إنجي الحسيني تكتب: حول مشهد موظفة الحي وعربة التين الشوكي
بعد إصدار قوانين لحماية الموظفين أثناء تأدية عملهم توقفتُ أمام مشهد موظفة الحي وعربة التين الشوكي:
وكنت لا أرغب في الحديث عن التصرف الهمجي لتلك الموظفة لأن أداءها في تنفيذ دورها كان سيئًا للغاية.
الحقيقة.. لقد ظللت فترة في حالة إنكار تام، هل من المعقول أن تكون تلك المرأة موظفة تقوم بمهنة قائمة على خدمة المجتمع؟.
وبعد أن عوقبت تلك السيدة، تساءلت: وأين القوانين التي تحمي المواطنين من بطش الموظفين، وأقصد بالبطش هو فرض الروتين والمماطلة إلي جانب سوء التعامل، إلى أن قرأت رأيا جعلني أضع "لستة" من التساؤلات، يقول صاحب الرأي: "إن الموظفة كانت تقوم بعملها في مواجهة مافيا الباعة الجائلين، وخاصة وأن البائع يبيع سلعة لا تتوفر فيها المعايير الصحية، إلي جانب ذلك فهو يمثل اقتصاد غير رسمي وموازي لاقتصاد الدولة، والخطأ الوحيد الذى ارتكبته هو طريقتها الاستفزازية في تعاملها مع البائع ، الأمر الذى استفز معها مشاعر الناس وتعاطفهم".
*هنا انتهى الرأي.. وتذكرت طلبة الأكاديميات والجامعات الخاصة وموضة التين الشوكي.
فعربة التين الشوكى مربحة جدا بالفعل.. فلو بيع ١٠٠ حبة في اليوم بـ ٢.٥ج كما اشتريتها مؤخرا، فهذا معناه أن الدخل الشهري = ٧٥٠٠ جنيه على أقل تقدير.
لكن : أعود لتساؤلاتي:
١- ألا تمثل تلك المهن والتى تمثل اقتصادا موازيا حل غير مباشر لبطالة بعضهم ؟
٢- ما البديل الذي يمكن توفيره للفرد مادام يمارس عملا يجب ازاحته لانه لا يخضع للمواصفات الصحية أو الضوابط القانونية ؟
٣- هل يجب تطبيق القانون أم روح القانون ومتى يمكن تغليب الانسانيات ؟
٤- ظواهر بيع بعض المأكولات الموسمية مثل التين الشوكي والذرة المشوي والحرنكش والتوت وغيره ، وعرق السوس في رمضان وغيره وغيره ، هى ظواهر قديمة ، فما الجديد الذي طرأ على المجتمع ولماذا تذكرنا الآن المعايير الصحية؟
٥- هل تنفيذ القانون حتي لو كان المواطن مخطيء يعني التعامل معه بهمجية ووحشية؟
٦- متى يمكننا القول بأن المجتمع يعيش عدالة اجتماعية وان القوانين تسري على جميع الطبقات ؟
السؤال الأخير :
٧- هل تتم عملية التطهير من أعلى السلم الوظيفي إلى أسفله ومن أعلى طبقات المجتمع إلى أدناه أم تطبق على جميع الفئات فى نفس الوقت، حتي لو كانت الفئة مجرد سيدة غلبانة تبيع بعض الخضرة أو رجل يسعى على باب الله؟