مفاجأة في تأجيل انتخابات "الكتاب".. الاتحاد يقاضي نفسه والمرشحون غاضبون

  • جداريات 2
  • السبت 22 أغسطس 2020, 08:57 صباحا
  • 3144
علاء عبد الهادي

علاء عبد الهادي

بعد صدور حكم قضائي بتأجيل الجمعيتين العموميتين لاتحاد كتاب مصر  بتاريخي 21 و28 أغسطس الجاري لانتخاب مجلس إدارة جديد، كان هناك سؤالان يطرحان نفسيهما بقوة الأول: من وراء تحريك دعوى لوقف العملية الانتخابية؟ والثاني: كيف يرى أعضاء اتحاد الكتاب هذه الخطوة؟

وفي الإجابة عن السؤال الأول كشف أحد الكتاب تحديدا الأمير أباظة هوية محرك الدعوة التي سنتعرفها خلال هذه السطور، أما إجابة السؤال الثاني فإنه الكتاب الذين أخذنا رأيهم- أو بالأحرى القليلون الذين أدلوا بدلوهم حول الأمر من بين كثيرين طالبناهم بالإدلاء بدلوهم- على الرغم من حرصهم على احترام أحكام القضاء لكنهم اتفقوا على الغضب من السعي لاستصدار مثل هذا الحكم واعتبروا في الأمر تعمدا من جهات ما لتعطيل الانتخابات والمماطلة فيها عقدها وهو ما نكشفه في السطور التالية:


الاتحاد يقاضي نفسه


كشف الشاعر الشاعر الأمير أباظة عن شخص مقيم الدعوى لاستصدار حكم بوقف انتخابات اتحاد الكتاب مؤكدا أن اتحاد الكتاب هو من يضاضي نفه لوقف العملية الانتخابية.

وكتب أباظة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "شاهدت بعيني وسمعت بأذني.. حقائق مثيرة في دعوي إلغاء انعقاد الجمعية العمومية وتأجيل الانتخابات"، مضيفا: "ساقني القدر لأحضر وقائع الدعوى التي أقمتها أمام القضاء الإداري للسماح بمشاركة أعضاء الجمعية العمومية الذين سددوا الاشتراك حتى 28 يوليو الماضي في التصويت في انتخابات التجديد النصفي للاتحاد، ففوجئت بالزميل المرشح ناصر دويدار بقاعة المحكمة، حيث أخبرني بأنه أقام دعوى ضد اتحاد الكتاب يطالب فيها بإلغاء الجمعيتين، والانتخابات بدعوي أن عدد الأعضاء الذين لهم حق الحضور ١٤٠٠ عضو، استنادا الي قرار رئيس مجلس الوزراء الذي يحظر التجمع لأكثر من ٥٠ فردا بسبب كورونا، فحكم القاضي فورا بإلغاء الانتخابات.

وأضاف أباظة: "هذا ما شاهدته بنفسي لكي يعلم الجميع ما يدبر من وراء الستار، أما الدعوى التي أقمتها فقد رفضت بناء علي هذا الحكم.
الطريف والمثير أيضا أن المحامية التي ترافعت ضد اتحاد الكتاب في دعوي الزميل ناصر دويدار ، تقدمت إلى القاضي عند نظر الدعوى الخاصة بي لتترافع عن اتحاد كتاب مصر الذي كانت تترافع ضده منذ دقائق!! فما كان من القاضي إلا أن رفض أن تقوم بدور المدافع عن المدعي والمدعى عليه في وقت واحد لتتضح الحقيقة أن اتحاد كتاب مصر هو من أقام الدعوى ضد نفسه ليلغي قراره بالدعوة للجمعية العمومية قبل موعد الجمعية بيومين.
وختم الأمير أباظة: كان من الممكن ألا نعرف من رفع الدعوى التي تجاهل الخبر الذي نشره الاتحاد ذكر اسمه، لكن الله شاء أن أكون شاهدا لأفضح ألاعيبهم.

تأجيل غير مبرر

فيما علق الناقد والشاعر الدكتور بسيم عبد العظيم، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة المنوفية قائلا، في تصريحات خاصة لموقع "جداريات": "لقد سعدنا جدا بلقائنا في ملتقى السرد العربي وصالون غادة صلاح الدين الثقافي مساء الاثنين 17 من أغسطس، استعدادا لانتخابات اتحاد كتاب مصر. وكانت ليلة رائعة من حيث طرح برامج الزملاء المرشحين وطموحاتهم وآمالهم في الاتحاد، ولكن الروائي الكبير أ. هشام فياض توقع عدم إجراء الانتخاب في موعده، وقد استبعدت هذا التوقع تماما خصوصا وقد أجريت امتحانات الثانوية العامة والسنوات النهائية بالكليات وأخيرا أجريت انتخابات مجلس الشيوخ المصري، والدوري العام المصري.

وأضاف "عبد العظيم"  نائب رئيس فرع اتحاد الكتاب بالمنوفية ومقرر اللجنة الفكرية باتحاد كتاب مصر والمرشح رقم 11: وقد عجبت كل العجب لهذا التأجيل، الذي لا مبرر له على الإطلاق فهناك طرق كثيرة واحتياطات يمكن عملها لإجراء الانتخاب في موعده، ولكني أحترم حكم القضاء المصري الذي صدر ـ على كل حال ـ انتظارا لما يمكن أن يقترحه المختصون من احتياطات لازمة تضمن سلامة أرواح الأعضاء الذين هم ثروة قومية لمصر فهم قوتها الناعمة.

وأردف: مهما تم تأجيل الانتخابات فلابد مما ليس منه بد وستحدث لا محالة بإذن الله إن عاجلا أو آجلا، وما أتمناه وسبق أن طالبت به في خطاب مفتوح لمجلس الإدارة الحالي بعد التأجيل الأول من 20 مارس إلى 5 يوليو، وأعدت نشره بعد التأجيل الثاني من 5 يوليو إلى أجل غير مسمى، ثم تم تحديده بعد ذلك يوم 28 من أغسطس، وأعيده للمرة الثالثة بعد حكم محكمة القضاء الإداري بإلغاء الانتخابات في الموعد المحدد وتأجيلها إلى أجل غير مسمى قد يمتد لعام أو عامين لا قدر الله إذا استمر هذا الوباء...ما طالبت وأطالب به هو السماح لأعضاء الاتحاد المسددين للاشتراك قبل موعد الجمعية العمومية بشهر بالانتخاب حسب قانون نقابة اتحاد كتاب مصر لتوسيع القاعدة الانتخابية لضمان تنافس شريف بين المتقدمين للانتخاب وإنتاج اتحاد قوي، فماذا لو لم تتم الانتخابات إلا بعد يناير القادم؟! هل يظل الأعضاء المسددون لاشتراك عام 2020م، والذين سيسددون اشتراك عام 2021م محرومين من التصويت؟ أظن أن هذا لا يمكن أن يكون قانونيا، ويمكن بناء عليه الطعن في نتيجة الانتخابات وإلغائها، ولست قانونيا ولكني أعمل عقلي كشاعر وناقد.
وعن  شخص محرك الدعوى لوقف اجتماع عقد الجمعيتين العموميتين لاتحاد كتاب مصر أكد عبد العظيم فلا علم له به، ولا يعنيه من هو!
واختتم عبد العظيم تصريحاته لـ"جداريات": مع أطيب أمنياتي لزملائي المرشحين جميعا بكل التوفيق لخدمة زملائهم في اتحاد كتاب مصر الذي اتفقنا جميعا في لقائنا بملتقى السرد العربي على أنه بيت الأدباء العرب جميعا، كما أن مصر قلب العروبة النابض.

مماطلة

 قال الكاتب عبد الناصر العطيفي المرشح لانتخابات اتحاد الكتاب في تصريحات خاصة لـ"جداريات": "لا شك أن ما حدث من رفع دعوى أمام القضاء المستعجل وفي توقيت ضيق جدا قبيل انعقاد الجمعية العمومية بسويعات لا شك أنه حلقة في سلسلة المماطلة والتسويف.. ولنحسبها بالعقل ونبحث عن المستفيد".

وأضاف العطيفي: ومن المعلوم أن لكل قوانين ثغراتها فقد تم النفاذ من إحدى هذه الثغرات.. وكان من المفترض القضاء يأخذ بالقياس في مثل هذه الحالة؛ فالانتخابات انعقدت على مستوى الجمهورية.. ولجان الثانوية العامة وغيرها من التجمعات انعقدت وعمومية الزمالك ونقابة المحامين انعقدت!واختتم العطيفي: أما وقد قال القضاء كلمته فلابد من التسليم بالحكم، ولكن في تصوري أن هذا الحكم أضر بجبهة الساعين إلى استصداره أكثر من كونه خدمهم.. فالآن سينقص رصيد هذه الجبهة.. وربما يصب في مصلحة الجبهة المنافسة جبهة الإصلاح.. أما الكتلة الثالثة كتلة المستقلين ربما تخدمهم الظروف في إعادة ترتيب الاوراق والاتصالات وتقديم أنفسهم من جديد.. ورب ضارة نافعة!

المصلحة في الانتخابات ولكن..

علق الشاعر السيد حسن في تصريحات خاصة لـ"جداريات" على الأمر قائلا: نحن طبعا ملتزمون بالحكم الفضائى، وأنا شخصيا كنت أتمنى أن تعقد فى موعدها الأول فى شهر مارس، وأعتقد أن كل المرشحين مثلى فى ذلك، بمن فى ذلك المرشحون من أعضاء المجلس الحالى، فلا مصلحة لأحد فى التأجيل، المصلحة الحقيقية أن تعقد الجمعيتان فى أقرب موعد متاح، بما يضمن صحتها من ناحية، وإطلاق طاقات العمل بالاتحاد من ناحية أخرى.

وأضاف الفائزة بكتار في نسختها الأخيرة عن قصيدةمدح الرسول: الجانب  الإيجابى فى هذا الحكم أنه صدر قبل عقد الجمعيتين، فلو أنه صدر بعد عقدهما لكنا فى مأزق حقيقى من تداخل المراكز القانونية.

وحول ما إذا كان هناك من يتعمد تعطيل انتخابات تحاد الكتاب من خلال تحريك دعاوى تطالب بوقفها من وقت لآخر قال: لا أستطيع أن أفترض نية سلبية لدى من رفع الدعوى، لكنى كنت أتمنى أن يأتى الحكم مؤيدا لانعقاد الجمعيتين،  لكن يبقى التزامنا جميعا بالحكم.

عوار بعلم الاتحاد

 الكاتبة انتصار عبد المنعم وصفت  وقف إجراءات انتخابات اتحاد الكتاب مرة أخرى بأن هناك من يسعى لتعطيل الانتخابات، مؤكدة أن الأمر واضح مثل الشمس منذ بداية العام.. من أول منع وصول أي معلومة تخص الانتخابات وعدم وجود ميزانية للمناقشة يوم الجمعية العمومية، والتضييق على الأعضاء في المحافظات لمنعهم من حضور الجمعية العمومية.

وأضافت، في تصريحات خاصة لـ"جداريات"، إلى الأمس لم يكن بيدنا قائمة بأسماء من لهم حق التصويت ولم تتم تنقيح وتعديل قائمة المرشحين بعد تصعيد الأستاذ سعيد عبد المقصود والأستاذة منى ماهر بعد وفاة عضوي مجلس إدارة.. يعني العملية الانتخابية من البداية يشوبها العوار وكان في إمكان أي أحد الطعن عليها وتعمد ذلك رئيس الاتحاد المفترض أنه في قائمة المرشحين لانتهاء فترته في مارس الماضي، وذلك لمدة فترة تواجده في منصبه مع عدد من التابعين له المستفيدين من تواجدهم في مجلس الإدارة.. فهل يعقل أن تتم انتخابات مجلس الشورى وتصدر الدولة قرارها بعودة كل الناس إلى أعمالها ويتم تعطيل استحقاقنا القانوني في ممارسة حقنا الانتخابي؟ هل الدولة غير معنية بصحة وسلامة شعبها مثلا؟ والاتحاد أكثر حرصا من الدولة؟

                                                                                                                                  هناك فرق

وكان الوحيد ممن استطلعنا آراءهم حول الأمر الذي بدا في تصريحه مستحسنا لاستصدار قرار تأجيل عقد الجمعيتين العموميتين للاتحاد لانتخاب مجلس إدارة جديد، هو الشاعر عصام بدر الذي قال قال عصام بدر في تصريحات خاصة لـ"جداريات": هناك فرق بين عقد انتخابات لها إجراءات احترازية يمكن تفعيلها وبين عقد جمعية عمومية المفترض فيها حضور ما يزيد على ألف عضو في مكان واحد لمدة غير معروفة وما يترتب على ذلك من احتمالات وقوع إصابات بكورونا، وعلى هذا الأساس صدر حكم تأجيل.


تعليقات