حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
احمد بدر نصار ..صحفي وروائي
من ينقذنا ؟ من يوقف قطار الانهيار الذي
لا يرحم من يقف في طريقه ؟ من يمنع هؤلاء التجار الذين يبيعون ضمائرهم من خلف الأبواب
المغلقة ؟ الذين يصدعون رؤوسنا في الفضائيات عن النبل والأخلاق والوطنية ثم يظهرون
أقبح ما لديهم من سلوكيات وتعاملات على أرض الواقع ، يجيدون فن المتاجرة بكل شيء يتخذون
الشعارات حرفة لهم ، حتى بلغ بهم الأمر إلى أنهم يصدقون أنفسهم أنهم أصحاب مبادئ فيحرمون
كل شيء على الأخريين ويستحلون كل شيء لصالحهم لأنهم يستحقون ذلك على اعتبار أنهم عباقرة
أو يوحى إليهم من السماء.
نتفق أن أمتنا تعرضت لتجريف نخبوي مخيف
خلال الـ 40 سنة الماضية ، أخطرهم أخر عقدين لم نعد نرى مواقف الرجال كما كنا نراها
ونسمع عنها من قبل ، فخرج الإنسان ضعيفا مذبذبا ، فاقدا لكل بوصلة تصنع منه رجلا ذو
مبادئ وقيم إلا من رحم ربي ، كل الأشياء القيمة والأخلاق الرفيعة نفتقدها شيئا فشيئا
، أصبحنا نسخر من كل شيء يصنع منا رجالا ، أصبحنا عظماء في تجارة الشعارات ، لكن على
أرض الواقع نمزقها رويدا رويا بلا رحمة ، نعشق المدح وأن كنا لا نستحقه على الإطلاق
، المال هو الذي يربينا ويحركنا ، تذكرت الآن ما قاله كاتبنا الكبير توفيق الحكيم 'المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها
أقوى المبادئ.' ، حقيقة أننا نغرق كل يوم في بحر من الانهيار ، أنظروا في تعليقات الشباب
على الفيس بوك وهم يتلفظون بألفاظ تشيب الجنين ، تشعر معهم أن مسألة الأخلاق والقيم
والاحترام ما هي إلا من الأساطير الأولين وليس لها مترا واحدا بيننا ، وأن مكانها هناك
مع الموتى في مقابرهم ، من يعيد لنا زمن الرجال؟ ، زمن المواقف ، من يعيد زمن شخصية
الآباء القوية التي كانت بمثابة مدرسة عظيمة تخرج لنا أجيالا عظيمة؟ ، أنا كتبت هذا
المقال ربما صرخة لكل من المعنيين ببناء البشر وخلق إنسان قادر على التحديات ، من خلال
غرس كل القيم والنبل البشري بداخله ، نعلمه أن الانتماء هو أسمى صور الوطنية ، وأن
الكيان المحتل سيظل عدونا الأول ، نعلمهم الأخلاق وأن يكونوا خلف ضمائرهم الحية ، ويعلمون
أن أسمى ما في الوجود أن يكون الإنسان إنسانا نبيلا ، نشأة على أن هناك إله عظيم سوف
نقف أمامه ليحقق معنا حول كل خطوة خطينا في رحلتنا الأرضية .
في النهاية أقفوا التجريف ، أوقفوا كل شيء
من شأنه هدم الإنسان ، عيدوا لنا إنسانيتنا ومبادئنا ، عيدوا لنا الحب والسلام النفسي
، عيدوا لنا أنظمة التربية القديمة لا الحديثة ، نريد رجالا بصدق ، يغرسون كل ما هو
جميل في حياة الأجيال المقبلة ، فأرجوكم لا تجعلوا منا أمة ممسوخة بلا ملامح بلا هوية
بلا صوت بلا قيم بلا روح .