حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الروائي الألباني الشهير إسماعيل كادرايه
قام الأديب البلقاني الشهير إسماعيل قادري -أو كاداريه حسب النطق الألباني- بتحويل منزله في العاصمة الألبانية "تيرانا" إلى متحف يشهد على أيام الشيوعية الكئيبة وقمعها الكبير للحريات، وكيف كتب رواياته في تلك الفترة الرهيبة.
وقد تم افتتاح هذا المتحف الذي أطلق عليه مؤسسه اسم "قادري هاوس استوديو" ويشمل تذكارات شخصية للكاتب وصورة للمثل الإيطالي "مارتشيللو ماستروياني" الذي أدى دور البطولة في فيلم مقتبس عن رواية قادري التي جاءت بعنوان "جنرال الجيش الميت" وهي أول إبداع لقادري يحظى بإشادة دولية.
وأوضح قادري أنه كان قوياً بما يكفي لمنع الديكتاتورية الحمراء من القضاء على قلمه وإخماد جذوة إبداعه وأنه كتب أعماله الكبرى مثل "قصر الأحلام" في هذه الدار التي هي عبارة عن شقة تقع في الطابق الثالث من مبنى أسمنتي عاش فيه مع أسرته في الفترة ما بين 1973 و 1990، وقال: كانت الستائر السوداء السميكة تسدل دائماً على نوافذ البيت لحمايته من عيون النظام الشيوعي الذي ترأسه أنور خوجة وعزل ألبانيا عن العالم طيلة 40 سنة، وقد فتحت متحفاً ولم أبنِ ضريحاً.
وتكشف لنا محفوظات المتحف أن الروائي الألباني كان في كثيرٍ من الأوقات على وشك أن يتم سجنه، وأن له قصيدة سماها "باشوات حمر" نشرت سنة 1975 وكانت سبباً في نفيه مؤقتاً إلى قرية ألبانية نائية.
ويمضي قادري وقته حالياً مع زوجته "إيلينا" -وهي كاتبة مثله- بين تيرانا عاصمة ألبانيا وبين باريس وتحديداً في الحي اللاتيني، ومن المعروف أنه جعل من باريس منفاه الاختياري سنة 1990 قبل انهيار الشيوعية في ألبانيا بفترة وجيزة، والحقيقة أنه في ذلك العام لم تسقط شيوعية ألبانيا فقط بل الشيوعية في بلدها الأم "الاتحاد السوفيتي".
جديرٌ بالذكر أن أعمال الروائي الشهير "إسماعيل قادري" ترجمت لأكثر من 40 لغة وهذا ما جعله الأديب البلقاني الذي ربما استطعنا أن نقول أنه الأكثر شهرة بين مواطنيه من الأدباء على مستوى العالم، وقد فاز بجائزة البوكر عام 2004، وجائزة "أمير أستورياس" عام 2009، وتم ترشيحه عدة مرات لجائزة نوبل للآداب.
غير أن تصريحات الكاتب لن تنسينا قبولة لجائزة "أورشليم" الصهيونية التي تمنح كل سنتين وقوله بأن إسرائيل مثل ألبانيا تناضل من أجل البقاء في محيط كريه، وقد اتهمه الكاتب سليمان الشيخ في إحدى مقالاته بجريدة القدس العربي عام 2015 بأنه كان مقرباً من نظام "أنور خوجة" بخلاف ما يدعيه وأنه قفز من المركب قبل أن تغرق خصوصاً بعد خفوت وانحسار المد الشيوعي ليس في ألبانيا فقط بل في العالم كله.