رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

بين موت وموت.. قصيدة للشاعر إبراهيم مصطفى الحمد

  • جداريات 2
  • الأحد 23 أغسطس 2020, 7:59 مساءً
  • 981
الشاعر إبراهيم مصطفى الحمد

الشاعر إبراهيم مصطفى الحمد

سارَ زهواً وما رأى مِنهُ ظِلاّ

يَغسل النهرَ  بالأعاجيبِ ظَلاّ


يَكسرُ الموجُ فرحةً فيهِ تنمو

كلّما سارَ  شوقُهُ ،  فاضْمَحَلاّ


والمنافي  تسيرُ  في  مُقلتَيهِ

تبتني عَرشَ  صَمتِهِ كي تَحِلاّ


والذي فيهِ  شاخَ  حُلماً  كسيراً

آثَرَ     اللاّ ،  فكانَ   للماءِ    خِلاّ


يَنحرُ الصُّبْحَ في الأساريرِ  لَيتاً

ثمَّ   يُمسي   وبينَ   عَينَيهِ  عَلاّ


قيلَ   فيهِ  الكثيرُ    إلاّ -  وكانتْ

مِنْ أدَقِّ  الصِّفاتِ- قد ظَلَّ فَحْلا


كُلّما  شادَ    بُرعمًا  ذاقَ   وَجْدًا 

فاكْتسى خُضرةَ الغُصونِ  وصَلّى


يَبْتَني   مُنْ  حُروفِهِ    بُرجَ   ضَوءٍ

وتُغَنّي    حروحُهُ    وهْيَ   ثَكلى


والعِنادُ     اللذيذُ    في   نَظرتيهِ

جَمّلَ الرفضَ في  فَمِ  الـْ(لَوِّ) أن لا


كَثْرَما فيهِ  مِنْ أَسىً  صارَ   نَجماً

وبِما    فيهِ   مِنْ   هُبوبٍ    تَعَلّى


وبِما   فيهِ  مِنْ   أَفاويقِ     صُبحٍ

حَيثُما     قيلَ      أينَهُ        يَتَدَلّى


عَمَّرَ     اللّيلَ   أَحرُفًا      شاعراتٍ

شِدْنَ  بَيتًا  وبعدُ  أمسَينَ    حَقلا


وعُقارًا     لِغربةٍ     ليسَ    تَشفى

ومَدارًا      ومَوطنًا       ثمّ     أهلا


والقوافي كما الحَساسينُ  ترتدي

اخضرارَ   الحقول   تأتيهِ   جَذلى


أو مَهارى  يَغزِلْنَ   شوقَ  المَمَرّاتِ

انبهارًا       بِنورِ       لَحْنٍ       تَجَلّى


يَغمرُ     الكونَ   غِبطةً   وانشراحًا

وابتسامًا   ويُشعِلُ    الأُفْقَ      فُلاّ


حُزنُهُ  فيهِ  ماكثٌ    لم    يُغادِرْهُ 

ولكنْ  عن  صوتِهِ    ما    تَخَلّى


يَسحبُ البحرَ  للبساتينِ   خمرًا

والليالي   لأعينِ     النهرِ   كُحلا


حاملاً     وَجهَهُ    الحزينَ   بِلادًا

في  المَرايا ، وفي  دِماهُ   سِجِلاّ


مُدُنٌ   في    دُموعِهِ     تتَشظّى

وقُرىً   تَنشرُ    المَواويلَ  نَخْلا


وسلامٌ      مواربٌ       وحروبٌ

بامتلاءِ     الأسى   بهِ    تَتَمَلّى


وهوَ حَيرانُ بينَ مَوتٍ وموتٍ

كيفَ يبني  لفرحةِ  النهرِ شكلا


عِشقُهُ فاضَ فارتدى ضوءَ حُلْمٍ

ليس  ما  فيهِ (عابثٌ)  يَتَسَلّى

تعليقات