هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
الكاتب بستاني النداف
لم أصدق عيني عندما رأيت العمدة سبع الرجال وقد صار ديكا كبيرا بعرف أحمر وهو يطارد شيخ البلد " فوق الخيال" الذي صار دجاجة ذات ألوان مبهجة، يسبقهما في الجري شيخ الخفر الذي صار دجاجة - أيضا- ذات ألوان مبهجة. فجأة تجلس الدجاجتان وتمدان جناحيهما في سعادة ، تنتظران في شبق أي منهما سيختارها العمدة للبوح بمشاعره فوق رأسها بمنقاره الطويل .
تأوهات الدجاجتين وحنينهما جعلت العمدة يحاول إرضاءهما بالجمع بينهما في ليلة واحدة ،امتد العرف ثم تدلى المنقار عليهما، لمست أجنحتهما الأرض ، هبطت مشاعره بغزارة، زادت تأوهاته ، تدلى بجناحيه في رفق عليهما كطائرة تعبت من الدوران في السماء ثم وجدت ممرها الآمن على الأرض وقد أعد.
لم يكن ما حدث عند العمدة من تحول هو ما أدهشني وجعلني أفرك عينيَ بظهر أصابعي محاولا التأكد مما حل بي من دهشة ، فقد تحول " السكوتي " بائع الملوحة المغشوشة إلى سمكة مملحة ملقاة في باطن الشارع ، تطوف حولها الغربان وتنقرها بقوة، بينما الفأر" ظريف "الرابض داخل الجحر المواجه لبيت "السكوتي " يحادث نفسه في غيظ
- كان نفسي آكل مصارين "السكوتي " لكن الغربان أولاد الكلب فازوا بيها .
أحرك قدميَّ بسرعة داخل بلدنا ربما أجد شيئا غريبا آخر قد حدث فأجد الشيخ " قال قول " يخطب في الناس إلا أنه كلما أخرج لسانه ليتكلم ؛ رأى الناس ثعبانا طويلا يتحرك بينما تحول ذقنه إلى ديدان طويلة تتراقص مما جعل الناس يضحكون عليه ويهتفون
- الشيخ " أبودود " أهو .....
- الشيخ " أبودود " أهو .....
ينفخ فيهم الشيخ" قال قول" فيغطيهم السم ثم يتحولون لديدان كثيرة، يمسك بهم ويضعهم في لحيته التي تمتد لأسفل حتى تصل لنصف بطنه ، يمسك المشط ويسرح الديدان المموجة ثم يضع بعض الزعفران والمسك عليهم ثم يقبض عليهم براحتيه وينظر في المرآة في ألق . أمرق لشارع آخر فأجد "غندور" الذي ألف ركوب الحمير يجري في الشارع وقد امتد قضيبه لأمتار ، وذكور الحمير يجرون وراءه ثم يطيرون في الهواء ويضربونه بمؤخرة حوافرهم وهو يصرخ
- - حرمت مش هاقرب من حميركم تاني !!!
الأطفال يزفونه
- " غندور " الحمار ......
" غندور "الحمار........
جبان وغدار ........
وزغاريد شامته تخرج من نساء بلدنا لتصب في أذن " غندور" الذي يجري بعيدا محاولا الاختفاء عن الأنظار. فجأة تتكشف ملابس بعضهن لتظهر نواهدهن الممتلئة وأردافهن المكتنزة ثم تتعرى كامل ملابسهن ، يضحك أزواجهن عليهن ويقولون في شماتة في صوت يفوق حماس الأولتراس
- اشرب خمرة اشرب بيرة .....حريمنا حريمنا مصايبها كبيرة
يمتلئ الميدان بالأزواج الذين يحدثون صخبا، ولأول مرة يأتي خفر الدرك بسرعة ، ربما كان منظرهم الجديد هو سبب سرعتهم ، امتد لكل واحد فيهم "زلوم" طويل ،واستبدلت أرجلهم بعجلات بلاستيكية " كاوتش" .يتحد الأزواج ورجال الدرك، يتبادلون القبل والتهاني، الألعاب النارية تنتشر في كل مكان ؛ تنتفخ كاوتشات العجل ؛ يتضخم رجال الدرك ويصيرون بالونات كبيرة لا تقبل الطيران ، تمسك النساء " بزلاليمهم " التي تطاولت لأعلى ويأخذن في تقبيلها ؛تطبع شفاههن قبلات حانية بألوان مختلفة على زلاليمهم ، ينتشي الأزواج لمنظر القبلات ويبدأون في عزف موسيقى نشاز على أوتار آلات أخرجها خفر الدرك من وراء ظهورهم ، يطلق المجتمعون هتافات مدوية تملأ المكان
- ثورة .... ثورة....!!!
يرفعون صورة العمدة "سبع الرجال" فوق رءوسهم ،ثم يمسك كل واحد من (الثوار) بزوجته ويضع يده على أردافها العارية ، ثم يلثمها بقبلة ،أنفاسهم الطازجة المتأرجحة بينهم تطير بحرارة القبل في الهواء، تكتسب الأجواء سخونة ؛على إثرها تغطي سحابة سوداء بلدنا ، يهتف الأزواج وزوجاتهم من تحت الغيمة
- تحيا الثورة العريانة !!!
- تحيا الثورة العريانة!!!
أترك شارع الثوار لأتابع ما حل بباقي شوارع بلدنا......
أرى " عبيدو " وهو مذيع الأفراح والليالي الملاح قد أصابه إسهال،خلع بنطاله وأخذ يسهل في شوارعنا كمكينة ري تسقي الأرض ، رئيس البلدية الذي صفف شعره على هيئة حذاء شديد اللمعان أمر عربة البلدية بالسير وراءه وشفط إسهاله الذي لا يتوقف ، العربات لم تستطع الصمود ورائحة كريهة تمكنت من شوارع بلدنا.
جمع كبير من أدباء وفنانو بلدنا يجلسون عند الساقية ومعهم عدد كبير من الناس يسمعون سيرة العمدة "سبع الرجال "الذي استطاع أن يسير بالمقلوب فوق حماره دون لجام ، لم تتوقف ربابة " شيحا المسلوب " عن عزف كل ما يغنيه" فزاع الحلاق" الذي يمسك بالمايك ليشجي الناس بما جادت به قرائح الشعراء وملح الأدباء خاصة أغنية" شي يا حماري أنا بضحك عليك وانت مش داري....."
على مقربة منهم تبحث "مستحية" في بقايا طعام ملقى عند كوبري بلدنا ، تتعارك مع قطة وكلب من أجل بقايا الطعام ، تتفق هي والكلب على افتراس القطة ، ينهشانها ويأكلانها في الحال.
أنام وسط الكوبري عند الطرف السادس لنجمة مرسومة عليه، أمدد جسدي ،أراني أتضاءل وأصغر شيئا فشيئا حتى أصير طفلا . يحيط الناس بي ، ابتسم لهم ببراءة .
يقول أحدهم :
- لا حول الله يا رب
آخر :
- مسكين سابوه ازاي كده .
يقترب مني اثنان بملابس بيضاء ويحملاني ناحية عربة قريبة ثم يقذفان بي داخلها بقسوة
- على مستشفى المجانين يا أسطى .
يحيط أهالي البلد بعربتي ، ثم يصيح العمدة وشيخ الخفر وشيخ البلد والثوار والقطة المذبوحة و" عبيدو " وجماهير" الأولتراس " والشيخ " قال قول " وغندور ومستحية ورجال الدرك.
- عباسية هه ...!!!
- عباسية هه ...!!!
أخرج لهم لساني ثم أرد عليهم من داخل العربة .
- ملوخيه هه...!!!
- ملوخيه هه...!!!
العربة تسرق الإسفلت بسرعة وتجري بي ،تختطف النخيل والأشجار من بصري ، أشعر أنني أفقد كل امتداداتي ، تبتلعنا الطريق ، بعيدا بعيدا أختفي في سلة مهملات.