حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
شرفتُ بحضور ندوة يمنية مصرية رائعة، مساء أمس السبت، بمقر ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، برئاسة الناقد المعروف، الدكتور حسام عقل، وبالتعاون مع صالون المبدعة غادة صلاح الدين، لمناقشة رواية "صاحب الابتسامة"، للأديبة اليمنية، والكاتبة الصحفية، فكرية شحرة، وبحضور عدد كبير من المبدعين والأدباء.
في الحقيقة، بمجرد رؤيتي لإعلان الرواية، على صفحة ملتقى السرد العربي كنت حريصًا جدًا على الحضور والتوثيق، لا سيما وأن الرواية تناقش أحداثًا مهمة، لبلد عريق، أحبّه، وأحب شعبه، وأحبّ متابعة أخباره منذ أكثر من عشر سنين.
بل إذا ذُكرت اليمن أمامي، سرعان ما أستشعر معاني المجد والتاريخ القديم، والحضارات العريقة الممتدة
لآلاف السنين، وتعظيم الإسلام والاستجابة له، ويكفيهم وصف النبي الكريم H لهم عندما يقول عنهم «هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا»، فقال في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي H
قال: «أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، الإِيمَانُ
يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلاَءُ فِى أَصْحَابِ الإِبِلِ،
وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ في أَهْلِ الْغَنَمِ».
وأما عن حضارة اليمن، فلك أن تتحدث عن حضارات ضخمة، ممتدة عبر مئات الآلاف من السنين، سطّرها أهل اليمن بشهامتهم وصدقهم في جبين هذا التاريخ، من أبرز هذه الحضارات القوية التي امتلأت بها كتب التاريخ «قوم سبأ»، الذين تحدث عنهم القرآن الكريم، وغيرهم من أقوام، وقبائل عريقة، وحضارات عظيمة ضاربة في جذور التاريخ.
ويكفي أهل اليمن، استجابتهم العظيمة والمباشرة، لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان للاستجابة اليمنية للإسلام،أكبر الأثر في ظهور الحقد الدفين، لهدم الدولة
اليمنية التي أسهمت في بناء الدولة الإسلامية، والمنطقة العربية.
هذا الفضل الذي أتحدث عنه، إنما هو لأهل اليمن الشرفاء، الذين أسهموا في بناء هذه الحضارة العريقة، ولا أقصد بكلامي على الإطلاق، ميلشيا الخونة، من عصابات الحوثي الإرهابية ومن سار على دربها، والتي يعتبرها البعض -زورًا وبهتانًا- فصيلاً يمنيًا وطنيًا، والحقيقة أنها ميلشيا إرهابية مسلحة، قامت بتخريب اليمن، وسرقة ثرواته، وموالاة إيران، لتخريب اليمن خاصة، والمنطقة العربية عامة.
إنه تزوير فجّ للتاريخ القديم والحديث، وأقصد بكلامي هذا، أن يصف البعض الواقع اليمني بخلاف ما فيه، وأن يمنح المجرمين غطاءً شرعيًا، بحجة التحرر، أوالحيادية، أو الإبداع، أو غيره من مصطلحات مطّاطة، يتم إطلاقها على غير الحقيقة.
فأيّ وطنية هذه التي عند الحوثيين، وهم الذين قتلوا الأطفال والنساء، وهدّموا المدارس والمساجد، والمستشفيات، وزرعوا الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد؟!
وقد أفردتُ في كتابي "حدود الدم"، الصادر عن دار المعالي للطباعة والنشر، فصلًا كاملًا عن الحضارة اليمنية العريقة، ثم توثيقًا كاملاً مصورًا، لما يحدث داخل الدولة اليمنية الآن، لمن أراد أن يطالع الحقيقة كاملة.
وأما عن ليلة أمس، فلا أستطيع أن أخفي سعادتي الكبيرة، برواية "صاحب الابتسامة"، للأديبة اليمنية فكرية شحرة، التي تعرّضت للأحداث اليمنية، بإنصاف شديد.
في الوقت الذي، وثّقت فيه ما يحدث داخل اليمن، من حروب واجتياح للمدن، وتخريب للمؤسسات والبيوت، وما ارتكبته عصابات الحوثي من جانب، وغيرها من جانب آخر، من تخريب لليمن.
وأما عن الرواية، فهي في نظري، صورة مشرفة للأدب اليمني، مليئة بالإبداع، والانتماء الحقيقي للدولة اليمنية، والأمة العربية.
كل الشكر والتقدير، لليمن السعيد، ولشعبه العربي العريق، وللكاتبة اليمنية فكرية شحرة، على الرواية التي نالت إعجاب الجميع.