ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
كتاب "أثر ثقافة المكان في رحلة المسيري الفكري " للمؤلف كامل مصطفي رحومة والصادر عن دار كتابي للنشر والتوزيع ، دراسة تهدف إلى بيان الأبعاد الفكرية التي كونت عقل ووجدان المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري وذلك من خلال إلقاء الضوء على:
أولا: الرؤية الفلسفية لعلاقة المسيري بالمكان التي تعبر عن تصوره للعالم من منظور رؤيته للتاريخ
فقدم محافظة دمنهور واستمرار
الحياة فيها بلا انقطاع؛ يكسبها عبقرية خاصة يسميها المسيري: (عبق التاريخ)، تنبع من
استمرار التاريخ فيها من غير تقديس له. والمسيري في هذا يهدف إلى تفعيل فكرة العقل
التوليدي الذي يعول عليه المسيري في التواصل بين مثلث الزمن (الماضي والحاضر والمستقبل)
من خلال رؤيته المتوازنة للتاريخ داخل النسق التوحيدي التي تعترف بالماضي المتحفي كمرحلة
أولية مر بها التاريخ؛ رافضا أيقنة الواقعة التاريخية التي تتنافى مع حرية الإنسان
في التاريخ، وتمهد لفكرة (الإنسانية الواحدة) التي تسحق الإنسان؛ مؤيدا فكرة (الإنسانية
المشتركة).
هذا الكتاب كان في أساسه عبارة عن ورقة بحثية مقدمة للمشاركة في الكتاب التكريمي المحكم الصادر من كلية الآداب – جامعة عين شمس لعام 2012م عن الدكتور عبد الوهاب المسيري. على أن يصدر الكتاب بعد تحكيم الأبحاث وتصاحبه ندوة تعقد بكلية الآداب في مطلع عام 2013م.
وقد تم قبول ملخص البحث في ميعاده، وكذا تسليم البحث في ميعاده. وقد كانت جميع الأبحاث على مستوى من الرصانة والأصالة والجدة بشهادة المشرفة على المشروع "أ. د. جيهان فاروق" والتي تعد أحد أهم تلاميذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، وأحد أهم حاملي أختام مشروعه الفكري؛ ليس لكونها الباحثة الوحيدة – وكذا الباحث الوحيد - في تاريخ المسيري التي أشرف لها على رسالتيها لنيل الماجستير والدكتوراة، ولكن لكونها تلميذة حقيقية له موضوعيا وذاتيا، وعلى المستويين الفكري والشخصي . ولكن حدث حادث بيروقراطي كالعادة؛ أن تم جدولة الموضوع تبعا لأولويات الميزانية المالية، فلم يصدر الكتاب ولم تعقد الندوة.
ثانيا: مظاهر تأثير المكان على مشروع المسيري الفكري:
وأثر ذلك على
المفاهيم الأساسية في مشروعه بعلاقته بالإقليم كما صرح بذلك قولا، و منها : مقولتي
التراحم والتعاقد، ونموذج الجماعة الوظيفية، وإشكالية التحيز المعرفي، وفكرة العقل
التوليدي، ونموذج الانتفاضة الإنساني، و مفهومه عن الحلولية ووحدة الوجود، ونهاية التاريخ،
وغير ذلك كثير. مما يبرر إصراره على ذكر دمنهور في نهاية كل مؤلفاته بما فيها الموسوعة
ثالثا : إجابة تساؤلات مثلث الزمن: ومنها:
1 – هل لإقليم البحيرة دور في صناعة النسيج العالمي للحضارة عن طريق الهرمسيات.. وفي الإجابة يتضح أنها منطقة انطلاقة الإنسانية العاقلة والتوحيد في العالم.
2 – علاقة المكان بالإبداع، وهل لهذه المنطقة مزية إبداعية خاصة..وفي الإجابة بيان لعلاقة الهوية التي تشكلت عنده عبر التاريخ داخليا - وليس خارجيا– بالإبداع بهدف صك نماذج حضارية مختلفة تنبع من الذات تسعى لإعمار الأرض استخلافا. حيث أن الهوية عنده ليست فلكلورا، وإنما هي رؤية فلسفية للإنسان لا يمكن أن يبدع من دونها.
3 - وكيف يتسق تخيله هذا مع رفضه لفكرة العبقرية المقدسة للتاريخ متوافقا مع رؤية "جمال حمدان" لذلك في إجابة مختصرة عن دور الفرق بين الماضي الحي والماضي المتحفي في رفض فكرة العودة إلى مصر الفرعونية.. وفي الإجابة بيان مدى الاتفاق أو الاختلاف مع وجهة نظريهما التي يعذران بتبنيها وتنقدها هذه الدراسة بنفيها الوثنية المطلقة عن الحضارة المصرية القديمة.
4 - سر الاهتمام غير العادي للصهيونية بمدينة المسيري منذ الأزل ؟، وهل تنبه المسيري لهذا ؟.. وفي الإجابة بيان لمدى خطورة التأريخ لدمنهور المستمرة وإثبات العبقرية التوحيدية لها بمفهوم (التجديد الإسلامي) على نسق التدين اليهودي، وعلى التوراة كمرجعية عليا للتوحيد والتي يدين لهم الغرب بها.
وفي
النهاية قدم المؤلف في كتابه (المسيري ودمنهور.. سؤال الهوية بين عبقرية المكان
وحتمية الانتماء)، دراسة متكاملة عن إقليم البحيرة بمنظور فلسفي يهدف لمحاولة
الإجابة عن "سؤال الهوية المصرية" وعلاقته بالإيمان بالله توحيدا، من خلال جذور المجتمعات العربية والإسلامية ، وهو
من الإسهامات البحثية في حب الوطن؛ استصحابا لعلاقة المسيري بإقليم البحيرة – عامة
- وبدمنهور – خاصة – في منظور فلسفي اجتماعي يتترس بالهوية والمرجعية العليا...
فكان هذا الكتاب.