بمثابة دراسة مقارنة لتاريخ الأندلس، من خلال كتاب نهاية الأرب، والمقارنة مع المصادر الخاصة بتاريخ الأندلس للمغاربة والأندلسيين المعاصرين للنويري، وخصوصًاابن سعيد المغربي وابن عذاري وابن الخطيب.



- حدثنا حول تاريخ الأندلس؟


فتحت الأندلس سنة 92هـ، وأصبحت ولاية إسلامية، يتم تعيين والي عليها من قبل الخليفة، وتسمى هذه الفترة بعصر الولاة حتى سنة 138هـ، عندما دخلها عبدالرحمن الداخل وهو من بني أمية، بعد سقوط الخلافة الأموية وقيام الخلافة العباسية فأسس ملك جديد للأمويين، وأصبحت الأندلس إمارة مستقلة عن الخلافة حتى سنة 316هـ.

عندما قام عبدالرحمن الناصر بإعلان الخلافة بالأندلس، وتلقب بأمير المؤمنين، فكان في ذلك الوقت 3 خلفاء يلقب كل منهم بأمير المؤمنين، فكان المقتدر بالعراق والمهدي بالقيروان وعبدالرحمن الناصر بالأندلس.

وفي سنة 422هـ سقطت الخلافة الأموية بالأندلس، واتقسمت الأندلس إلى دويلات صغيرة، ودخلت البلاد عصر ما يسمى ملوك الطوائف وكانت بينهم منازعات وحروب وطمع فيهم الصليبيون، حتى أن بعض الأمراء كان يدفع الجزية، وحاول الصليبيون السيطرة على الأندلس وكادت محاولتهم أن تنجح بالفعل، لولا تدخل يوسف بن تاشفين (حاكم دولة المرابطين بالمغرب).

وانتصر المسلمون في واقعة الزلاقة سنة 479 هـ وفي سنة 484هـ، حيث سيطر يوسف بن تاشفين على دويلات الطوائف ووحدها، وأصبحت الأندلس تابعة لدولة المرابطين حتى سنة 541هـ.

انتهت دولة المرابطين وقامت دولة الموحدين، وفرضوا سيطرتهم على الأندلس حتى نهاية دولتهم سنة 668هـ،  وكانت محاولات الصليبيين مستمرة لانتزاع الأندلس، وفعلا سقطت بعض المدن الأندلسية في أيديهم، ولم يتبقّ إلا غرناطة، والتي سقطت في سنة 897هـ/1492 م، ولا حول ولا قوة الا بالله.


وكيف نستفيد مما حدث للأندلس؟

أن نتحد ونتعاون، ولا نتنازع، لأن النزاع يؤدي إلى الفشل وذهاب القوة والهيبة أمام أعداء الامة، وأن كل فرد وكل أسرة وكل مؤسسة تقدم المصلحة العامة للأمة على المصالح الشخصية الضيقة، وأن  نحاول الإصلاح بالطرق السلمية لأن أي طريق آخر يؤدي إلى استنزاف الطاقات والإمكانيات، وبالتالي يؤدي إلى الضعف.

يجب أن نحاول اعادة ما تم سلبه منا بأن نأخذ بأسباب القوة في جميع المجالات، وأن نتفوق فيها، ويلاحظ أن أهم سببين لسقوط الأندلس هما كثرة الثورات والنزاعات الداخلية بين المسلمين بالأندلس، والمحاولات المستمرة من الصليبيين لانتزاع الأندلس من أيدي المسلمين فعلينا تدبر هذين السببين جيدا.


من خلال اهتمامك بالتاريخ.. بم تنصح الشباب؟

أقول لكل شاب، أخي الشاب استثمر ما تملك جيدا فيما ينفعك، واعلم ان من أهم ممتلكاتك (1 الوقت 2 الجهد 3 المال )، فلا تهدر شيئا منه دون فائدة.

وضع لنفسك هدفًا، حاول تحقيقه حسب إمكانياتك المتاحة، وإذا أخفقت مرة حاول ثانية، بدون يأس، وتعلم من المحاولة الفاشلة واعتبرها تجربة وصحح الأخطاء وابدأ من جديد وعليك بالصحبة الصالحة النافعة التي تعينك على ما ينفعك في الدنيا والاخرة، لتكون لبنة في إعادة مجد الأمة وعودة الأندلس.

تعليقات