«إحتراق الفرشات» عمل أدبي يجسد البعد عن الإيمان وجنوح البعض إلي التطرف والإرهاب

  • عمرو عبد المنعم
  • السبت 06 يوليو 2019, 10:01 صباحا
  • 1467
الندوة

الندوة

 مصيلحي مصطفي :  بعض العادات والتقاليد الاجتماعية تدفع الأفراد إلي  السجون

عبد العزيز الهاشمي :  سليمان اطلع  على كم هائل من الأعمال الأدبية المختلفة

 سلامة تعلب : مشروع  د سليمان الإبداعي تكامل في رواياته الثلاث: أمنية، وحلم عفت الصياد، واحتراق الفراشات

معتز محسن : مصر  سطرت الثقافة و كونت من هوية مصر الحديثة نبراسا

زكاريا صبح : هذه الرواية هى رواية الصوت الواحد والتقنية الواحدة  والعبارة الواحدة

 

 برعاية ملتقي السرد العربي انطلقت  مناقشة ندوة الدكتور سليمان عوض  عن روايته الأخيرة "إحتراق الفراشات"  والتي  صورها  الغلاف  فقي بداية النظرة الأولي عن وجود  إحدي الفراشات – وهي مُشتعلة – لِنهايتها المحتومة .

 

قدم في البداية رئيس ملتقي السرد العربي د حسام عقل واستاذ الادب العربي بجامعة عين شمس الأديب د سليمان عوض الطبيب الذي سلك طريق الأدب بعد رحلة كبيرة مع العلم  ، بقوله هي :  احدي الرويات الهامة  التي تتحدث عن الإرهاب واسباب ظهوره وكيفية انتشارة وطرق التعامل معه ، وصراع الإيمان والإلحاد والتطرف في بر مصر.  

 

سوسيولوجيا الأدب

 

وتحدث في البداية  الناقد الأدبي مصيلحي مصطفى من منطلق سوسيولوجيا الأدب  وعلاقتها باالمحيط الفكري والنفسي فأوضح أن رواية احتراق الفراشات قد تعد احدى الوثائق الاجتماعية ( الاثنوجرافية ) التي تلقي الضوء على النسق الاجتماعي والثقافي منذ منتصف الستينيات حتى بداية الثمانينات, كما تطرقت الرواية إلى أن هناك عادات وتقاليد اجتماعية قد تدفع الافراد إلي سجون في غاية القسوة  . 

 

وأضاف مصيلحي  أن علاقة الإرهاب بالمستقبل علاقة تدفع إلي ظلمات لا نهاية لها مما يدفعنا لدراسة أبعاد القضية بكل ملابستها و افكارها في المجتمع المصري .

 


ثم  تحدث د. عبد العزيز الهاشمي ناقد يمني فقدم نبذة موجزة عن حياة الطبيب الأديب الدكتور/ سليمان الشخصية والعلمية والعملية، موضحاً أن الراوي الطبيب لم تأتِ إبداعاته الأدبية لأنه كان شغوفاً بالأدب، الأمر الذي جعله يطلع على كم هائل من الأعمال الأدبية المختلفة.


وتطرق إلي العمل من ناحية بنيوية نصية من حيث البناء السردي ومقاربته للواقع وعن الإشكالية التي تخلط بين الإرهاب والعنف.

وأضاف في مداخلته  أن الرواية فيها الشيء الكثير من الإبداع وأن الرواي يمتاز بالتمكن في تعاطيه لأحداث  التاريخية الواقعية.

ولم يفت الناقد  التطرق إلى بعض الهنات  في العمل التي لا تكاد تذكر والتي لا تعدو أن تكون أخطاء مطبعية  ولغوية غير مقصودة.




المشروع والثلاثي الأدبي


وتطرق الناقد الأدبي د. سلامة تعلب إلي مشروع  د سليمان الإبداعي المتكامل في رواياته الثلاث: "أمنية"، و"حلم عفت الصياد"، و"احتراق الفراشات" ؛  وعدد ملاحظاته النقدية فيما يلي:

 

1-       لدى د. سليمان مشروع إبداعي وفكري يتبناه بإخلاص وبراعة في رواياته الثلاث.

2-       يحرص في هذا المشروع الإبداعي على نشر قيم التسامح والإسلام السمح، والتدين الحق، وينبذ كل المدعين بامتلاك الدين وحدهم.

3-       مناقشة القضايا الاجتماعية الشائكة خاصة تلك التي تتعلق بحق المرأة، ودورها الهام في الحياة

4-       مناقشة القضايا الخاصة بالإرهاب، والفكر التكفيري الذي ظهر في مصر وبعض البلاد العربية في فترة السبعينات، وأطل برأسه مجددا في عصرنا الحديث، وعانت

منه كثير من بلادنا العربية.

 

5-       تميزت رواية احتراق الفراشات وكذلك روايتيه السابقتين بقوة السرد وإحكامه، كما تميزت بكثير من الحيل التجديدية في كتابة الرواية سواء في وصف الشخصيات أو الأحداث أو الحبكة أو العقدة أوالحل، أو الجمل الاستهلالية في بداية الفصول أو الختامية في نهاية كل فصل وفي نهاية الرواية،

6-       تميزت الرواية بتوافر عنصر التشويق؛ فقد أمسك الكاتب بقارئه من أول الرواية لآخرها.

7-       تميزت الرواية  بجمال اللغة وصحتها وسلاستها وشاعريتها، كما تميزت بكثير من الصور الجمالية مثل" كنت أضع الورقة في شق من الجدار؛ أحج إليه من وقت لآخر، دون أن أجرؤ على قراءتها فقد كانت تسكنني.



الإنفتاح الإقتصادي والتطرف


ثم قدم معتز محسن الباحث في  التراث الإنساني  مداخلته عن الدكتور سليمان عوض فقال :"إن المجتمع منذ فترة يعاني من  التطرف عبر الوصول إلى مكمن الألم الذي تضخم منذ فترة الانفتاح الاقتصادي في العام 1975 و التحول من حلم الناصرية الاشتراكية إلى حلم الساداتية الانفتاحية من خلال شخصية إيمان القمر المضيء في الرواية و إلتفاف الكواكب حولها من خلال الشخصيات الرئيسية و الثانوية التي تضفر من الأحداث مع ما يتماشى مع الواقع من خلال مواجهاتها المختلفة ما بين من يقفون بجانبها و بين من يقفون في طريقها مع إكتشاف التطورات المجتمعية في محافظة الدقهلية و إنتشار خفافيش الظلام في محافظة الإبداع و الأعلام الذين سطروا اسم مصر بحروف من نور و ومضات ذهبية كونت من هوية مصر الحديثة"
.



ثم انتقل الحديث إلي القاص زكريا صبح من اعضاء  ملتقي السرد العربي فقال :" هذه الرواية هى رواية الصوت الواحد والتقنية الواحدة فهى عبارة عن صوت الراوية الذى نسمعه طوال الوقت وهى تحكى قصتها من الالف الى الياء ولم يقطعها قاطع حتى انتهت من قصتها

ثم هى رواية التقنية الواحدة فهى تعتمد على تقنية الفلاش باك فهى استرجاع وتذكر من البطلة فى حكيها ولم تستخدم غير هذه التقنية ".

واضاف صبح في مداخلته النقدية:" أن هذه الرواية  تناقش فكرة الإرهاب الأسود وكيف يهدم المجتمع ولكن المعالجة خلت من الجدة  وارتكنت الى التهم المعلبة والصور النمطية للارهابى وكيف يتصرف من اجل إشاعة العنف فى المجتع دون أن يتغلغل فى نفس الإرهابى وكيف يتحول هذا التحول الجذري" .  

وانتهي صبح في حديثة إلي أن من يمثل التيار المدنى فى هذه الرواية اتسم بالسلبية الشديدة ولم نر صراعا محتدما بين فكر الإرهاب والفكر الوسطى المعتدل .



 

واختتمت فعاليات الندوة بكلمة للدكتور حسام عقل رئيس الملتقى الذي أكد فيها أن رواية احتراق الفراشات إضافة حقيقية إلى المكتبة العربية لما تضمنته من مناقشة جادة لقضايا هامة في مجتمعنا ، لافتا في الوقت ذاته إلى أن ملتقى السرد العربي دائما ما يسلط الضوء على أبرز الأعمال الأدبية لتبصير الناس بها وبأصحابها الذين يقدمون بصدق أدب حقيقي يعبر عن الواقع الذي نعيشه ، مبديا سعادته للحضور وحرصهم الدائم على متابعة أعمال الملتقى . 

تعليقات