رانيا مسعود تكتب: اختفاء طفل التَّوَحُّد وطفل مُتلازمة (داون) عن المشهد القصصي لمجلات الأطفال

  • أحمد عبد الله
  • الأربعاء 19 أغسطس 2020, 10:23 مساءً
  • 1024
الكاتبة رانيا مسعود

الكاتبة رانيا مسعود

اختفاء طفل التَّوَحُّد وطفل مُتلازمة (داون) عن المشهد القصصي لمجلات الأطفال

بقلم/ رانيا مسعود

 

مجلات الأطفال المصرية على تعددها وتنوع موضوعاتها المتناولة، لا نكاد نرى فيها ظهورًا واحدًا لطفل التوحُّد أو طفل متلازمة داون في قصص الأطفال ولا سيما القصص المصورة منها. وتتناول عدة مجلات مصرية وعربية ظاهرة الإعاقة أو الطفل ذي الاحتياجات الخاصة في طفلٍ قعيد لا يبارح كرسيه المتحرك فقط، بينما تتعدد الإعاقات وعلى رأسها التوحد وهو مرض ينتشر كثيرًا بين أطفال أجيالنا اليوم، وكذا متلازمة داون والتي أجبرت أطفالًا كثيرة على تعامل غير مرغوب من الأبوين مما سبب تفاقمًا في المشكلات، إلا أن الطفل في الآونة الأخيرة قد خرج إلى النور من خلال بعض الأنشطة التي تجبر الوالدين على إلحاق أبنائهم من أصحاب متلازمة داون بالمجتمع ودمجهم في ممارساته المختلفة.

 

ونعود إلى مجلات الأطفال التي ينبغي أن نرى فيها تطورًا يواكب ما تجبرنا عليه معطيات وتحديات هذا العصر، بما يجعلنا نلمس القضايا كافة دون أن نخفي عن الأعين بعضها لقلة حاجتنا إليها، بل على العكس فإن عصر السماوات المفتوحة وتكنولوجيا التواصل والاتصال قد خلقَ لنا روحًا إبداعية تجعلنا نتسارع في الدخول في معتركات كثيرة ومتنوعة؛ بهدف تقديم ما ينبغي أن نجده مطروحًا على الساحات وفي القنوات كافة. وطفل متلازمة داون وطفل التوحد فئتان على كُتَّابِ أدب القصة الموجهة للطفل أن يطرحوهما في إبداعاتهم في مجلات الأطفال ولا يقتصر هذا فقط على المطبوعات والإصدارات التي تصدرها دور النشر الخاصة.

 

إن كلية الدراسات العليا للطفولة وكليات رياض الأطفال والتي تحمل اليوم اسم كليات الطفولة المبكرة لديهم جميعًا من الموضوعات ما يستدعي أن تكتب عنه مجلات الأطفال المصرية من قضايا مهمة وملموسة، وتخريج دفعات عديدة من كل هذه الكليات يجعل العدد المطروح من مجلات الطفل المصري على الساحة الثقافية يستوعب كل الأفكار والمواهب، ولا يسعنا إلا أن نطالب رؤساء تحرير تلك المجلات بأن يوسعوا دائرة استقبالهم لمزيد من أعمال الكوادر الشبابية المتخرجة في تلك الكليات وتوظيفها بما لا يجعل لموضوعات مجلاتهم الملل والتكرار والنقل الملاحظ على أغلبها اليوم. ويتوجب كذلك على رؤساء تحرير تلك المجلات أن تتسع آفاق إبداعات الرسامين فيها لتشمل كل أبناء الكليات الفنية التي تخرج لنا بالآلاف في العام الواحد، دون أن تقتصر الإبداعات على أفراد بعينهم لا تواكب إبداعاتهم الفنية ولا الكتابية روح التطور والطفرة الهائلة التي نمر بها في عصرنا.

 

وحتى لا ننكر مجهودات الشباب وكبار كتاب أدب الطفل، لا ننسى أن أديب الطفل المربي الفاضل الأستاذ يعقوب الشاروني بما حمله في سنوات عطائه من مجهودات ملموسة في مجالات الكتابة للطفل لديه من الهموم والمشكلات ما يطرحه في إبداعاته، بما جعله مستحقًا لجائزة الدولة التي حصدها مؤخرًا بعد سنوات من العطاء. إن علينا أن نفاد من تجربته التي يكتب عنها في مجال أدب الطفل، وما تناوله من أطروحات خاصة في مجال الترجمات الأدبية في هذا المضمار، وكذلك كتب الطفل وتطور آلياتها، وتحديات القراءة بين المطبوع والإلكتروني.

 

 

وأظننا باللجوء إلى الخبرة والاستعانة بالكوادر الواعية للشباب حديث التخرج المواكب لتحديات عصره نستطيع أن نكون معطيات مفيدة للكتابة الإبداعية لطفلي متلازمة داون والتوحد، وعنهما.

تعليقات