حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر
أحب دائمًا متابعة، أخبار مؤسسة الأزهر العريقة بشكل عام، وأخبار الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وتصريحاته الوطنية، التي يُدلي بها بين الحين والآخر، بشكل خاص.
ولا أستطيع أن أخفي إعجابي بشخصية هذا الرجل العملاق، الذي جمع بين "رقّة القلب"، و"هيبة العلم"، والجرأة في قول الحق، الذي لا يخاف فيه لومة لائم.
لم أر أزمة -تقريبًا- تمرّ بالأمة العربية والإسلامية، أو بمصرنا الحبيبة، إلا وكان للطيب موقف واضح منها.
ففي سيناء يتابع الإمام الأكبر بقوة، ويرصد ما يحدث من جماعات التكفير والعنف، وينشر بين الحين والآخر، بياناته الواضحة لمساندة الدولة المصرية، وأبطال القوات المسلحة، مستنكرًا صنيع هؤلاء المجرمين من الخوارج، الذين يقتلون الأبرياء، ولا يفرّقون بين دين وآخر.
وأما على صعيد ليبيا، وما يحدث فيها، فكان للطيب موقفه الواضح، الداعم لاستقرار ليبيا، والمؤيد لموقف القاهرة.
كذا في سدّ النهضة الإثيوبي، وتصريحات شيخ الأزهر المتكررة، في وجوب الدفاع عن حقّ مصر المائي، والحفاظ على أمن مصر واستقرارها.
ولم يقف شيخ الأزهر مكتوف الأيدي، أمام الأفكار التكفيرية المتطرفة، التي يحاول البعض أن يروج لها، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو القنوات الفضائية، ليدشن "المرصد الإلكتروني لمكافحة التطرف" ولرصد ما يتم تداوله من جماعات التكفير في سيناء، وغيرها.
وأما على الصعيد العالمي، فموقف شيخ الأزهر من القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، واضح كالشمس في وسط النهار، بل حتى خارج القطر العربي، فلم يسكت الطيب على ما يحدث لمسلمي الروهنجيا في ميانمار، أو مسلمي الهند، أو مسلمي إفريقيا الوسطى، أو غيرهم.
ولا أقصد هنا في هذه المقالة الصغيرة، أن أرصد مواقف الإمام الأكبر المشرّفة، لأن المقالة -في الحقيقة- لن تتسع لهذا المقام، إلا أنه يكفيه أنه قائد لأكبر مؤسسة إسلامية وسطية في العالم، تُخرّج للأمة آلاف السفراء الجدد، يبلّغون رسالة الإسلام السمحة للعالم كله.
أردت هنا الإشارة إلى دور هذا الرجل العظيم، في مساندة الحقّ وأهله، من منطلق الواجب الذي حمله فوق عاتقه، وعقيدته التي تحتّم عليه ذلك.
ووسط هذه الأدوار والتصريحات والبيانات، لم يكن الطيب في معزل عما يحدث داخل غرف مجلس النواب، لا سيما قانون "دار الإفتاء"، الذي تحفظ عليه مجلس الدولة، مؤكدًا مخالفته للدستور المصري، وأنه يصطدم صراحة بنص المادة (7) من الدستور والقانون 103 لعام 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر وهيئاته.
ثم يعلن المركز الإعلامي للمشيخة، أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يطلب حضور الجلسة العامة لمجلس النواب لشرح رؤية الأزهر في رفض مشروع "قانون الإفتاء"، وذلك وفاءً بالأمانة التي أولاها الله -تعالى- لفضيلته، ولعرض رؤية الأزهر في ذلك المشروع الذي من شأن إقراره أن يخلق كيانًا موازيًا لهيئات الأزهر، ويجتزئ رسالته، ويُقوِّض من اختصاصات هيئاته، مؤكدًا فضيلته أن الدستور جعل الأزهر -دون غيره- المرجع الأساس في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية، والمسؤول عن الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم، مؤكدًا على أنه من المسلَّم به أنَّ الفتوى الشرعية من الشؤون الإسلامية وعلوم الدين التي يرجع الأمر فيها لرقابة الأزهر الشريف ومراجعته.
ليجسّد الطيب في إعلانه حضور جلسة البرلمان، أنموذجًا رائعًا لرجل دولة من طراز فريد، يحترم الدستور، ويُعلي سيادة القانون.
نعم رجل دولة، يحترم مؤسساتها العريقة، ويطلب بنفسه الحضور، والحوار مع رئيس مجلس النواب، والسادة الأعضاء، الذين أقسموا على صيانة الدستور وحمايته.
الطيب.. رجل دولة من طراز فريد، يقود مؤسسة عالمية عملاقة.. ليصل برسالتها العادلة إلى عنان السماء.