باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
د عبد العزيز الهاشمي.. ناقد يمني
سليمان عوض سليمان، المولد عام 1955م بقرية نوب طريف التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، لم يحصل على الثانوية العامة عام 1973م فحسب، بل استمر وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1979م، ثم صعد على سلم الدراسات العليا وحصل على الماجستير فى جراحة المسالك البولية عام 1987م، بعد أن تزوج بسنة واحدة فقط.
هذا الطبيب استهواه لقب
الأديب، فبدأ يسلك طريق الأدب في سن مبكرة خلال المرحلة الابتدائية، وفي المرحلتين
الإعدادية والثانوية كان يقرأ تقريبًا كل رواية تنشر في سلسلة أخبار اليوم، أو
سلسلة اقرأ، أو تلك العالمية، بالإضافة إلى قراءة الكتب الروائية لكبار الروائيين
المصريين المشهورين، ولم يتوقف ميولُه الأدبي على الروايات فقط، بل كانت له محاولاتٌ
في كتابة القصة القصيرة، وذلك خلال الصف الأول الثانوي، أما في الصف الثاني الثانوي
فكاد أن يلتحق بالقسم الأدبي لشغفه بالأدب والفلسفة وعلم النفس، لولا تغلُّب مهنة
الطب أولًا، ولم يكتفِ ميولُه الأدبي بالرواية وربيبتِها القصةِ القصيرة، بل تعدى
ذلك إلى الشعر، حيث جمع في قراءته للشعر بين الأشعار المصرية والعربية، والفصحى
والعامية، والتفعيلة والعمودية، وذلك لكبار شعراء مصر، والعراق، ولبنان، والمَهْجَر،
وغيرهم، فرغم التحاقه بكلية الطب إلا أن شغفَه كان يزداد إلى قراءة الشعر، وأوزانه،
وقوافيه، ليكتب لنا شعرًا في كشكولٍ سبعيناتِ القرن الماضي، عَرَضه في عام 1978م على
رئيس قسم اللغة العربية وأستاذ النقد الأدبي في كلية التربية، جامعة المنصورة
الأستاذ الدكتور/ عبده عبد العزيز قلقيلة، ليكتب له في مقدمة كشكوله الشعري الآتي
نصُّه: "في هذا اليوم شاهدتُ ميلاد شاعر، طويل النفس، موهوب، يبشر بـ(علي
محمود طه) أروع، إن شاء الله، هو الابن العزيز الدكتور الطبيب/ سليمان عوض، وأكون
سعيدًا بلقائه في أي وقت". ثم ما فتئ يكتب الشعر ليجعله حبيس الأدراج، حتى وقع
شيءٌ منه في يد صديق له عام 2008م، ليتولى طباعتها ونشرها فيما بعد.
كان انشغالُه بالمرضى والعمل
كطبيب قد أبعده عن الشعر والأدب كتابةً، وإن لم يبتعد عنه قراءةً، إلى أن وصل إلى
سن الإحالة للمعاش.
من كتاباته:
- ديوان (قلبٌ وناي): 2008م.
- رواية (أُمْنِيَّة): بداية 2017م.
- رواية (حلمُ عفت الصياد):
نهاية 2017م.
- رواية (احتراق الفراشات): 2019م.
والله الموفق والمستعان
الرواية:
·
طريق
الهداية: الضراء ثم السراء.
طريق الغواية: السراء ثم الضراء.
وواجبنا
تبصير الناس بطريق الهداية وخاتمتها الوردية، وليس تبصير الناس بطريق الغواية
وخاتمتها الشوكية؛ إلا إذا رأينا الجنوح إلى طريق الشوك أكثر.
·
لا
يكون الأديب -روائيًا كان أو قاصًا أو شاعرًا أو حتى تشكيليًا- لا يكون أديبًا إلا
إذا تعلم من كتب غيره في نفس التخصص، ومارسه، وهذا ما فعله د. سليمان، وبان ذلك في
روايته من أنه مطلع.
·
في
الرواية عدم تتابعِ أحداث السرد في بعض الجمل السردية، مثل قوله في ص 12:
"وأركبني خلفه ..." إلى قوله: "... أوقفني الأستاذ/ عبد
العليم". في اعتقادي لم تتضح صورة المشهد تمامًا.
·
يفصِّل
كثيرًا في أمور صغيرة، وهذا ما يميز الرواية عن القصة القصيرة، والمسلسل عن
الفيلم، وأسامة أنور عكاشة عن نجيب محفوظ.
·
من
المعروف أن القصة القصيرة تحتوي على إبداعات وأدوات فنية كثيرة، لا تمتلكها
الرواية، كالإطناب، والاختصار، والقفزات غير المخلة بأساليب بديعة تجعل من الفقرة
جملة، ومن الجملة كلمة، ومن الكلمة حرفًا، بخلاف الرواية التي تُسهب حتى في ذكر
بعض التفاصيل المملة؛ ولكن في هذه الرواية تكاد تكون كلها مجموعة متراصة من القصص
القصيرة المتداخلة والممتعة.
·
الرواية
الواقعية تتطلب من راويها أن يكون ملمًا بتاريخ بلدته مكانِ أحداث الرواية، وبوقائعها،
وبعاداتها، خصوصًا إذا تقيدت بمكان يضيق أكثر من حيث البنية المجتمعية، وهذا ما
لمسناه في هذه الرواية. مثال ذلك: مقابلة أسامة أنور عكاشة على الفضائية اليمن حيث
عرضت عليه المذيعة أن يكتب عن الشأن اليمني كما كتب عن الشأن المصري، فقال:
"لا بد من أن أعيش في المجتمع اليمني مدة لا تقل عن 7 سنوات لأكتب عنه".
·
الرواية
عكست الميول الشخصية للراوي على سطح أحداث الرواية.
·
أهم
أنواع الروايات الرئيسية: هي الواقعية، والتاريخية، والمجتمعية، والعاطفية،
والبوليسية، والسياسية، والوطنية، كرواية غسان كنفاني (رجال في الشمس)، وما نلحظه
في هذه الرواية: بالإضافة إلى كونها رواية واقعية وليست فانتازية، فقد جمعت بين
التاريخ، والمجتمع، والعاطفة، والبوليس، والسياسة، والوطن، وهذا لا يجيده إلا
المتمكنون.
·
نرى
الراوي أحيانًا يأتي بألفاظ ولا يقتنع بها حتى هو نفسه، فهل هي من تأليفه؟ أم وردت
هكذا بالفعل، مثل عبارة (العلم الكافر) التي قالها إبراهيم لزوجته إيمان في ص 39.
·
المبالغة
في التوصيف لا تصنع التصور، كأن نُشَبِّه الإرهابي بأنه شكلَه غولٌ بشع، أسنانه
بارزة، كما في ص 32 و33، ويصفع دائمًا حتى يلقيها أرضًا، ويقول: كلية إيه يا بنت
الكلب؟ فهل كان هذا الإرهابي كذلك بالفعل، أم أن المشهد عايز كده؟ وإذا نظرنا إلى
الرومانسة مثلاً فإننا نجد أنفسنا نتغاظى عن شكل المحبوب إذا كان دميمًا لنقول:
هذا خلق الله، وأن الحب يكسر كل القيود، ويجعل صاحبه أعمى، وفيلم الوحش والجميلة
خير برهان.
·
لا ينبغي تسويق عبارة
(بيت الطاعة) أنها كلمةٌ منافيةٌ للشرع، حتى ولو كانت الطاعة المطلوبة لشخص لا
يستحق طاعة بالفعل، رغم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ فعبارة (بيقولوا:
الشرع كده لازم تتهان) كما في ص 146 تحتاج إلى وقفة.
·
بدأت
الرواية بمدح الحسين، وانتهت بذم إيران، وهذا شيء بديع، فالحسنان ليسا إيران.